• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر


علامة باركود

إغراء غير فاتن

إغراء غير فاتن
محمد فايع عسيري


تاريخ الإضافة: 8/2/2015 ميلادي - 18/4/1436 هجري

الزيارات: 4880

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إغراء غير فاتن


استيقظتُ صباح أحد الأيام كالعادة، ولكن هذا اليوم كان يومًا فريدًا.

 

خرجتُ من المنزل وأحسَستُ بشيءٍ من الكون يهزُّني، وسمعتُ صوتًا من السماء يناديني، وكأنني لأول مرةٍ أسمعُ وأرَى وأَشَمُّ وأشعر، في عادة الأيام كان المحيط من حولي عاديًّا، ولم يكن لنفسي أي استجاباتٍ لهذه الإغراءات الطبيعيَّةِ المشحونة بالروح والحياة، إلا في ذلك اليوم.

 

فالعصافيرُ فوق أغصانِ الأشجار وأوراقِها، تنشدُ وتغني للكون ولنا أعذبَ الألحان، وترسلُ أجملَ الأنغام عندما تمر بجوارها غافلاً عنها، وهي ترحِّب بك وتتمنى لك يومًا هانئًا وسعيدًا، وأنت لا ترد هذه الهدايا ولو بالتبسُّم، ولو بالشكر.

 

وهذا النسيم العليلُ يتهادَى بين يديك مع نسماتِ الفجر يداعبُ أجفانَك، ويهبُّ قريبًا من صدرك؛ لتملأَ رِئَتَيْك من الهواء النَّقي الجديد، وكأنه نسمةٌ من أنسام الجنة، فينتعش صباحك، وأنت تستنشق منه، وتعب منه عبًّا، ثم لا تتبسمُ، وأنت مغمض العينين عن هذه النسمة.

 

وإذا ما دلفت إلى المسجد، وجدتَ مصابيحَ الفجر معلقةً كالنجوم في سماء المحراب الكبير، تشعلُ الإيمانَ، وتفتح أبوابَ الجِنان، وتطرد عن مُصلاَّك الظلامَ والغفلةَ، وتصوغُ من حروف المصحف مصابيحَ تَسير بها في رحلة الحياة، وأنت تقرأ وتصلِّي، ثم ترحل وتنسى.

 

والشمس تشرقُ عليك بحيائها شيئًا فشيئًا؛ حتى لا تفزعك من نومك، ولا تفاجئك بشدة حرارتها؛ بل تحملك على بساط أشعَّتها، وتهدهدك كأمٍّ رؤوم حتى تستيقظ حواسُّك كلُّها، ثم أنت تذهب للعمل، أو الدراسة، ولا تشرب معها ولو كأسًا من الشاي.

 

هذا بعضٌ من إغراء الطبيعة، غير الفاتن وغير اللافت لنا في عادة الأيام.

 

ليس هذا لخللٍ في الطبيعة؛ بل لخلل الطبيعةِ في أرواحنا، وتصلُّب شرايين الحياة في عروقنا، وإلا فالنفوس السويَّة، التي نشأَت على الفطرة، تشعُر بانسجامها اللطيف والرفيف مع مظاهر الطبيعة من حولها بكل ما أوتيت من حواسها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة