• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ذكرى (قصة)

ذكرى (قصة)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 25/1/2015 ميلادي - 4/4/1436 هجري

الزيارات: 4212

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذكرى

 

يوم أن كانت الذكرى السادسة لرحيل أمي، مات جار كان لنا بالدار القديمة، فكان هذا التوافق مدعاة لاستجلاب الشجون والأحزان وجمع شعث المتفرقات بين طيات السنين وصدور المحبّين.

 

فكنت في صفوف المصلين وجمهور المشيعين، وانتظرت حتى يرجع العزاء عند دار المتوفَّى، فتعمدت الجلوس في الصفوف الأولى من المقابل لواجهة بيتنا القديم.

 

لكن للأسف الدار قد بيعت واشتراها مبتاع آخر أزالها وما ترك منها حتى ولو أثرًا من بعد عين، واستبدلها ببيت ذي ثلاثة طوابق.

 

صرفت عيني ونكست رأسي أنظر في الأرض أسًى على ما تفرق، فإذا بالتي جمعت شعثها المبعثَر بين طيات السنين، وصدور المحبين، وإرهاصات العودة والحنين، قد شحذت لدي عريكة الشجون، وقالت لي:

ارفع رأسك وانظر تُسرَّ!

 

ما هذا؟!

إنها دارنا القديمة عادت بكامل هيئتها، وأزيل ما استحدث مكانها، وتلك الشرفة العالية للطابق الثاني، وها هي أمي تطل كعادتها تبتسم لي وبين الحين والحين تناشدني الولوج، فمرةً تتغاضى عن طلبي رجاء مشاركتي أقراني اللعب، ومرة تنهرني وتقول لي: لو عاد أبوك ورآك بثيابك الرثّة لأوجعك ضربًا، أسألها المكوث قليلاً، توافق نزولاً على رغبتي ولا تصرّح بها، يزداد تدللي عليها، تخرج أخيرًا غاضبةً فأنصاع انصياع أقراني لأمهاتهم، تبتلعنا البيوت آملين أن تلفظنا من جديد، نخرج للمدارس، أنتهز الفرصة وقت الفسحة، آتي أمي الحنون أسألها أن تعد لي لفافة البطاطا المهروسة التي أعشقها من بين أناملها التي انبرت من الغسل والطهي، فهي عندي أغلى الأنامل.

 

أتخذ من راحة يدها الدافئة شتاءً متَّكأً لي، أجعلها في الصيف وسادتي حينما نجلس جميعًا على البسطة الأخيرة من سلم الدار بالجهة البحرية التي تتداعى عليها نسائم الصيف كأنها قادمة من الجنة!

 

حقًّا هي كالجنة وراحة يد أمي الحنون من روائعها.

 

عاد المنزل ذو الطوابق الثلاثة بقوة الواقع لم يمنعه مانع، حتى التي جمعت شعثها من بين طيّات الزمن وجيّشت جيشها، فرت لوذًا بتلابيب السنين، وأجفلت كما النعامة بين طيات الرمال، وإذا بيد غليظة خشنة تمتد نحوى تصافحني وكأنها تصفعني تقول لي: البقاء لله.

 

أنظر ولا أرد، ولسان حالي يقول: فيمن؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة