• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الشرخ (قصة قصيرة)

خلف أحمد محمود


تاريخ الإضافة: 20/12/2009 ميلادي - 3/1/1431 هجري

الزيارات: 5665

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أبحثُ عنكَ في ثنايا حكمةٍ تنير لي دربي، فلا أجدُك، وأحيانًا أبحث عن حضنك الدافئ الذي أريده أن يحتويني وأنا أعرض عليك مشاكلي وهمومي، فلا أجدك، كم تشتاق يدي لأن تعانق يدَك وأنت تعبر بي بحر الحياة المتلاطم الأمواج! لكنك دائمًا مشغول عني بحساباتك وأرقامك.

دائمًا أنتظر عودتك إلى البيت، يتهلَّل وجهي فرحًا عندما أسمع وقْع أقدامك وأنت تدخل من الباب، أجري نحوك مسرعًا، وأريد أن أرتميَ في حضنك، وتقبِّلني وأنت تُجلسني إلى جوارك؛ كي أقص عليك ما حدث معي طوال يومي؛ لكنك دائمًا ما تقابلني بهذه الكلمات: "أنني متعَب، وأحتاج أن أستريح، وفي الصباح سوف أستمع إليك"، فأنزوي إلى حجرتي أثر كلماتِك؛ انتظارًا للصباح.

وعندما أصحو من نومي أجدُك خرجتَ إلى عملك، وعندما تعود أذكِّرك برغبتي في التحاور معك، فيأتيني صوتُك صارخًا: ماذا تريد أكثر من ذلك؟ ملابس أنيقة، شقة فاخرة، أجهزة مستورة، ولعب حديثة و.... و...

تصفعني كلماتُك، فأظل أبحث عنك في كل ما ذكرتَ، فلا أجدك، ثم أنظر إليك فأجدك جلستَ أمام "لاب توب"؛ لتقضي أمامه بقيةَ يومك حتى يغلبك النوم، إلا أنه في اليوم التالي كم كانت سعادتي غامرةً عندما وجدتُك قد عدتَ في هذا اليوم من عملك إلى البيت مبكرًا!

اعتقدتُ ساعتها أنك قد جئتَ مبكرًا من أجلي، أخذتُ يومها أحاصرك برغبتي في الخروج معك؛ أسوة بزملائي الذين أسمعهم دائمًا ما يتحدَّثون عن آبائهم الذين يصطحبونهم في رحلات ونزهات خارج المنزل، وافقتَ ساعتها على مضض، وما أن جلستَ إلى عجلة القيادة، حتى أخرجتَ جهازك المحمول من جيبك، وأخذتَ تتحدث فيه طوال الوقت، كنت أنا ألصق وجهي بزجاج السيارة، وأرى أشياءَ جديدةً تتراءى أمام عينيَّ لأول مرة، وأحتاج أن تشرحها لي.

وعندما جلستَ بي في أحد الأماكن متأففًا وأنت تنقل نظرك بين كل حين وآخر إلى ساعتك، ثم تأسف على ضياع وقتك الثمين، بعدها عدتُ إلى البيت حزينًا، وأحسستُ أنه قد أصبح بيننا شرخٌ، وأن هذا الشرخ أخذ يتَّسع شيئًا فشيئًا، حتى أصبح أخدودًا عميقًا، يصعُب على كِلَينا عبورُه نحو الآخر.

فأنا لا أجدك الآن، وأنت قد لا تجدني في الغد.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- روعة من الروائع
انتصار - السعودية 08-07-2010 12:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

تتبع مبهر
ما أبهرني هو إنجاز عظيم بكلام قصير.
وصلت إلى الهدف متخطيا ما لا قيمة له من تفاصيل مملة نجدها بأكثر قصص الحاضر و نقرؤها بملل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة