• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

اللاطمة! (قصة قصيرة)

اللاطمة! (قصة قصيرة)
هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 12/2/2015 ميلادي - 22/4/1436 هجري

الزيارات: 3890

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللاطمة!


تنظر لصورة أمِّها وتسأل: كيف كان صوتها؟ كيف كانت مِشيتُها؟ ماذا كانت تحبُّ من الأطعمة، والملابس، والناس، وماذا كانت تكره؟ وكيف ماتت؟ وماذا قالت عند الموت؟

 

أسئلة لا تنتهي تسألها هالةُ لخالتها، وجَدَّتِها لأمها، وخالها.

 

وما كفَتْها إجابةٌ، ولا أرضاها رد، ولا شبِعَت من التحديق في صورة المرحومة أمها.

 

إنها تريد أمَّها بشحمها ولحمها، بدمها، بروحها الحية، ووجهها المشرق، وثَغرِها الباسم، وحضنها الدافئ الذي ظفِرَت به ذات مَنام.. ليته دام!

 

لم تستقرَّ هالة مع زوجة الأب الجافية، ولم يَجِد الأب راحتها إلا بعد أن أخذ بنصيحة أهل الخير، وتزوَّج بخالتها؛ فالخالة أم.

 

استراحت هالة لخالتها التي لم تتخلَّ عن رعايتها منذ وفاة أمها، وهي لم تتجاوز العامين.

 

مع الزمن صارت تناديها بأمي، وصارت الخالةُ أسعدَ الناس بها، وبهذا النداء الذي طالما اشتاقَت إليه؛ فقد تزوَّجَت، وترمَّلَت، ثم تزوجت وطُلِّقت، ولم تُنجب، فاعتَبرتْ بنت المرحومة بمثابة بنتها.

 

كانت أميَّة، محدودة الثقافة، جاوزَت الخمسين، سيطر عليها هاجسُ أنها لا بد من أحدٍ يتفرغ لخدمتِها إذا مرضت، ويرعاها إذا عجزَت، وخشيَت أن تموت وحدها دون أحدٍ يرعاها، ويجرعها، ويلقنها الشهادة.

 

لقَّنتْ هالةَ منذ الطفولة أنَّ البنت ليس لها إلا البيت؛ فعليها إجادة الطبخ، والغسل، وترتيب البيت، وحرصتْ على أن تدربها على كل ذلك عمليًّا.

 

الصغيرة هالة تَفرح لذلك، وتشعر بالسعادة عندما تُنجز عملاً من أعمال البيت، وصارت ربَّة منزل محنَّكة وهي بعدُ طفلةٌ.

 

نفثت الخالة في رُوع هالة أن الزواج سجن وأشغالٌ شاقة للمرأة، ثم إنه بؤس، وسبب مستمر (للعكننة)، وينتهي بالموت كمدًا؛ كما ماتت المرحومة الغالية أمك!

 

ثم تأخذ هالةَ في حضنها الدافئ، وتطبطب عليها، وتَبكي بحرقة قائلة: لذلك لا أرضى لكِ هذا المصير المؤلم المشؤوم؛ (قطع الزواج وسيرته).

 

تسكب هذه النغمة في وجدان هالة حتى صارَت عقيدةً راسخة في ذهنها.

 

حصلت هالة على الثانوية العامة، ثم فضَّلَت أن تكون ربة منزل، ترعى خالتها طبخًا، وغسلاً، وتنظيفًا، وتلبيةً لطلبات خالتها الغالية.

 

أقبل الخُطَّاب على هالة يطلبون ودَّها رسميًّا عن طريق والدها، فتتداول مع خالتها وتُقيِّمان حالة الخاطب العائلية، والمالية، وشكله العام، ومؤهِّله.

 

فتَرفض هذا؛ لأنه مصاب بالتأتأة.

 

وتُعرِض عن آخر؛ لأن أخواته بنات؛ والأخت حماةٌ من أعنف الحموات.

 

وتمجُّ ثالثًا؛ لأنه قصير.

 

وتُعرض عن رابع؛ لرفضها أن تتغرَّب عن خالتها.

 

الزمن لا يتوقف.

 

لكن توقَّف سيلُ العِرسان.

 

وأخيرًا جاء عريس مريض نفسيًّا، مطلِّق، وله طفلة.

 

كان الرفض من جانب والدها، ولكن هالة لجأت لخالها الذي لمس رغبتها في اللحاق فورًا بقطار الزواج، فدخل بثقله وتم تزويج هالة وانتقلت لبيت زوجها.

 

وانقطع أبو هالة لزوجته الجديدة.

 

وبقيَت الخالة العجوز وحيدة؛ أصابَها العمى حتى إنها كانت تُمضي وقتًا طويلاً في تحسس الحوائط والأثاث لتمشي لحاجاتها، وكثيرًا ما صُدِمت، ودميت وكُدِمت، وبكت سحًّا، ولا من مسعف.

 

أصابها اكتئاب قاتل.

 

نُقلت إلى المستشفى، تتسمَّع لمن لم يتجمَّعوا حولها إلا رجاءَ احتضارها، فتنفجر صارخةً باكية لاطمةً.. إلى أن...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة