• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أعمار (قصة)

أعمار (قصة)
م. محمد نجيب مطر


تاريخ الإضافة: 10/2/2015 ميلادي - 21/4/1436 هجري

الزيارات: 4525

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعمار


شعر محمد أثناء نومه وقبيل الفجر بضيق شديد وصداع مؤلم، أحس بدوار عجيب، وبأن آلاف الصفارات تصرخ في أذنيه، يزداد الصراخ والصداع لدرجة لا تحتمل، رأى نفسه يخرج من جسده ويطير، وأحس أنه يحشر في شيء أقرب إلى الأنبوب الضيق، ولكنه يتَّسع كلما مرَّ فيه، في نهاية هذا الأنبوب نور ساطع، وبعد خروجه غمَرَه شعور غريب من الراحة والطمأنينة، أمام هذا النور الساطع الذي لا يؤذي العين بالنظر إليه، بل تشتاق وترتاح لرؤيته ويغمرها السلام، وقف أمام هذا النور، وعرض أمامه كل ما قدمه في حياته من خير وشر كأنه يشاهد فيلمًا سينمائيًّا سريع الأحداث، في كل مرة يفعل فيها شرًّا ينظر إلى النور وكأنه يعتذر عما بدر منه، فتفاجِئه نظرة حانية معاتبة أقسى عليه من أي عذاب، بعدما انتهى رأى بعض من ماتوا من معارفه الذين كان يحبهم ويثق فيهم أثناء حياته، وهم يلوِّحون له وكأنهم يُطَمْئنونه على حياته الجديدة، حاول الوصول إليهم ليستأنس بهم، وجد حاجزًا غير مرئي يفصل بينه وبينهم، ونظروا إليه وهم يشيرون إليه بالتوقف، وكأنهم يقولون له: ليس الآن، ما زال أمامك متسع من الوقت.

 

انطلق بسرعة نحو غرفة والديه في نفس الوقت الذي استيقظت فيه أمه من النوم وقلبها منقبض، فسألها أبوه: إلى أين؟ فقالت له وهي تجري ناحية الباب: قلبي يحدثني بأن محمدًا يتعرض لأمر سيئ، انطلق الوالد في إثرها وعلى الباب كان محمد يدخل الغرفة ويصطدم بهما دون أن يكترثا له، وهُرعا إلى غرفته وأخوه كامل، صرخ فيهما محمد: أنا هنا! لكنهما لم يسمعاه، أسرع في أثرهما إلى غرفته فوجدهما أمام سريره يحاولان إيقاظه وجسده مسجًى على السرير لا يستجيب، وأمه تصرخ وتبكي، وأبوه يحاول أن يزرع الصبر في نفسها، وهو واقف بجانبهما يشد على يد أمه ويقول لها: لا تبكِ يا أمي، أنا هنا بجانبك، أنا بخير، وهي لا تحسُّ به، استيقظ أخوه كامل على صراخ الأب وبكاء الأم، وسألهما: ما الأمر؟ فقالت له أمه: أخوك محمد مغمًى عليه، فأسرع إلى الهاتف وطلب الطبيب وبسرعة حضر، شاهد محمد الطبيب وهو يكشف على جسده النائم على السرير ويعطيه بعض الحقن المنبهة السريعة، واستند أخوه كامل على حافة السرير، فجأة أحس محمد بنفس الضيق والصداع السابقين، وبأنه يحشر مرة أخرى في هذا الأنبوب الذي يضيق كلما دخل فيه، ثم رأى نفسه يدخل في جسمه، ونهض من النوم، وقال: لماذا تلتفون حولي هكذا؟ فأخبروه بما حدث، فالتفت يسأل عن أخيه كامل، فوجده على السرير المقابل متكئًا على حافته، فحاولت أمه أن توقظه فسقط على الأرض... وصرخت أمه: كامل مات!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة