• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ساد الظلام .. لكن! (قصة قصيرة)

ساد الظلام.. لكن! (قصة قصيرة)
أحمد نصر الدين أحمد


تاريخ الإضافة: 9/2/2015 ميلادي - 20/4/1436 هجري

الزيارات: 6464

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ساد الظلام.. لكن!


يَمشي الفتى مهروِلاً في شوارع المدينة؛ حيويَّة.. نشاط.. يتوقَّف اللحظةَ بعد الأخرى؛ ليشاهد المعروضات في المحلات المتنوعة؛ من ملابس رياضيَّة.. أحذية.. أجهزة...

 

إعلانات ضوئية ثابتة ومتحركة من كافة الأحجام؛ تعلن عن منتجات ومصنوعات وخِدمات متنوعة...

 

آلات التنبيه.. زمجرة محركات السيارات.. كلام الناس ما بين عالٍ ومتوسط وضعيف؛ يمتزج كل هذا مع بعضه البعض؛ في عشوائية تارةً، وفي رتابةٍ تارةً أخرى!

 

يمشي الفتى منسجمًا متجانسًا مع حركة الحياة.. لا يُبالي بالعرَق الذي ينضح من جبينه.. تأتي نسمة من الهواء فتطيره مع خصلة من شعره...

 

فجأة ينقطع التيار الكهربائيُّ في المدينة؛ يَصدر عن الناس صياحٌ وهمهمة بصورة تلقائية؛ من أثر المفاجأة!

 

يستمر الفتى في سَيره على هُدى مصباح الهاتف المحمول في يده، والهواتف المحمولة في أيدي الآخرين.

 

يعبر الشارع إلى الجانب الآخر.. يصل إلى منعطَفٍ في نهايته.. فيرى شبحَ امرأة تحمل أكياسًا.. يقع منها كيس.. تحاول التقاطه فيقع الآخر.. وهكذا ظلَّت المرأة في حيرة من أمرها.. اقترب منها الفتى..

 

السلام عليكم.

ردَّت المرأة: وعليكم السلام.

 

هل تسمحين لي أن أساعدك يا أختاه؟

المرأة في تلعثم وحيرة: لـ.. لا شكرًا!

 

الفتى: دعيني أساعدك.. أراك لا تستطيعين السيطرة على حمل الأكياس.. لا تخشي شيئًا.

المرأة: حسنًا.. لكن ربما أعطلك عن الوصول إلى بيتك.

 

الفتى: لا، لن أتعطل عن شيء.. ثم إنك في طريقي إلى المنزل فلن تعطليني كثيرًا.

ناولته المرأة بعضًا مما تحمله من أكياس.. حملَها الفتى وسار بجانبها.. أخذا يتبادلان حديثًا عاديًّا عن أحوال الطَّقس وموجة الحرارة.. ثم تحرك الحديث بينهما إلى أسئلةٍ شخصية عن السنِّ والمهنة وما إلى ذلك..

 

تتكلَّم المرأة.. استرسلت قليلاً في الحديث.. ثم ساد الصمت بينهما.. تسرَّبَت الوساوس في نفس الفتى..

 

• إنها امرأة يبدو من صوتها أنها شابَّة.. آه الدنيا ظلام.. لا بأس أن أوصلها إلى منزلها، ربما تكون وحيدة، ولا تجد من يؤنسها في هذه الليلة المظلِمة!

 

راح شيطان النفس يُمنّيهِ بقضاء ليلة ليلاءَ حمراء أو صفراء أو بيضاء.. هذه فرصة لن تتكرر!

 

وقفت المرأة على ناصية شارع من الشوارع.. استدارت نحو الفتى تمد يدها لتأخذ الأكياس

 

• شكرًا أخي، جزاك الله خيرًا ووفقك لما يحبه ويرضاه..

بصورة تلقائية يناولها الفتى الأكياس وقد ارتعد قلبه على إثر ذكر الله ودعوةِ المرأة له بالتوفيق من الله.

 

المرأة: السلام عليكم ورحمة الله يا أخي.

الفتى: وعليكم السلام ورحمة الله يا أختي.

 

استأنف الفتى سيره باتجاه منزله.. ظلَّ صوت المرأة يتردد في أعماقه: جزاك الله خيرًا ووفقك لما يحبه ويرضاه.. جزاك الله خيرًا ووفقك لما يحبه ويرضاه...

 

اغرورقَت عينا الفتى بالدموع، وراح يجهَش بالبكاء.. راح يردد:

• أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم.

 

عادت الإضاءة.. سطَع نور المصابيح.. صوت المؤذن عاليًا نحو السماء يُعلِن عن موعد أذان العشاء: الله أكبر الله أكبر!

 

اتجه الفتى إلى المسجد.. خلَع نعليه.. خطا خطواتٍ خاشعةً داخل المسجد.

 

ثريَّات المسجد تضيء بنورها الساطع، يخطو الفتى ويخطو.. إلى أن ذابَ وامتزج بذلك النور بداخلِه!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكرا لنشركم القصة القصيرة (ساد الظلام.. لكن!)
أبو شهاب - مصر 12-02-2015 11:18 PM

الأخوة في الله القائمين على منتدى الألوكة
شكرا لكم لنشركم القصة القصيرة وعنوانها(ساد الظل.. لكن!)..
وإن شاء الله سأوافيكم بأعمال أدبية يتخللها روح ديننا الحنيف الإسلام، وما به من حكم وعظات وأخلاق طيبة ذلك من هدي آيات القرآن الكريم، والسُنة النبوية المطهرة...
أسأل الله عز وجل أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يرفع سبحانه كلمتي الحق والدين
وعلى الخير والكلمة الطيبة نلتقي إن شاء الله تعالى
أخوكم في الله
أحمد نصر الدين أحمد (أبو شهاب)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة