• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

في كومة شوك!

رجاء محمد الجاهوش


تاريخ الإضافة: 23/12/2009 ميلادي - 6/1/1431 هجري

الزيارات: 6359

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أطْرَقَتْ تَسْتمع - كعادتها - إلى ابنتها اليافِعَةِ "نور"، وهي ترتِّل آياتِ الذِّكر الحكيم بتجويد مُتقن أمامَ مُعلِّمتها السَّيِّدَة "هَناء"، وقد شَخَصَ بَصَرُها إلى نَبْتة الصَّبَّار التي زَرَعَتْها ذات صَباح جاف حار، كيفَ تطاوَلَ شَوْكُها؟!

في هذه السَّاعة التي تقضيها في روضِ القرآن الكريم، تَشعر وكأن روحها قد غُسِلَت مِن أدرانها، وفِكرها المُتعَب قد اسْتراح، وقلبها الذي تخشى عليه المَوات قد دبَّتْ فيه الحياة مِن جَديد، فقويَ وانتعش!

لكنَّها اللَّيلةَ في وَضْع مُختلف؛ فالرُّوحُ مِنها في غُربة، والفِكر في شُرود، والقلب أعْياه القَهْر، والجسد أضْنته الخطوب.

لم يَستطعْ صَوت ابنتها العَذب أن يُزيحَ عنها ما تُلاقيه، لكنَّه اسْتطاع أن يَسْتَدرَّ دَمْعها، فبَكت، بَكت دون نَشيج، مُوارِيَةً دُموعَها، فلم يَشعر بحرارتِها أحَد، ساتِرَةً وَجَعَها، فلم يَعرف مَكْمَنه سِواها.

قامَت بهدوءٍ تَنْوي إعداد الضِّيافة للسَّيِّدَةِ "هناء"، فقد شارَفَ الدَّرس على الانتهاء.

بَلَّلَتْ وَجهها بقطراتِ الماء الباردة، ثمَّ أخذت نَفَسًا عميقًا، تَسَرَّبَ إلى الأعماق، مُنْتَشِلاً الغُصَص، ثمَّ أخْرَجَتْهُ زفيرًا، أطْلَقَتْهُ في الهواء، تَسْتَجْدي شيئًا مِن هُدوء قبلَ أن تعودَ محمَّلة بالأطايب إلى مَجلسِها.

وَلَجَت حينما كانت السَّيِّدَةُ "هناء" تخاطِب ابنتها قائلة: أحسنتِ يا "نور"، حِفْظك ممتاز، وقِراءَتك في تحسُّنٍ، ما شاء الله.

Ÿ جزاك الله خيرًا يا مُعلِّمتي. 
Ÿ سنُراجع ما تمَّ حِفظُه بعد غَدٍ - إن شاء الله - فاسْتَعِدِّي.

بادَرتْها الأمُّ قائلة: لا تقلقي يا سيِّدتي؛ "نور" فتاة رائعَة، وهي دومًا على قَدْرِ المسؤوليَّة.

Ÿ وفَّقها الله، وجعلها قرَّة عين لكم.
Ÿ اللهم آمين.

عادَت الأم إلى كرسيِّها بجانب نبتة الصَّبَّار، بينما تولَّت "نور" مهمَّة صبِّ الشَّاي، وتقديم الفطائر المشكَّلة إلى أمِّها ومُعلِّمتها، ثمَّ جَلست بجانب معلِّمتها في حَياءٍ ووقارٍ.

تهادَى صَوت الأمِّ مُنكسِرًا حَزينًا، فانْجابَت سُحُب الصَّمْت التي ظلَّلَت المكان للحظات: ماذا بَقِيَ للصَّادقِ الحرِّ الأبيِّ؟!

دُهِشَت السَّيِّدَة "هَناء" من سَيْل الحروف الذي سُكِبَ في أذُنَيْها دون سابِق حِوار، فقالت مُتَسائلة: ما الأَمْر؟!

Ÿ يُصَفَّقُ للكاذِبِ، وتُهْدَى الأوسمة للمُحابي، وتُفَتَّح الأبواب للوصوليِّ، وكلُّ الأمْكنة مُشرعة أمام المُراوغ، فماذا بَقِيَ للصَّادق الحُرِّ الأبيِّ؟!

وقبل أن تَنْبِسَ السَّيِّدَةُ "هناء" ببِنْتِ شَفَة، جاءَ صَوت "نور" الجَهْوَرِيُّ مُجيبًا: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
8- الآخرة خير وأبقى
حارسة الفضيلة - السعودية 13-08-2010 05:23 AM

بورك الحرف والمداد

فماذا بَقِيَ للصَّادق الحُرِّ الأبيِّ؟!
بقيت له الآخرة و هي الأبقى , وعين الله لا تنام .

بإنتظار جديدك أستاذة رجاء .

7- مرحبًـا بكِ..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 27-12-2009 11:49 PM
-

أختي العزيزة "بثينة"
والشُّـكر موصول لكِ لقراءتكِ الطيِّـبة، ودعمكِ العذب الكريم.

[وأرجو دائما أن تتحفينا بكل ما هو جديد، بمثل هذه الكلمات الر ائعة]

أسأل الله التَّـوفيق والسَّـداد.. دعواتكِ.

دمتِ بخيـر

-
6- بوركتم..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 27-12-2009 07:49 PM
-

الأخ والقريب الكريم "أ. مجاهد الجاهوش"
جزاكم الله خيـرًا لدعمكم الكريم.

[ثبتك الله على الحق وقوله, وأفاد الله بقلمك ومداده]

.. اللهم آمين ..

سلامنا إلى أهلنا الكـرام في أرض الوطـن.

دمتم بخيـر

-
5- جزاكي الله كل خير
بثينة محمد - الاردن 27-12-2009 04:35 PM
اشكرك على هذه الكلمات الرائعة والمؤثرة
وفقكِ الله دائما
وارجو دائما ان تتحفينا بكل ما هو جديد، بمثل هذه الكلمات الر ائعة.
اشكرك من كل قلبي...
4- مرحبًا بكما...
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 27-12-2009 03:29 AM
-

أختي العزيزة "لامعة في الأفق"
والشُّـكر موصول لكِ لتواصلك العذب، ودعمك الكريم.

-

أختي العزيزة "رؤيـا"
وفيكِ بارك الله، وجزاكِ خير الجزاء لقراءتكِ الطيِّـبة، وحضورك العذب الكريم.

[أملنا فى الله كبير بأن يغير الأحوال، وتزول الغمة، وتتحسن أمور المسلمين فى كل بقاع العالم فهو ولى ذلك والقادر عليه]

الله قادر على كلِّ شيء، لكن لله ـ سبحانه وتعالى ـ في كونه سُنن لا تتبـدَّل، فالتَّـغيير يبدأ مِن عند أنفسنا!

دمتما بخيـر

-
3- اللهم ارزقنا من فضلك ورحمتك
مجاهد - سوريا 27-12-2009 03:15 AM
يااااااه ,اقشعر بدني بعد أن أنهيت قراءة الآية , فكم عظيمة هي العبرة .
وحار فكري من أي مورد تستقين عباراتك وكلماتك ومعانيك ليتميز الطرح وتتألق الفكرة.
ثيتك الله على الحق وقوله , وأفاد الله بقلمك ومداده .
ولا نسينا من فضله ورحمته جل وعلا.
2- اللله معنا
رؤيا - مصر 25-12-2009 09:37 PM
جزاك الله خيرا استاذة رجاء ، كلمات وتعبيرات جميلة ، فعلا يصفق للكاذب ، وتهدى الاوسمة للمحابى ، وتفتح الأبواب للوصولى ، وكل الامكنة مشرعة أمام المرابى ، لكن صدقت كلمات الله ففضل الله ورحمته فاقت كل شيء ، وأملنا فى الله كبير بأن يغير الأحوال ، وتزول الغمة ، وتتحسن أمور المسلمين فى كل بقاع العالم فهو ولى ذلك والقادر عليه ، مرة اخرى شكرا استاذة رجا ء على المقال الجميل وبارك الله لك .
1- شكر
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 25-12-2009 07:42 PM
شكراً لك
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة