• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

طريد ( قصة )

سُرى عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 15/12/2014 ميلادي - 22/2/1436 هجري

الزيارات: 6025

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طريد

 

إني طريد يا أبي

في الظُّلْمةِ الحلْكاءِ أَلْتحفُ السماءْ

الأرضُ فَرْشي، والرَّصيفُ وسادتي

والصدر يكويه البكاءْ

 

♦    ♦    ♦

 

الساعةُ الثالثةُ بعد منتصف الليل، صريرُ الباب أثار مَسْمع أمِّه التي ما برحت تروح جيئة وذَهابًا، وأثار الهيئةَ الضخمة في الرجُل المتَّكِئ بغضب ينتظره أن يُدخل رأسَه أولاً، ثم يتقدمَ جسدَه صوتٌ متضخمٌ يفوح منه الغضب:

• ارجع إلى حيث أتيتَ.

• أبي، أنا آسف تأخرت لكن .....

• اخرس، واخرج من هنا فورًا!

• لكن.....

 

صوت الحنَق يعلو ليقاطع احتجاجه:

• لا تجادلني يا.....

(وقالَ لفظًا خارجًا عن نطاق الأدب).. ثم صفعني.. نعم.. صفعني أبي!

لقد طُردتُ من منزلي، ولا أدري أين يتوجب عليَّ الذهاب؟

سرتُ في الأزقَّة حتى طلع الفجر

صديقي رفض استضافتي وتحجَّج بعائلته

أشعر بالجوع؛ وليس معي قِرشٌ واحد، فاتخذتُ قراري.

سأسرق!

لا تنظر إليَّ هكذا أيها الضابط، أعلم أنه أمرٌ شائنٌ؛ لكن الضرورات تبيح المحظورات!

اتخذت القرار باختيارٍ إجباريٍّ!

اعتادت يدي التسلُّلَ خُفيةً إلى جيوب المارّة، وخطف الحقائب، حتى احترفتُ الركضَ لمسافات بعيدة.

 

أصدقاء الشارع الجدد، وهبوني سيجارة الحشيش الأولى، وصبُّوا لي الكأسَ الأول مجانًا، وأهدوني إبرةَ الهروين، وبدأت أدخّن، ثم سكرت، وأدمنت!

 

الكؤوس التي أتجرَّعها في اليوم أكثرُ من عدد شرَبات الماء في يومين كاملين، الخمر صار رواءً لعطشي، والمخدِّر مسكنًا للحياة إلى عالم الضحك!

 

وجدت طريقي هنا يا أبي في هذا الزقاق المظلِم، حتى وإن كانت خطواتي خاطئةً، أعلم أني أسير مترهِّلَ الخطى، والطريق وعْرٌ؛ لكن الطريق المنحدر - يا أبي - يؤدِّي إليك!

 

أنا الذي مَلِلتُ السير مائلاً كل عمري، فقررت أن أمشي بتعرُّج!

 

البيت بالنسبة لي، كان كأنه سجنٌ قُضِي عليَّ أن أبقى بين جدرانه، ولقد تحررت الآن من كل هذه القيود!

 

رغم أني أبيت على الطَّوَى، أسمع زقزقة عصافير بطني من الجوع – غالبًا - لكن بحبَّةٍ واحدة أنسى كلَّ ذلك.

 

تعلمتُ كيف أتلوَّى حتى يهدأ ألم معِدتي؟! كيف أتكوَّم على نفسي حتى  أتدفأ؟!

 

كانت شمسُ ذلك اليومِ تنحدر صوبَ الغروب، عندما قرّر أصدقائي تقاضيَ المال مقابل الزيادة في الجرعة، وكما يقولون: "من أجل مزاج أكثرَ روعةً".

 

عندما عبر من أمامي رجل ثريُّ الهيئة، يطفو على ملامحه البذخ.

 

تسللت يدي بخفةٍ في معطفه؛ لكنَّ قبضتَه أحكمت على ساعدي قبل أن ينسلَّ كفِّي وأصابعي القابضة على محفظته!

 

شعرتُ بقلبي يقفز إلى فوهة حنجرتي!

وها أنذا يا حضرة الضابط أدليتُ بإفادتي، واعترفت بكل شيء، قبل أن ترفع أوراقي إلى المحكمة.

أرجوك سأرسل رسالة، رسالة واحدة فقط.

فوافق الضابط بعد أن أزعجه إلحاحي!

 

في المنزل الموبوء بالصمت.. صندوق البريد يعلن عن وصول رسالة جديدة:

"السلام عليك يا أبي، والحنين إليك، أنا الذي ركلتَه من ثناياك إلى أوساط الفراغ، وتلقَّفتْه الأيادي حتى استقرَّ أخيرًا في أحضان العنبر الخامس، الزنزانة الثالثة إن أحببت زيارتي".

يفتح السجّان الباب هاتفًا: أن وقت الطعام حان.

وعلى سطور البوح قد مُطرت سحابة،

ودموعٌ تنهمر!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- أبدعتِ يا سرى
nawaln.t - saudi 23-05-2015 04:15 PM

أبدعتِ  يا سرى

3- تعليق
ابو ناصر - السعودية 17-12-2014 12:24 AM

روعة بحق
وتحكي واقعا مريرا بأسلوب ساحر تعيشه بعض الأسر ..


شكراً سُرى  والشكر مثله للألوكة

2- نص فاخر
جساس - السعودية 16-12-2014 08:28 AM

نص أدبي فاخر .. سلمت يداك يا سرى ..
والدرس الكبير المستفاد : تبدأ الجريمة من خطأ في التربية ..


سهولة تنقلك في أحداث الرواية بين الواقع والغيب وبعدك عن السرد المجرد يجعل من كتابتك شيئا أشبه بالسحر .. ويجبر القارئ على تكرار مطالعته مرة بعد مرة ..
النص الشعري الذي صدرت به كتابتك أيضا يدل على موهبة جميلة تمسك بموسيقى الشعر والأوزان ولا تعجز عنها ..
والحزن أخيراً عنوان الكتابة البليغ .. والسطور الأخيرة إنما كتبت بمدادٍ من دموع ..


لاعدمنا قلمك الجميل

1- رائع
سرى - السعودية 16-12-2014 02:50 AM

جميل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة