• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

فراغ وصدى

فراغ وصدى
مأمون أحمد زيدان


تاريخ الإضافة: 9/9/2015 ميلادي - 25/11/1436 هجري

الزيارات: 3938

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فراغ وصدى


"1"

هنا عليك أن تَقِف

ناصيَة مَهجورة

فوق رصيفٍ مَهجور

في شارِع مَهجور

غراب مُتيَّم ومُيَتَّم

تأخذُه المَسافات إلى فَراغٍ وصدَى

في صَحراء تَستجدي السَّحاب

بُكاء نايٍ مَصلُوب

وغناء شبابة مَصدورَة

لحْنٌ يحنُّ إلى موسيقاه

 

"2"

هنا علَيك أن تَرى

أمًّا تموتُ على فِراشِ وليد

ووليدًا يَموتُ على فراش أمٍّ

أعمى بين حَشدٍ مِن المُبصِرين

مُبصِرٌ يضجُّ بالعَمى

ثُغاءُ سهلٍ مَذبوح في حَلقِ عاصِفة

دماؤه وطنٌ قافِز مِن ذاكرَة

ذاكِرَة تعافُ وطنًا

في سنابل تهزُّ مدًى وترقُب آمادًا

 

"3"

وهُنا عليكَ أن تَقِف بَين:

"قِفا نَبكِ من ذِكرى" تَشتعِلُ،

وذكريات تَحترِق

يَلوكُها حامِض أزرَق

يَمضُغُها حنظَلٌ ورديُّ الرُّؤى

بهيُّ المُحيَّا

كنَابِ أفعَى وضبْعٍ

تَسيلُ منه رَوائحُ نارٍ

تأكُل غيرَها

تأكُل نفسَها

تتلاشَى في غيم يَمرُّ أمام السَّحابِ

أمامَ أضرِحَة قُبورٍ لمْلَمَها الزمن

عَتَّقها النُّهوضُ مِن رمادِ العُيون

كساريَةٍ في ليلِ الرِّيح وهو يَجوحُ، يَعوي

يُشرق بالجواح والعُواء

مثل نَزْفٍ يَنزِف مِن نزْفٍ

وجرْج يُوسع الجُرحَ

قهر يُقهَرُ بقَهرٍ

وموتٌ يُغذَّى بمَوتٍ

 

"4"

لو كنتُ أملِكُ أظافِري

لحككتُ الأرضَ بجسدها

ببرق ورعد

بعواصف رمليَّة، وزَوابع قمعيَّة

ولو كنتُ أملِكُ ساعِدي فقط

لحملتُ الضَّوءَ على ناصيَةِ كَهفٍ

تَسكُنُه الأفاعِي والخَفافيشُ

وصنعتُ ميثاقًا مِن ماءٍ وذهَب

يحفَظ حقَّ الرِّياح بالمُرورِ

بينَ أغصان زيتونةٍ ألفية،

وحبَّة خردل تتَّسعُ للكَون

لكنِّي قلَّمتُ أظافري قبْل مُليون عام

انتظرتُ جُذورَها

فلم تَنبتْ

ظلَّت يَتيمةً هزيلَةً

ترقُب زُرقة السَّماءِ

كي تُسَمِّدها، تُظلِّلها، تَحوطَها

بنجمٍ وشَمسٍ وقَمر

بخُبزٍ وجوعٍ وزعتَر

بشبقٍ مُستعِرٍ في عطْفِ الأيَّام

وغَيمٍ يَلقحُه الدُّخان

 

"5"

حيرَتي

كتابٌ مفتوح يرجُّ الصواعِق

حروفُه بين أَلِفٍ تحت مِقصَلَة

وباءٍ في عُنقِ مشنَقة

صُوَري

بين أبجدياتٍ مَخنوقة، غَرْقى

تتبادَلُ شِفاهُها بين شفقٍ وغسَق

ماذا كتَبَ أُولئكَ الذين رحَلُوا مع الغُبارِ؟

على شَواطِئ الملْحِ

بمَمحاةِ النثار؟

ماذا رسموا على جدرانِ أجسادِهم

بالفَحمِ والرَّماد؟

غير أزمان تسوقهم بين ليلٍ وضُحى!

وغير أسفار تُحكِمُ القيدَ على أحلام الرَّجاء!

لو كنتُ مكانَهم

لصنعتُ للحَرف تَرميمًا رماديًّا

ولأخذتُ من عنُقِ السَّحاب قطرةَ ماءٍ

لأُبلِّل جُملي وصُوَري

وأشربُ السَّرابَ

لَنَحتُّ من الوهمِ خيالاً وظلاًّ

ومِن الطَّيفِ نَسمات مُنداة بدمعِ العِنَب

لو كنتُ مكانَهم

لحفرت النور فوقَ أرصِفَة الظَّلامِ

لا، للقُدرة على الرُّؤيا

بل لصُنعِ نشيد احتفاليَّة بترسيخ العتَمة

ولأشدَّ الصَّواري نحو مناراتٍ

أرهَقَها الانتِظارُ

 

"6"

لكني أنا

لستُ أنا

رغم شهيق الصُّبحِ

بأني أنا

ولم أكن يومًا مكانَهم

كما لم يَكونوا هم أيضًا

أنا أو مكانَهم

 

"7"

هنا عليك أن تَقف مرَّةً ومرَّة

تسمع الصحراء تصرُخ

يا ابنَ العدم، الموت، الرماد،

انهضْ، تحرَّكْ

الموتُ لا يُوقِف أحدًا

الموتُ لا يَقتُلُ أحدًا

الموتُ لا يَنتصِر

إلا بشَكلٍ مؤقَّت

الحياة لا تَقِفُ، لا تتجمَّد

هي دَفق وخُصوبة

نماء ورُطوبة

هي حرَكة قدم

من حيث تَقِف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة