• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

هذا أنا

مأمون أحمد زيدان


تاريخ الإضافة: 13/1/2015 ميلادي - 22/3/1436 هجري

الزيارات: 3640

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هذا أنا


(1)

هذا أنا؛ نهارٌ يتجلَّى، ينزف حبًّا، ليلٌ يفتح لونه على كراسةٍ؛ بيضاءَ أو سوداء، لا يهم!

جبلٌ يسقط من ذاكرة، وذاكرةٌ تبني عشًّا يتجهَّز للرماد أو الحياة.

نهرٌ يجري، يَسير كحيَّة رَقطاء؛ يبكي يضحك، يفرح يحزن، يصمت يخرُّ، يأتي يفرُّ، يتلو يلقي.

تمتزج الأشياءُ بالأشياء!

 

(2)

هذا أنا؛ عبءٌ على الحياة، كلسانٍ مقطوع، ثقل على الممات.

كحنجرةٍ يابسة، ناشفة، جوفاء!

وكريح تتلوَّى عشقًا، غيظًا، حبًّا، كرهًا.

تتقدم كبصيرة، تتراجع كبحيرة صمَّاء.

 

(3)

هنا تختلف الرُّؤى، وتأتلف الأصداء؛ صدًى يودّع كلبة، يُخرجها من المترادفات.

صدًى يودع نَسمةً طرية، محمَّلة بتشَظِّي التشوُّق للمنتهى؛ كوَلهٍ زاجل يُتمتِم المفردات.

صدًى يأكلني؛ حتى أكون فيه صدًى.

آكلُه؛ كي يكون صداي!

رجعٌ أنا له، رجع هو؛ لغاباتي، لأحراشي، لمزارع الياسَمين حين تَهمي؛ كغيمة سرقها النَّدى!

 

(4)

هذا أنا؛ زيتونة تتسلَّق سقف السَّماء، أحشاء طفلٍ تتلوَّى.

كغصن مذبوحٍ على بوابة حصن، حصاة تبني سدًّا، ولوزة تتربَّى كلوحة أسطوريَّة.

على يديَّ غزالةٌ شاردة؛ من نهمي، من وجعي، من جوعي ومن شِبعي، مِن غضبي ومن رضاي!

 

(5)

سدرةٌ للمنتهى؛ تطاردني، أطاردها؛ كمستغلق في سرِّ مجهولي، ومجهول يؤسِّس غامضي، وقصر رؤاي.

كحَدس مهجورٍ في كهف، وكهف محجوزٍ في حَدس!

يختلط الشُّعور؛ كجنيّة نصفها ورق، ونصفها نزَق.

 

(6)

هذا أنا؛ أنا رؤيا، كموج يشق الصَّدى، لحظة انحسار الزمان، أمام المدى.

مئذنة تلف الغيب، في انبعاث الضياء، على رحيق النَّدى.

كشبابة مبحوحة الصَّوت، مكسورة الرَّجاء واللحن والهدى.

مهزوزة النغم؛ مثل أرنبة هاربة من عواء الذئاب، ومثل أنثى كسيحة الرَّدى!

أنا رؤًى ممتدَّة؛ كأغصان دالية تتدلى نحو القلب، نحو الرُّوح، نحو الفؤاد، وما بكى.

 

(7)

هذا أنا؛ رؤياي، إني نسغ في خاصرة، ووله في حاضرة.

وهذا أنا، أنا شيءٌ من شيء، وأشياء من أشياء.

وهذا أنا؛ أنا لا شيء من شيء، ولا أشياء من أشياء!

لا شيء مما سبق، لا شيء مما كان، أو سيكون.

لا شيء مما مضى، لا شيء من الآن، ولا شيء مما هو آتٍ!

أنا كما أنا؛ أنا الأنا، والأنا أنا!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة