• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

آخر مترو (قصة)

م. محمد نجيب مطر


تاريخ الإضافة: 14/1/2015 ميلادي - 24/3/1436 هجري

الزيارات: 3757

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آخر مترو


أسرَعَتِ الخُطى نحو محطة مترو شبرا الخيمة؛ لتلحق بآخر رحلة متجهة إلى الجيزة، وبالفعل وصلتْ قبيل وصوله، جلست على أحد المقاعد لتستريح، وبعد مدة وجيزة وصل المترو فركبتْه، وكما توقعت وجدت معظم مقاعده خالية؛ فلقد كانت الساعة تقترب من الواحدة صباحًا والطقس باردًا، استوت على أحد المقاعد وحلَّقت بخيالها في الوصول إلى المنزل وتناول العشاء الساخن من البيض المقلي والبطاطس المحمرة والجبنة الرومي، ثم احتساء الشاي الساخن، وتخيلت يديها تقبض على الكوب الساخن فيسري الدفء إليهما؛ فتحس بالأمن والانتعاش!

 

أفاقت على وقوف المترو، وهالها نزول جميع الركاب بسرعة في المحطة! أُغلقت الأبواب وتحرَّك المترو، أحسَّتْ بخوف غامض، لم يحدث أبدًا في أي وقت وتحت أي ظروف أنْ وجدت نفسها وحيدة في عربة المترو.

 

نظرت من خلال الزجاج الفاصل بين العربات، فوجدت العربة التي أمامها وكذلك العربة التي خلفها خالية تمامًا من الركاب، أحست بهستيريا الخوف من الأماكن المغلقة تتسرَّب بسرعة إلى نفسها، فجأة توقف القطار في مكان مظلم داخل النفق! بدأت مصابيح الإضاءة داخل المترو في الإظلام واحدًا تلو الآخر، فاندفعت في رعب تحاول فتح الأبواب دون جدوى، أحست بأن معها داخل العربة مخلوقًا ما لا تراه، ولكنها تحس بأنفاسه، وتشعر بأن شيئًا ما يحتَكُّ بجسدها، انفلتت في قوة لا تدري من أين جاءتها، وركلت الباب بكل قوتها بلا جدوى! كسرت زجاج نافذة الطوارئ، وضغطت على الزر، فانفتحت أبواب العربات كلها في وقت واحد، لم يهبط أحد سواها، أخذت تنادي في الظلام على السائق أو أي أحد في المترو وهي واقفة على الشريط الحديدي في الظلام الدامس وسط النفق، فلم تسمع إلا صوت الصدى! وفجأة أضاءت مصابيح العربات، وتحرك المترو مبتعدًا عنها، وهي تركض وراءه في محاولة للحاق به؛ حتى تعبت فتوقفت، فكَّرت في أنها ربما ركبت القطار المتجه إلى المخازن، ولكن لماذا توقف القطار في تلك النقطة؟! ولماذا أطفأ أنواره؟! ولماذا تحرك بسرعة فور نزولها؟!

 

حاولت أن تهدِّئ من روعها، وأن تجد تبريرًا منطقيًّا تطمئن إليه؛ حتى يمكنها التصرف بعقلانية في هذا الموقف العصيب، سمعتْ صوتَ صرخات حادة زادت من رعبها! شاهدت بصعوبة من بعيد شبحًا يجري في الظلام يتجه نحوها، يسعى خلفه بعض الناس يرفعون السيوف والسكاكين، حاولت أن تُخرِج التليفون المحمول من شنطة يدها لتضيء المكان؛ حتى تتعرف على القادم، من فرط اضطرابها سقط المحمول على الأرض فاقدًا الحياة! استعاذت بالله من الشيطان الرجيم، والشبح يتجه إليها بسرعة عالية رافعًا قبضته إلى الأعلى وكأنه يحذرها من شيء ما، وما لبث أن سقط على الأرض على بُعد خطوات فقط منها، أسرعت إلى الشخص الملقى فوجدته غارقًا في دمه، صرخت صرخة مدوية زادتها رعبًا، شاهدت من يهرولون نحوهما ويرفعون الأسلحة البيضاء التي تلمع في الظلام، حملت المصاب بين يديها وأطلقت ساقيها للريح في الاتجاه المعاكس، وفجأة ظهر لها مترو آتيًا في سرعة كبيرة في الاتجاه المقابل! لم تستطع أن تتفاداه وأحست بصدمة المترو المروعة لهما، وسقطت مضرجة في دمائها تجرها عربة المترو خلفها، مدَّ أحد الأشخاص - ظهر لها فجأة - يده وسحبها من تحت العجلات، فانتبهت فإذا بأحد عمال المحطة يوقظها في لطف، ويخبرها أن آخر مترو تم إلغاؤه؛ بسبب قطع بعض الشباب خطوط المترو اعتراضًا على سياسة الدولة، نظرت حولها وتحسست أجزاء جسدها، وشكرته وخرجت مسرعةً من محطة المترو؛ لتلحق بآخر حافلة أو سيارة أجرة متجهة إلى الجيزة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة