• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

جولة في أعالي المحروسة (2)

جولة في أعالي المحروسة (2)
رياض منصور


تاريخ الإضافة: 29/7/2015 ميلادي - 12/10/1436 هجري

الزيارات: 3434

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جولة في أعالي المحروسة (2)


آه آه! قالها ثلاثًا بكل حسرة وألَم: هكذا هم بَنو هلال؛ يُهلكون الحرثَ والنسل، يشوِّهون المناظر، ويقوِّضون العمران...

 

بالابتسامات الْتَقَينا وبها افترَقنا.

 

أخذتُ بنصيحته وسلكتُ ذلك الطريقَ الضيِّق الذي أخرجَني إلى سِحر أكبر؛ أين كثرَت المنعرجات فتعدَّدَت المشاهد وتنوَّعَت، هناك رأيتُ البحر من كلِّ الزوايا والجهات، ورأيتُ النوارس تتراقص على بساط فضِّي منحها إياه ماءُ الحوض وأشعة الشمس.

 

حتى إذا وصلتُ إلى غابة "باينام" نظرتُ إلى الحوض السَّاحر نظرةً أخيرة ودَّعتُه من خلالها إلى كتبي أسألها عن "بني هلال" وأَستقصي أمرَهم؛ وكتبي سخيَّة، لا تبخل عليَّ بالإجابة، وقد اعتدتُ محاورتها بسرياليَّة، لاغيًا المسافاتِ والحواجزَ بيننا.

 

وأوَّل كتاب صديقٍ سألتُه عن بني هلال، قال: بَنو هلال وبنو سليم هم قبائل عربيَّة، هاجرَت إلى بلاد المغرب في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وتُعرف هِجرتُهم هذه باسم الهجرة الهلالية، ووصَفها ابن خلدون بــانتقال العرَب إلى إفريقيا.

 

قلتُ وقد اجتمعَت مِن حولي الكتب: فلماذا تُروى الأخبارُ والأساطير عن همجيَّتهم ووحشيَّتهم، ويُوصفون بأوصاف عديدة؛ منها أنَّهم كالجراد الذي يأكل الأخضرَ واليابس، وأنَّهم كالبرابر الشمالية الذين خرَّبوا العمران وشوَّهوا الحضارة؟!

 

نظرَت الكتبُ بعضها إلى بعض، وبعد هدوء وصمتٍ رهيبٍ خيَّم على المكان، همَس في أذني كتابٌ صديق أعزُّه كثيرًا فقال: أنا... أنا أجيبك يا صديقي؛ لأنهم عرَب، أو أعراب؛ لأنَّهم جاؤوا من الشرق لا من الغرب، ولأنَّهم اختلطوا بالسُّكان، وتزاوَجوا معهم، ونشَروا بينهم اللغةَ العربيَّة والعادات الشرقية[1].

 

قلتُ: ولكن هناك مَن يشير إلى الحروب التي قاموا بها؛ ويتَّهمهم بتقويض أركان العمران في شمال إفريقيا!

فردَّ عليَّ الكتاب نفسُه، ولكنَّه أسهب في الردِّ هذه المرةَ إذ قال:

إنَّ مساهمة بني هلال في تاريخ المغرب العربي - بقطع النظر عن وجهها السياسي - كانت خيرًا وبركةً على المنطقة؛ فقد أفادَتها ودعَّمَت فيها الوجود العربي بالمفهوم الحضاري، وقد اختلطوا بالسكَّان في يُسرٍ وسهولة.

 

وإن كان هناك حروب فهي حروبٌ انتقاميَّة ذاتُ هدف محدود؛ وهو هنا السلطة الرافضة لحكم الفاطميِّين، وليس سكَّان البلاد، ولا حضارتهم وعمرانهم، ولم يكن هدفُهم تأسيسَ دولةٍ على حساب شَعب البلاد التي حلُّوا بها.

 

وإنَّ الدَّعوى القائلةَ بأنَّ بني هلالٍ قد قوَّضوا أركان العمران في شمال إفريقيا غيرُ صحيحة تاريخيًّا؛ ذلك أنَّ الحضارة الإسلاميَّة كانت تتهاوى في كلِّ مكان.

 

فوجود بني هلال كان ظاهرة من ظواهر التَّدهور الحضاري خلال العصور الوسطى، وقد سَبقهم في فعل ذلك عواملُ كثيرة، فلماذا يتحمَّلون وحدهم ذنبَ ما حدث[2]؟

 

"لا حول ولا قوة إلا بالله"! نطق بها لساني، وانطلق يكرِّرها ويردِّدها، ولم يوقفه إلاَّ كتابٌ آخَر أحدَث صوتًا غريبًا وهو يقلِّب صفحاته الموغلةَ في القدم، ثمَّ قال: أأزيدُك؟

 

... يتبع



[1] أبو القاسم سعد الله: أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1990، ص: 8.

[2] المصدر نفسه، ص: 9.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة