• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

تصنيف الفنون الإسلامية

تصنيف الفنون الاسلامية
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 25/5/2015 ميلادي - 7/8/1436 هجري

الزيارات: 18699

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تصنيف الفنون الإسلامية

 

وقفنا سابقاً على التصنيف الذي ذهب إليه معجم «المنجد» وكذلك معجم «الرائد» حيث قسما الفنون إلى أربعة أقسام:

♦ الفنون الجميلة.

♦ الفنون اللذيذة.

♦ الفنون الحرة.

♦ الفنون اليدوية.

 

ويلاحظ على هذا التقسيم أنه متداخل، فالشعر مثلًا فن جميل وهو في الوقت نفسه فن حر، والنحت فن جميل، وهو مع ذلك فن يدوي.. ويرجع السبب في هذا التداخل إلى أن هذا التقسيم لم يُبن على اعتبار واحد، وإنما بني على اعتبارات متعددة، هي الجمال واللذة، والفكر، والجسم.

 

وذهب آخرون إلى تقسيم آخر انطلقوا به من اعتبار واحد فقسموا الفن إلى قسمين:

أولهما: الفن العملي أو النافع. كالتجارة والبناء والفلاحة، وهو ما يكون عمل الجسم فيه أظهر من عمل النفس، وغاية هذا القسم الفائدة النفعية. ولما كان وقفًا على هذه الناحية الحسية للحياة سماه بعضهم الحرف والصناعات. ويدخل في هذا القسم «الأدب» إذا اتخذ وسيلة لهذه الغاية النفعية وكسب المال. فينقله ذلك من دائرته الأصلية إلى دائرة الصناعات ويفقد لهذا مكانته السامية وجماله الرائع.

 

وثانيهما: الفن الجميل، وعمل النفس فيه أوضح من عمل الجسم، كالموسيقى والرسم والأدب.. وغاية هذا القسم، هي التعبير الجميل الصادق الذي يبعث في النفوس واللذة والسرور ويظهر الناس على أسرار الحياة وروحها العميقة[1].

 

ويؤخذ على هذا التقسيم أيضًا أن الفنون الجميلة لا تخلو من المنفعة، على أن الغاية من هذه التقسيمات في الأصل، هي فرز وتمييز نوع خاص من هذه الفنون، هو الفنون الجميلة. وعلى هذا فالفنون قسمان:

♦ قسم يلاحظ فيه الجانب الجمالي وهو أساس فيه.

♦ قسم يلاحظ فيه أمر المنفعة وهي أساسية فيه.

 

تصنيف الفنون الجميلة:

ونتساءل الآن وقد يممنا شطر الفنون الجميلة، هل هي نوع واحد، أم أنواع؟

♦ وكنا نتوقع أن تضيق دائرة التقسيم هنا، بعد أن طرحنا من بحثنا من الفنون ما لم يكن الجمال أساسًا فيه، ولكن الواقع أن هذه التصنيفات قد اتسعت وتعددت وجهات النظر فيها.

 

ومن المعلوم أن الغاية من تصنيف الفنون الجميلة، هو تقسيمها إلى فئات بحسب ما يجمع بينها من خصائص.

 

ويحسن بنا التعرف على نماذج من هذه التصنيفات، فهي تلقي الضوء على الزوايا المختلفة التي ينظر إلى الفن الجميل من خلالها.

 

1 - تصنيف «كانت»:

يميز كانت بين أنواع من الفنون الجميلة: وهي عنده:

♦ فنون كلامية: النثر والشعر.

 

♦ فنون تصويرية، وتشمل:

الفن التشكيلي: النحت والعمارة.

فن التصوير: ويدخل فيه فن الحدائق.

فنون اللعب بالإحساسات: الموسيقى، فن التلوين.

 

♦ فنون مركبة: المسرح، الغناء، الرقص.

 

2 - تصنيف «شوبنهاور»:

وهو يذهب في ترتيب الفنون من أسفل إلى أعلى كما يلي:

♦ فن العمارة.

♦ الفنون التشكيلية: النحت والرسم.

♦ فن الشعر، ومنه الغنائي.

♦ فن الموسيقى.

 

3 - تصنيف «لاسباكس»:

ويقسم الفنون إلى ثلاثة أقسام:

♦ فنون الحركة: الرقص والغناء والموسيقى.

♦ فنون السكون: العمارة والتصوير والنحت.

♦ فنون شعرية: الشعر الغنائي، الشعر القصصي، الشعر التمثيلي[2].

 

4 - تصنيف «نيدونسيل»:

والأساس في تقسيمه، هو نشاط الحواس الخمس:

♦ فنون لمسية: الرقص والرياضة.

♦ فنون بصرية: النحت والعمارة والتصوير.

♦ فنون سمعية: الموسيقى والأدب وفنون اللغة.

♦ فنون تأليفية: المسرح والسينما[3].

 

5 - تصنيف «ألان»:

♦ فنون فردية: الرسم والنحت والتصوير، وفن صناعة الأثاث، وفن صناعة الأواني الخزفية..

♦ فنون جماعية: الموسيقى والغناء والرقص والحياكة والتزيين.

 

6 - تصنيف آخر، لـ«ألان» أيضًا:

♦ فنون حركية: الرقص وفن التمثيل الصامت.

♦ فنون صوتية: الموسيقى وفن الشعر وفن الخطابة.

♦ فنون تشكيلية: العمارة وفن النحت وفن التصوير وفن الرسم[4].

 

7 - تصنيف على أساس خاصيتي الزمان والمكان:

وذهب بعضهم إلى تقسيمها على هذا الأساس:

♦ فنون مكانية: هي التي تجري تكويناتها أو وحداتها الزخرفية على الأسطح المنبسطة للأجسام أيًا تكن هذه الأجسام، دائرية أو كروية أو مسطحة كما هو الحال في العمارة والحفر والتصوير والنحت والنسيج المرسوم.

 

♦ فنون زمانية: هي الإِيقاعات بكل أنواعها وتداخلاتها، تعتمد على الترجيع المنظم للصوت وعلى ترديد الحركات كما هو الحال في الموسيقى والرقص والغناء والشعر والتمثيل[5].

 

تلك نماذج من تصنيف الفنون الجميلة، وغيرها كثير، وعلى الرغم من كل ما سبق من هذه التصنيفات فإننا لا نجد أنفسنا أمام مفهوم واضح منضبط للفن الجميل، ذلك أن كل تلك التقسيمات اعتمدت على التقسيم والعد، ولم تستند إلى خصائص وسمات.

 

الفن الجميل من منظور إسلامي:

إنه وفقًا للخصائص التي تميز بها الفن الإِسلامي، والتي تحدثنا عنها في فصل سابق، نرى أن هناك عناصر أساسية لا بد من توفرها في الفن حتى يكون فنًا جميلًا، منها:

♦ أن يكون الجمال مقصودًا فيه وليس أمرًا عارضًا.

♦ أن يكون الموضوع الذي يتناوله من باب التحسينات والكماليات وليس من باب الضروريات.

♦ أن يكون فيه قابلية للإِبداع ووجود الجديد.

 

ووفقًا لهذه الأسس نقول: النجارة والحدادة، صناعة، وليست فنًا، فالجمال ليس عنصرًا أساسيًا في بنائها، وإنما المنفعة هي الأساس فيها، وهي من باب تلبية الضروريات وليس الكماليات..

 

وإيجاد نظرية رياضية، أو اختراع آلة.. علم وليس فنًا وذلك لفقدان القصد الجمالي.. وهكذا.

 

وعلى هذا فالحرف والصناعات ليس فنونًا وإنما هي صناعات وحرف قد توصف بالدقة والمهارة والإِتقان.. ولكن نسبتها إلى الفن غير صحيحة. وذلك لفقدان العنصر الأساسي في فنيتها.

 

وعلى هذا الأساس فلا حاجة من وجهة النظر الإِسلامية إلى التفريق بين فن جميل.. وفن نافع فهذا التقسيم كله غير صحيح من الأصل، فالفن يكون فنًا إذا كان جميلًا وإلا فهو حرفة أو صنعة.

 

وإذن: فكل فن هو فن جميل. وإطلاق هذه الكلمة على غير هذا هو من باب التوسع والمجاز.

 

وعلى هذا نقول: فن القول، فن جميل، لأن الجمال مقصود فيه والجمال فيه من باب التحسينات، وميدان القول أيضًا ليس هناك ما يضبطه فقابليته للجديد مفتوحة.

 

والرسم والنحت. فن جميل. لأن الجمال أساسي فيهما، وهما من باب الكماليات وليسا من الضروريات وإمكان الإِبداع وإيجاد الجديد موجود فيهما.

 

والسماع والموسيقى، فن جميل، إذ الجمال مقصودهما، وهما من باب الكماليات، وميدان الإِبداع وإيجاد الجديد واسع فيهما.

 

والبناء فن جميل، ذلك أن الجمال مقصود فيه عادة، والجمال فيه ليس من باب الضرورات بل هو من باب التحسينات - فيمكن الاستغناء عن التجميل عند الضرورة - وقابلية الإِبداع فيه موجودة.

 

أما حين يقتصر فقط على تلبية الحاجة والضرورة، فلا يكون فنًا إلا إذا روعيت في إنشائه قواعد هندسية وكذلك في توزيع مساحاته، فهو حينئذٍ فن جميل بهذا المعنى..

 

والزخارف حيث وجدت فهي فن جميل لانطباق المواصفات عليها. وعلى هذا الأساس، فقد يصبح النجار فنانًا إذا تناول عمله الزخرفة الخشبية، والنساج قد يكون فنانًا حين يصبح عمله اختراع الرسوم وتنفيذها عليه..

 

وهكذا فنحن أمام قواعد نطبقها.. فإذا توفرت فثمت فن جميل وإلا، فلا.

 

أما تصنيف الفنون الجميلة، فذلك أمر لا يغير من طبيعتها، ولا يؤثر في عددها. ومع هذا فإنا نؤثر التصنيف الذي يعتمد الحواس أساسًا له فالجمال إنما يدرك عن طريقها. وهذا ما ذهب إليه الإِمام الغزالي حين قال: «لكل حاسة إدراك لنوع من المدركات.. فلذة العين في الإِبصار وإدراك المبصرات الجميلة والصور المليحة الحسنة.. ولذة الأذن في النغمات الطيبة الموزونة..»[6].

 

وقد أكد القرآن الكريم بشكل خاص على حاستي السمع والبصر في الكثير من آياته، مما يجعل لهما الدور الأكبر في ميدان إدراك الجمال.

 

وبناء على ذلك نذهب إلى تقسيم الفن إلى:

فنون بصرية: وهي ما يعتمد على حاسة البصر في إدراكها، كالرسم والنحت والبناء.

فنون سمعية: وهي ما يعتمد على حاسة السمع في إدراكها، كالشعر والخطابة والسماع والموسيقى.

 

نكتفي بهذا القدر من الحديث عن الفن من حيث تصنيفه، وتحديد مدلوله الجمالي. ولنا عودة أخرى في الباب الثالث من هذا الكتاب حيث الحديث عن بعض هذه الفنون.



[1] أصول النقد الأدبي. لأحمد الشايب ط 8 ص 57 - 58.

[2] انظر في هذه التصنيفات (فلسفة الجمال) محمد علي أبو ريان ص 162 - 172.

[3] مقدمة علم الجمال. أميرة مطر ص 152.

[4] فلسفة الفن في الفكر المعاصر. زكريا إبراهيم ص 145 - 146.

[5] فلسفة الجمال. عبد الفتاح الديدي ص 42.

[6] إحياء علوم الدين 4/296.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة