• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مقامة المعافاة

مقامة المعافاة
د. أحمد كمال محمد


تاريخ الإضافة: 19/1/2015 ميلادي - 29/3/1436 هجري

الزيارات: 8199

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقامة المعافاة

 

حدثنا أبو الطيب أحمد قال:

كنت يومًا في الطريق من إطسا إلى الفيوم، وقد لعبت برأسي الهموم، واستبدت بها كما تستبد بالسماء الغيوم، وإذا بامرأة متلفِّعة بالسواد، ومعها ابنتها مثلها كأنهما في حداد، قد ركبتا إلى جواري، وعلى عكس عادة النساء لم تسترسلا في السهاري.

 

شأنهما غريب، ومنظرهما كئيب، جلستْ في الجهة المقابلة لهما امرأةٌ أخرى، حاملة رضيعها على كتفها اليسرى، اعتدلت حاملة الرضيع في جلستها العجيبة، وسألت المرأة الكئيبة: إلى أين تذهبين؟ وما هذه الشِّيَلُ التي تحملين؟ فأجابتها المسكينة، بنبرة حزينة: زوجي عليل، يذهب كل يومين إلى الغسيل، ولا بد له في عودته من رفيق، يعينه على مشاق الطريق، فقالت المتطفِّلة: أمَا لك من ولد، يعينك في هذا الكَبَد؟ أما له من إخوة، يحملون هذا العبء عن النِّسوة؟ أما لك أو له من أم تحمل عنك عبء الصغار، وتعينك في هذا العثار؟

 

قالت المرأة: وهل أصاب بَعْلي ما أصابه إلا بعد فَقْد الولد، وفت الكبد؟! كان لنا ولد في عامه الرابع عشر، خرج من منزلنا بعد الظهر، ولم يعد حتى طلوع الفجر، فابتدأنا بالسؤال حتى أتانا الخبر، وذلك أن الولد في أثناء عودته، سقط من أعلى السيارة التي أقلته، وتركه السائق اللعين، حتى قطع منه الوتين، ونقل إلى العيادة، دون تحقيق شخصية أو إفادة، وبقي هناك يومين حتى أتاه اليقين، وقد حزن البعل المسكين؛ إذ أتاه مصرع ابنه وهو ما زال جالسًا في عزاء أبيه.

 

وقد أصيب زوجي من جرَّاء ذلك بالهم والغم، فضلاً عن مصابنا بالأم، التي تجلس على كرسي ذي عجلات، أقعدها عن أداء المهمات، وتلا همَّه وغمه ارتفاعٌ في الضغط، وانتهى به الأمر في جلسات الغسيل، وهمه الثقيل، وإنه لا يعيننا في هذا البلاء الكبير، إلا ربنا القدير، فإخوته كلٌّ منصرف إلى حاله، مهتمٌّ بأهله وعياله.

 

لم أتمالك نفسي أن دخلت الحوار، آمرًا المرأة بالصبر، داعيًا لها بالمثوبة والأجر، قائلاً في نفسي: تالله إنك لفي ضلال مبين، ماذا يؤرقك من الوساوس، ويعتريك من الهواجس؟ ألست آمنًا في سربك، معافًى في بدنك، عندك قوت يومك، ودهر بعده؟! ثم نزلت من السيارة وأنا أقول:

 

الحمد لله العلي الأجللِ
ذي المجد والإنعام والتفضُّلِ
على المعافاة وحسن المنزلِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة