• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

وكر العدلية! (قصة قصيرة)

وكر العدلية! (قصة قصيرة)
هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 12/1/2015 ميلادي - 21/3/1436 هجري

الزيارات: 4335

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وكر العدلية!

 

الخبرة العملية حلم المحامي تحت التدريب، منبع لا غنى عنه لجريان أنهار الثروة، وروافدها لتصبَّ في جيوبه، بالحلال طبعًا.

 

دعا الأستاذ هيئة مكتبه لعشاء فاخِر.

 

شاهد الفتى موظفي القلم التِّجاري على الموائد.

 

على مذاق رائحة الشواء الفوّاحة، واستطعام المشهيات، قال الأستاذ:

• تَحضر غدًا في العاشرة صباحًا إلى العنوان الذي سأريكه الليلة.

• ...!

• تراقِب فقط، لا تحتكَّ بأحد.

هزَّ المتدرِّب رأسه وهو يمضغ في صمت.

 

في الميعاد بالمنطقة الخلاء حضَرت لجنة القلم، ومعهم أمين التفليسة (السنديك)، نزعت اللجنة الشمع الأحمر، شدَّ رئيس القلم أسلاك التليفونات بعنف مرات حتى قطع همسها!

 

راب الفتى هذا التدمير!

 

انتشروا في المخزن الكبير جدًّا، كلٌّ يقتني ما يروق له من أنواع الرياش!

 

البضائع كثيرة جدًّا، مُتنوِّعة ما بين سيارات، وكراتين ملابس ولوادر، وثلاجات، وموتوسيكلات، ومكاتب فاخرة، وحاويات مغلَقة على أسرار كنوزها... إلخ.

 

هشم السكونَ ضوضاءُ سيارات نقل وضجيج مقطورات وجعجعة سائقين، وعمال يرافقهم الأستاذ.

 

لاحظَ أن معظمهم عملاء بالمكتب!

 

حملوا على السيارات إلى مخازن المحظوظ الراسي عليه المزاد طبعًا.

 

حضر أسمر قصير منتفِخ البطن متجهِّم السحنة وصاح:

• مَن أنتم؟! هذه أموال أخي.

أشار أحدهم إلى رئيس القلم فهجم عليه صائحًا مُنفعلاً.

 

• سأطلب بوليس النجدة.

 

قال رئيس القلم بكل هدوء دون أن يلتفت إليه:

• لا دخل للشرطة بالقضاء.

• عرِّفني ثمن المزاد.

• أومأ رئيس القلم إلى الفتى دون أن ينبس.

 

• فاستدار الهائج إلى المتدرب، وقال بصوته النشاز، ربنا يبارك لك، ولو (بشلن) فقط، عرفني ما دفعت بالمزاد؟

فاستغرب المتدرب السؤال؛ إذ لا صلة له ألبتة بالمزاد، وحضوره لمجرد التدريب، لكن نصحه:

• القاضي التجاري بالمحكمة، فاسأله.

 

انصرف مطوحًا ذراعه!

 

شعر الفتى بالزهو أن ظن الرجل أنه التاجر الكبير الذي ظفر بالصفقة، بينما دوره في هذه العملية الكبرى مجرد المراقبة بغرض التعلم.

 

مساءً بالمكتب كان الأستاذ مبتهجًا، يحكي عن العملية مفتخرًا.

 

وكان مما قال: إنه اختار المتدرب لأنه لم يقيّد بعدُ بالمِهنة، وما زال مجهولاً لوسط المحكمة.

 

من بضائع المزاد أعطي هذا الأستاذ مكتبًا، وذاك مقعدًا، وآخر حقيبة محامي فاخرة.

 

يجلس المحامون والمتدرِّبون في غرفة بالمكتب.

 

قال (بليغ) موجهًا حديثه للمتدرِّب: حظّك يا عم، عيني عليك باردة!

 

وسأله شحاتة: أين رشّة الحلاوة؟!

هنا قفز إلى ذهن الفتى مشهد إشارة رئيس القلم للمتدرِّب على أنه الراسي عليه المزاد!

 

آخر ينظر إلى المتدرب بأسى.

 

ابتسامات آخرين غير مبرَّرة.

 

الأمر الذي جعل المتدرب يوقد ذهنه ليطبخ تلك الإشارات مضافًا إليها الأسئلة التي شكشكت بشرته، وينضج التعتيمات التي حيرته، يضيف، وينسج بواقعية بعيدة عن الأحلام، وسلامة النوايا، وطيب الطوايا.

 

احتلَّ القلق الفتى، وهاجمه الشك في أستاذه، وفي رجال القلم.

 

من مأمنه يستغل المرء، بل ممَّن أولاه ثقته ليرشف رحيق خبرته!

 

أووه! إنها جريمة مركّبة تواطأ جمع على ارتكابها باسمه، وبلا علمه.

 

استوت الطبخة إلى بلاغ المحامي تحت التدريب التالي للنائب العام:

"... بجدول المحكمة اثنان أمناء التفليسة (سنديكان) لا غير.

 

عقَدا معًا، ومع موظّفي القلم ميثاقًا غليظًا بأوثق الحلفان المقرون بأرعب التهديدات؛ إن من تُسند إليه تفليسة فهو الأحق بالتربُّح منها مع حفظ نصيب السنديك الآخر وإكرام رجال القلم، وهكذا دواليك.

 

على أن يتابع موظفو القلم إتمام الإجراءات؛ بحيث يرسو المزاد على من يحدِّده أمين التفليسة، بمبلغ لا يتعدى ربع الثمن السوقي للبضائع، علمًا بأن أصول ديون المفلس للبنوك وصلت هذه المرة إلى سبعة ملايين جنيه"!

 

وعقب هذا البلاغ هرب الفتى بجلده إلى الخارج.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة