• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

موطني غدا خيمة بها الريح تلعب

موطني غدا خيمة بها الريح تلعب
د. محمد خالد الفجر


تاريخ الإضافة: 4/1/2015 ميلادي - 14/3/1436 هجري

الزيارات: 5459

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موطني غدا خيمةً بها الريح تلعبُ

 

في خيمتي لا صوتَ إلا صوت ذكرى ماضية، لا عزفَ إلا على وترِ الحزن المرخي، فلا يُشد فيقطَع ولا يقصر فيزول، في خيمتي لوحاتُ حزنٍ ممتدٍّ في دهاليز الذاكرة يدور مع دوران الأرض تجتذبه النجومُ، فأراه معلَّقًا في كل نجمة، وضوء القمر وجهه مرآةُ انعكاسٍ لحزني الأبدي، أنا وخيمتي تحاورْنا عن عذاباتٍ عدةٍ فهبت رياحها التي جعلت صوتَها يعلو ويصيح: أنا مثلك يا أُخيّ تلعب بي الريح، أنا مثلك أيها الشريد لا أملك قراري، أُغرَز في الأرض حيث يشاء اللاعبون بي مثلُك أيها الطريح في فراش شوكِ الأسى أمزَّقُ كلَّ يوم.

 

فأجبتها: أيا جارتا لو تشعرين بحالي! فجواري بكاءٌ وعويل، وحديثي عنوانه الدموع ومضمونه الجراح ونتائجه الضياع وأملي دائمًا إلى الوراء مشدود، أنا أخشى المستقبل؛ لأن مواليد الحزن تتكاثر مع اقترابه. أنظر ولكن إلى الخلف أتطلع وإلى الإياب أَحِن.

 

هناك.. أترَين ذلك الجبل؟ خلفه صوتي القديم يناديني كلَّ صباح: تعالَ أما حنَنَتْ؟

هناك يا صاحبتي.. أترِيْنَ تلك الغيمةَ تصبُّ ماءها على أرضي العطشى، التي ما وطئتُها من سنوات أُتراهُ يا جارتي كان حلمًا ذلك الماضي القريب أتجرَّعُ آلامَه؟ أم فعلاً هناك عشت أتدرين يا جارتي أنني أشك بوجودي أحقا كنت هناك أم أني هنا وُلِدت؟

 

يا خيمتي ربما تتطايرين، لكن بعدها تحُرقين وتذهبين، ويبنى غيرك وتنسين، أمّا أنا فحرقي متجدِّدٌ.. أُحرَق ثم أُحرَقُ ولا أجد من يستبدل أنا بأنا جديد.

 

قد تصونُكِ يدٌ، ولكن قلبي المكسور لا يُصان ولا تحنو عليه يد. صرنا ثقالاً يا خيمتي ربما حتّى أنت مني تضجين وتكتمين تبرُّمكِ بوجودي، وتأنفين أن تتشبهي بالبشر فتكتمين تأففك رأفةً بحالي، أيا خيمتي أتُرانا بتلك الذكريات نلتقي؟ أم أن هنا مقامي وقبري وهناك العدم؟

 

خبريني من أكونُ؟ ما اسمي؟ ما هُويَتي؟

 

أخَيْمِيٌّ أنا خُلقْت وعِشْت، أم من بني الإنس؟

 

تمنيتُ أن أكون مثلك أُغطِّي وأستُر دموعَ أمثالي بين جدرانٍ قماشية، لكنها تستر أطفالاً يبكون أمام ذويهم ولكن لا يستطيعون لهذا الضيم كتماناً، أسترُ دمعةَ أمٍّ تتأمل في الماضي وتنظر إلى الحاضر وتخشى أن تقع عينها على المستقبل المفترس لآمالها، فتهطل دموعُ الألم من عينيها ممزوجةً بحرقة الدم الإنساني.

 

أيا خيمتي أتراكِ فقِهْتِ حديثي أم أنك كباقي بني البشر ستطيرين في الهواء لأُكشَفَ في العراء بآلامي وأشواكي التي لا تنفك تنغرز في قلبي ومسامي؟

 

ألا يا خيمتي لا تبكي عليَّ فدموعُ من بكى قبلكِ جفّت، وتأثُّر من قبلك زال، صرتُ حملًا على البشرية ثقيلًا لا أرضَ تحملني ولا جدران تأويني ولا خيمةَ تُغطِّيني.

 

أفأنطلق إلى بحرٍ يبتلعني؟ لكن أخشى أن يعسُرَ عليه هضمي فيلفظني، أنا أيتها الخمية إنسانٌ، أنا بقلبٍ ودم... اسألي التاريخَ القريب عن عزِّي، اسألي الغادين والراحلين عن كرمي، ما أغلقتُ بوجه الإنسانية بابًا ولا كسرتُ قلبًا ولا جرحتُ إنسانا، ولكن ما ظننتُ أن تنفضَ الإنسانيةُ فطرتَها عند حاجتي وانكساري. تناسيتُ غفلتَهم وقَبِلْتُكِ موطنًا ومؤنسًا لكن حتى أنتِ لم تتركني الريحُ وإياك؛ حتّى أنتِ ما رضوْكِ لي وطنًا يا خيمتي.. يا موطنًا به الريح تلعب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة