• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

وصية

مأمون أحمد زيدان


تاريخ الإضافة: 3/3/2015 ميلادي - 12/5/1436 هجري

الزيارات: 3660

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وصية

(١)

قيلَ لي

ستموتُ قريباً

لديك متسع من الوقت لتكتب وصية

الوقتُ من ذهب

الوقت كالسيف

اليوم أو غداً حتماً سيقطعك

 

(٢)

فكرتُ، وفكرت

قلتُ:

سأبدأ بالشمس والقمر

فهُما قبلة النور ومرفأُ السفر

وربما سأبدأ بدودةٍ في جيفة كلب

أو بطحلب تعفَّن فوق حجر

وربما سأبدأُ بضربة حظٍّ

كنردٍ بستة أوجه

أو كنقشٍ في أثر

عن الليل وهو يمتصُّ العتمة

وعن سندباد الذي لم يعُد من الريحِ والشراع

والصواري كزوبعةٍ لم تحدِّد وجهتها قبل السفر

عن الصحارى تلتهمُ القيظ والرِّمال

عن الجليدِ يمتص الآفاق والآماد

ويجمِّد الزمَن

 

(٣)

عدتُ وفكرت

سأرتِّب أوراقي قبلَ الرحيل

هنا روايةٌ لم تكتمل فصولها

وهنا قصةٌ قصيرة

رغم قِصرها

لم تأتلف مع القدر

فظلَّت بلا نهاية

مغبرة من طولِ السفر

هنا أيضاً قصيدة

لم تغادِرِ العتمة

تقبع في الظلمةِ وكأنها كهف أو رقم

هنا قصاصة من روحي، من حنيني إلى وجعي

من قلبي وما فيهِ من تعب

هنا سطرٌ شارد عن أمي وآخرُ عن أبي

هنا مِزقٌ من حلم أطارده، ينساب مني كماءٍ في لهب

هنا كنت، وهنا عشت، وهنا بكيت، وهنا ركضت، وهنا سطر يلوحني

مفردة لم يكتمل صقلها

حرف لم يتسلق مفردةً تستعد للصقل

وفي الأعلى رسالة

بها خبرٌ واحد وحيد

اكتب وصيتك الآنَ

هناك متسع من الوقت

 

(٤)

تساءلتُ:

أليس هناك طريقة، وسيلة،

للوصول الى حوارية مع الموت

سأسألهُ:

كم من الوقت تبقى

من الحزن والحزن والحزن تبقى

ربما ساعات

فكيف أكتبُ وصيتي

وأنا أعلم بأني مغادرٌ عما قريب

لن تستجيب أناملي

ولن يستجيبَ القلم

لن تستجيب عواطفي

لشيءٍ سوى الصمود بالخوف والألم

كيف يطلب من مذبوح

أن يغسل دماءه

قبل أن يخيط الجرح

وهو يقفُ على فاصل

لا مكان فيه ولا زمن

 

(٥)

سأراجع آثامي

إثماً إثماً

قد أستطيعُ الاغتسال

وقد يكون وقتاً للإعتذار

وقد يكون كما الإنسان

كلُّ اعتذارٍ هو وهمٌ أو جدل

ربما من الكياسة

أن أترك خلفي قصاصةً تضج بالحبر

بالمفردات والجُمل

لكنها متداخلة، متشابكة، كآثامي

لا تقرأ ولا يبين منها أثر

وربما

أترك مِزقاً من بياضٍ

لا حبر فيه ولا خبر

وربما، وربما، وربما

سأترك جسدي موزعاً:

منه قوتٌ لذئبٍ

ومنه رزقٌ لضبعٍ

وزادٌ لنَمِرٍ

وما تبقى لنارٍ تأكل ذاتها

ليكتمل السفر

 

(٦)

لا، لن أراجع شيئاً

فكلُّ الذي مضى

وكل الذي كان

وكل الذي بين يدي

وما يختفي خلفي

له خالقٌ واحد

عزيز، جبار، مقتدر

له سألجأُ الآن بضعفِ ضعفي

ووهم وهمي، وخوف خوفي

وخَرف خرفي، نقص نقصي

جشعاً وطمعاً

بلا عيبٍ أو سترٍ أو خجل

سأكتب جملة واحدةً وحيدة:

أنا راضٍ بعدلك

وإن كان في قلب صقرٍ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة