• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

مختارات نثرية للخليفة المأمون (ت 218هـ)

مختارات نثرية للخليفة المأمون (ت 218هـ)
محمد شريف سليم


تاريخ الإضافة: 14/2/2015 ميلادي - 24/4/1436 هجري

الزيارات: 8867

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مختارات نثرية للخليفة المأمون (ت 218هـ)

 

لما كتبت إليه السيدة زبيدة - بعد قتل ابنها الأمين - الخطابَ الآتي تستعطفه:

كل ذنب يا أمير المؤمنين - وإن عَظُمَ - صغيرٌ في جنب عفوك، وكل زلل - وإن جل - حقير عند صفحك، وذلك الذي عودك الله، فأطال مدتك، وتمم نعمتك، وأدام بك الخير، ورفع بك الشر، هذه رقعة الوالهِ[1]، التي ترجوك في الحياة لنوائب الدهر[2]، وفي الممات لجميلِ الذكرِ، فإن رأيتَ أن ترحَمَ ضعفي واستكانتي[3] وقلة حيلتي، وأن تَصِلَ رَحِمي[4]، وتحتسب[5] فيما جعلك الله له طالبًا، وفيه راغبًا - فافعَلْ وتذكر مَن لو كان حيًّا لكان شفيعي إليك.


فكتب إليها المأمون جواب المواساة الآتي:

وصلتْ رقعتُك يا أماه، أحاطكِ الله، وتولاكِ بالرعاية[6]، ووقفتُ عليها، وساءني - شهد الله[7] - جميعُ ما أوضحتِ فيها، لكن الأقدار نافذة[8]، والأحكام جارية، والأمور متصرفة، والمخلوقون في قبضتها لا يقدرون على دفاعها[9]، والدنيا كلها إلى شتات[10]، وكل حي إلى ممات، والغدر والبغي حَتْفُ الإنسان[11]، والمكر راجع إلى صاحبه، وقد أمرتُ برد جميع ما أخذ لك، ولم تفقدي ممن مضى إلى رحمة الله إلا وجهَه، وأنا بعد ذلك لك على أكثرَ مما تختارين[12]، والسلام.


وله في المال:

إنما تطلب الدنيا لتَملك، فإذا مُلكَتْ فلتُوهَبْ، إنما يتكثر بالذهب والفضة من يَقلاَّنِ عنده[13].


وله في السفر:

لا شيء ألذُّ من سفر في كفاية؛ لأنك كل يوم تحل محلة لم تحلها، وتعاشر قومًا لم تعاشرهم.


وله في ذم النميمة:

النميمة لا تقرب مودة إلا أفسدَتْها، ولا عداوة إلا جدَّدتْها، ولا جماعة إلا بدَّدَتْها[14]، ثم لا بد لمن عُرِفَ بها، ونسب إليها، أن يجتنب ويخاف من معرفته.


مصورة من كتاب: "مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع"



[1] الواله والوالهة والولهى: الشديدة الحزن والجزع على فقد ولدها.

[2] ما يصيب الإنسان من المصائب.

[3] خضوعي وذلي.

[4] تؤدي حقوق قرابتي.

[5] تحتسب؛ أي: تعتد أجرًا عند الله.

[6] حفظك الله وصانك برعايته.

[7] جملة معترضة يقصد بها تأكيد ما يقول.

[8] ما قدر الله لا بد أن يكون.

[9] إن المخلوقات مستسلمة لأحكام الله وأقداره.

[10] مآلها التفرق.

[11] إن البغيَ فيه هلاك الباغي.

[12] أقوم لك بجميع ما تحبين وزيادة.

[13] لا يتباهى بالمال إلا المقل منه.

[14] فرقتها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة