• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

فلسفة جمالية الذكرى

فاطمة عمر أبوبكر كشبور


تاريخ الإضافة: 11/5/2015 ميلادي - 22/7/1436 هجري

الزيارات: 5303

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فلسفة جمالية الذكرى


الكثير من الأحداث تُوصَف بالمؤلمة والعصيبة في حينِها ولحظة وقوعها، إلا أنها تصبح - هي ذاتها - جميلة ومشوقة - بل وربما مطلبًا - بعد انقضائها وانقشاع أزمانها، حين تغدو "ذِكرى"!

 

لمَ تحملُ أذهاننا هذا التوصيف الجميل للذِّكرى، في حين أننا نُدرِك حجم مثالبها، وربما بشاعتها أيضًا؟! ولمَ نشتاق إليها أوقات ضعفنا واستيائنا؟!

 

◄ ألأن غصَّتها انزوت ولم تبقَ في جعبتنا منها إلا اللحظات الجميلة والمرهَفة؟


◄ أم لأنَّنا ننضج في كلِّ يوم، ونَكتشِف أنَّ الذي كان يُؤلمنا بالأمس، أضحى اليوم حدثًا اعتياديًّا جدًّا، ويَتنقل بنا الألم يومًا بعد يوم إلى مراحل أصعب وأعقد وأشد تشابكًا؟ كطفل يؤلمه بُعد الحلوى ألمًا مبرحًا، وهو ذاته الذي لا يجد وقتًا بعد سنين لالتهامها بدرجة لذَّتها الحقة!

 

◄ أم لأننا من هواة الهرب والانزواء دومًا، وهو خيار سريع وقليل التكاليف للنفس البشرية، ولن نجد في غمرة تعاستنا ما نهرب إليه إلا سعادةً ماضية اختزلت في صورة ذكرى صغيرة بموقف مثير، أو مِحَن متشابكة، أو إنجاز عابر قاصر؟!

 

◄ أم لأننا تشوهنا معرفيًّا وذاتيًّا بانفتاحنا على زهرة الحياة يومًا بعد يوم، فصرنا نشتاق إلى سويعات كان الصفاء والصدق يتربّعان على عرشها ولحظاتها؟!

 

◄ أم لأن النفس ملول تكره المسؤولية والأثقال والأحمال العظيمة، وميّالة إلى النقد والعجلة والطيش؛ فترى مِن الذِّكرى كمالها وجلالها فحسب؟!

 

◄ أم لأنَّنا بجبلّتنا البشرية نخاف من كل ما هو غيبي؟! نخاف المُستقبل، ونخاف المصير، ونخاف كل ما هو آتٍ، وإن حاولنا درء ذلك الشعور ظاهريًّا، فإنه مستقر في النفس البشرية كجزء من خلجاتها لا ينفك، فنجد في الماضي مرفأً آمنًا نعلم كل شيء عنه، أشخاصه، وأحداثه، وتوصيفه، وتحليلاته، وما آل إليه اليوم؟!

 

هناك مجالات فسيحة لتحليل جماليتها المتكلفة، مُتداخِلة كعمليات التفكير، ومُتشابكة كنبض الحب في العروق.

 

ولكن مكانة الذِّكرى مِن أنفسنا ستظل كما هي، سنظلُّ نُهْرَع إليها عند احتدام حلقة الواقع، وستظل مصدر إلهام الشعراء والأدباء والفلاسفة، ستظل في شرنقتها الجوزائية محاطةً بالعناية الفائقة، متدثِّرة بثوب أرفع من استحقاقها، جاهزةً للحضور في كل حين لا تتلكَّأ.

 

ستظل عقد أسطورة نتقلده عند مُحاولة إظهار أنفسنا بمظهر حسن، وعند عبثية تزيينها، وستظل قارب النجاة أيضًا للبائسين العاجزين الفاشلين.

 

وسنظلُّ ندّعي نسيانها المزيف، وسنتشدَّق بتجاوزها دائمًا كعقبة كؤود في طريق المستقبل.

ستظل حبًّا مِن نوع آخر.

بريئًا وساذجًا..

طفوليًّا وصادقًا..

وسنظلُّ نحبُّها..

فقط لأنها غدت: ذِكرى!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة