• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

خلف كومة الأسى (قصة)

أحمد كمال أحمد محمد


تاريخ الإضافة: 9/4/2015 ميلادي - 19/6/1436 هجري

الزيارات: 3901

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خلف كومة الأسى


أما زلتَ تلوكُ البسمات ولا تشبع، وتلتحف المجاملات ولا تقنع؟! أجنحة حروفك هائمةٌ في صحراء التيه، ويَرَاعك يرفض التنبيه، نعيق الشؤمِ بائنٌ على وجهك، وأنت قابعٌ في الغي لا تعي أمرك، كانت الكلماتُ تخرج محمومة سريعة، يُبطئها مضغة ملحٍ سالَت من نهر دمعة، كانت الذكريات تنعق بالشؤم!

 

منذ أن دخل مؤسَّسته الوظيفية وشَبحُ النفاق بدأ يعلق في ذهنه، مديرُه كالحُ الوجه، ضخم الرأس، يرغي ويزبد وهو يستمتع بهسيس سيجارة، ويقول في خبثٍ مصطنع: كم حصيلة اليوم؟ تلك قسمةٌ ضيزى، أُغيِّر وجهي وصوتي يوميًّا لمن يدفع أكثر لتسوية مخالفات العقارات، ويأتي هذا الجَشِع يقاسمني رزقي.

 

كانت متاريسُ القلب قويةَ الإحكام على الفساد، أتَذكُر "عم محمد" الذي يعدُّ لك الشاي، حين رماك بسهم نظراته وأنت تلهث وراءَ الجنيهات، فألقيتَ الشاي على وجهه، وأخوكَ الكسيح القابع في ركام العوز، وأنت تركله بقدمِك، وتُطلق نذيرَ قاذوراتك، فيختبئ المسكين خلفَ كومة الأسى.

 

دنيءٌ هو الإنسان حين يكون متلبدًا عرق النفاق، مرآتي هي الأخرى ملَّت وجهي المتلوِّن، حين أتلصَّص على وجهي فيها، وأسمع فيها أنَّات العِتاب، ما أصعب أن تفضحك المرآةُ، حين تحيلُك إلى جسد مسمومٍ متبلد الروح!

 

كان عليَّ أن أتشفَّى أمامَها؛ كي يهدأ لي بال، ويرتوي ظمأُ نفسي المهترئة، كانت السكِّين المغروسة في يدي، تتحسَّس الشرايينَ؛ كي تشرح ماهية النفاق، كلُّ هذه التساؤلات دارت في ذهنه وهو مسجًّى على سريرٍ حقير في المستشفى، فاقدٌ للوظيفة، بعد عدم مضغِه لجشع مديره، تساؤلات ممزوجة بسحيحِ الدموع حين يرفع عينَيه فلا يجد إلا التلاشي، التي تركته عاجزًا يتسوّل في ساحات العَطف، كانت عيناه معلقةً بالسقف يبحث عن مخرجٍ لمصيبته، وهو يجد أشلاءَ روحه تصعد إلى سماءٍ لم يَر ملامحَها من قبلُ، كان يحسُّ ببرودة أطرافه لولا أيدٍ تمسك بها؛ أخوه الكسيح ينتحب ويُمسك يده يُقبِّلها، وأخرى يفركها له: "عم محمد"، لفظَ أنفاسًا ملبَّدة بالحسرة، ولم يتبين من كلماته سِوى كلمة كان يردِّدها، الصراحة.. الصراحة.. الصراحة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة