• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب)

عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب)
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 16/3/2015 ميلادي - 25/5/1436 هجري

الزيارات: 4192

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عندما يغيب المنهج

(غياب المقاييس في الأدب)


إن المنهج الإسلامي - كما رأينا - يحرص على التوازن في تربية الحس الجمالي، لأنه يريده نماء للأصل.

 

وقد رأينا عنايته بالإنسان من حيث مظهره وسلوكه وأخلاقه وإنتاجه، وكيف اتجه - بعد ذلك - إلى كل جانب من هذه الجوانب فحقق التوازن فيه.. فمن حيث المظهر - مثلاً - طلب العناية بالجسم والثياب والمكان وفق نظام دقيق يقوم على الطهارة أولاً، ثم العمل على تحصيل الجماليات..

 

وهكذا ذهب في كل الجوانب الأخرى..

 

وبهذا كان الحس الجمالي لدى المسلم حساً عاماً مرهفاً، تجاه كل ما يصادفه.

 

إنه لن يكون مرهف الحس إزاء الصوت العذب، ثم يكون بليداً أو جاهلاً إزاء اللوحة الفنية الجميلة، أو إزاء اللوحة الشعرية الصادقة..

 

إنه لن يكون مرهف الحس أمام الفن الجميل.. ثم يكون متبلد الحس أمام اللوحات الواقعية التي تتطلب منه تحويل هذا الحس إلى سلوك وعمل..

 

إنه لن يكون مرهف الحس وهو يقف أمام لوحات «موريللو» التي تصور الأطفال الفقراء.. ثم يكون متبلد الحس وهو يرى هذه اللوحات نفسها في واقع الحياة.. إنه تفاعل في كل الاتجاهات.

 

قد لا يكون سموه فيها متماثلاً أو متساوياً، ولكنه لن يهبط في واحد منها عن «الحد الأدنى» في حال من الأحوال. وبتعبير آخر، إنه قد لا ينتج الجمال في بعضها، ولكنه لن ينتج القبح في واحد منها أبداً، وهذا هو المهم.

 

ويعود الفضل في هذا التوازن إلى المنهج نفسه، أما عندما يغيب المنهج فإن الخلل يعم، وتسيطر الفوضى.

 

ونحاول الحديث عن بعض هذا الخلل.

 

غياب المقاييس:

أغرق الروائي الفرنسي المشهور «أميل زولا» [1840 - 1902] في أسلوبه في الأدب المكشوف، فأخذ يصف حياة شخصياته معبراً عن نزعاته الداعرة وعن النزوات الجنسية لشخصياته..

 

ووجد رواجاً لأدبه.. ووجد معارضة أيضاً.

 

وكتب الشاعر الفرنسي «شارل بودلير» [1812 - 1867] ديوانه «أزهار الشر»، ذلك الديوان الذي فاق فيه كل من كتبوا في الأدب المكشوف بما ساقه من وصف جنسي لنزوات المرأة وحياتها الشهوانية، وأجزاء جسمها، وغير ذلك من مسائل، قد يمنع الحياء من التحدث عنها، كما يقول الدكتور محمد علي أبو ريان[1].

 

واستنكر الناس فعله.. وحكم القضاة بمصادرة ديوانه.

 

ووقف كل من «أميل زولا» و«فيتكور هيجو» يدافعان عنه، بل إن «فيكتور هيجو» رمى القضاة بالجهل والتعصب وعدم تذوق الأدب، وبأنهم خانوا حرية الفن.

 

ونحن لا نشك في الذوق الأدبي لهيجو أديب فرنسا الكبير، ولا نشك بأنه أكثر تذوقاً للأدب من القضاة الذين هم رجال قانون... ولكن السؤال المطروح: ما هو المقياس الذي اعتمده كل من الفريقين؟.

 

قد يقال: إن هيجو أعطى حكمه بمقياس أدبي، وأعطى القضاة حكمهم بمقياس أخلاقي.

 

ولكنا نقول: فأين التنسيق بين المقاييس، حتى لا يقع هذا التناقض العجيب..

 

وأما النحات الفرنسي المشهور «رودان» فإن معظم تماثيله، هي أجساد نساء عاريات، قد أبرز فيها ملامح الأنوثة الصارخة..

 

وقد وجد من استحسن ذلك ورآه غاية في الفن والجمال، ووجد أيضاً من استهجن فعله واستقبحه.. ونتساءل: ما هو المقياس؟.

 

ورسم «أدوار مانيه» لوحته المشهورة «أوليمبيا»، فثار النقاد في وجهها قائلين عن تلك المرأة التي صورها، إنها نوع من أنثى الغوريلا، إنها مسخ دميم من المطاط محاط بالسواد، إنها نموذج التقط من أحط أوساط الصعاليك، ذات بطن صفراء مقززة، ترقد على الفراش عارية، وتتحدى كل قيم الذوق الجميل والأخلاق الفاضلة، وعلق النقاد أيضاً على هذه اللوحة بأنها شيء مضحك..

 

ولكنها لوحة مشهورة.. فما هو المقياس؟.

 

تلك أمثلة يسيرة من عالم يضج بالمتناقضات، تعطلت فيه المقاييس وما ذاك إلا لفقدان المنهج الذي ينسق ويوازن بين الأنظمة وبين القيم فلا يتعارض الحق مع الخير ولا يتعارضان مع الجمال.. وتلك هي خاصية المنهج الإسلامي التي تفرد بها.. فلم يشاركه غيره فيها.



[1] انظر فلسفة الجمال. محمد علي أبو ريان ص 117.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة