• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

إبراهيم طوقان .. صفحات طواها النسيان

إبراهيم طوقان.. صفحات طواها النسيان
محمود حسن عمر


تاريخ الإضافة: 9/12/2014 ميلادي - 16/2/1436 هجري

الزيارات: 10871

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إبراهيم طوقان

صفحات طواها النسيان


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الْخَلْق أجمعين، سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وصَحْبه وسلم.

 

أمَّا بعدُ:

فإنَّ الشاعر إبراهيم طوقان من الشعراء الذين لَم ينالوا حقَّهم من الدِّراسات الأدبيَّة؛ فالدراسات التي تحدَّثَتْ عنه كانتْ قليلة جدًّا، إذا ما قِيستْ بشعراء آخرين.

 

أولاً: ميلاد إبراهيم طوقان:

ولِدَ عام 1905 في نابلس، وفيها قَضى مدَّة تعليمه الابتدائي بالمدرسة الرشاديَّة الغربيَّة في الفترة ما بين عامي 1914 - 1918، وقد كانتْ سنوات المرحلة الابتدائيَّة هي نفسها سنوات الحرب العالميَّة الأولَى، وفي أعقابها دخلتِ الجيوش البريطانية فِلَسْطين، ودخَل إبراهيم المدرسة الثانوية في القدس، في هذه المرحلة تعهَّده معلِّمان غرسَا فيه حبَّ اللغة والشعر، وهما الشيخ إبراهيم أبو الهدى الخماش، والشيخ فهمي أفندي هاشم.

 

لَم تكنْ نابلس في هذا الوقت تَعرِف التعليم الثانوي، وانضمَّ إبراهيم إلى مدرسة المطران، تلك المدرسة التي لَم يَذكرْها من الناحية الأخلاقية بخيرٍ قطُّ.

 

كان أوَّل مَن سَمِع شعرَه أستاذه "نخلة زريق"، الذي تعهَّده شعريًّا.

 

• في عام 1923 نشرتْ أول قصيدة له في صحيفةٍ بتوقيع إبراهيم طوقان، وقد عاتَبه عمُّه وألْزَمه بذِكْر اسم أبيه، فقَضَى زمنًا يوقِّع: إبراهيم عبدالفتاح طوقان، وفي تلك الفترة ذاتها قرأ إبراهيم القرآن الكريم كثيرًا، وظهَر عليه معجمُه اللفظي والصُّوَري بقوَّة في أكثر قصائده.

 

في عام 1923 رحَل إبراهيم إلى بيروت؛ ليدخل الجامعة الأمريكيَّة، وقضَى فيها خمس سنوات، وكان حقها أنْ تكون أربعَ سنوات، ولكنَّ مرَضَه المتكرِّر أدَّى إلى انقطاعه، فتخرَّج في الجامعة عام 1929 وقد حصَل على البكالوريوس في العلوم.

 

هذه الأعوام التي قضَاها في بيروت - بكلِّ ما تحمله من حريَّة فِكريَّة وسلوكيَّة - كانتْ أزْهَى سنوات عُمره انطلاقًا وشعرًا، فقد نَظَم قصيدة: "ملائكة الرحمة" عام 1924، وهي أوَّل إبداعاته المتميِّزة، فلفتتْ إليه الأنظارَ، ومع استهلال مرحلة الجامعة عقَد صَدَاقة مع عددٍ من زُملائه: عمر فروخ الذي كان يَسبقه بعام، وحافظ جميل، ووجيه البارودي، وجميعهم شعراء تشابَهوا في نقاط كثيرة.

 

في عام 1927 أجْرى عملية ترقيع في الأُذن، ومرضُ أُذنه كان ملازمًا له منذ الطفولة.

 

بعد تخرُّجه في الجامعة عادَ إلى نابلس وأَمَلُه أنْ يعملَ في الصحافة، وخاصَّة الصحافة المصرية، وذلك خلاف رغبة جميع أفراد أُسرته الذين يَرون مآلَه الطبيعي أنْ يكون مُعَلِّمًا.

 

سافَر إلى القاهرة بهَدَف البحث عن فرصة عملٍ في إحْدى الصحف - وعرَض نفسَه على الأطبَّاء - لكنَّه لَم يتمكَّن من العمل في الصحُف المصرية.

 

عادَ إلى نابلس وعَمِل مدرِّسًا عامًا واحدًا 1929 - 1930، وفي هذا العام اشتعلَ الصراع بين اليهود والعرب، وحُكِم على ثلاثة من أبطال الجهاد بالإعدام، ونُفِّذَ الحكم يومَ الثلاثاء 17 /6 /1930، فكانتْ قصيدته "الثلاثاء الحمراء" التي ألْقَاها في مدرسة النجاح.

 

في عام 1930 جاءَه طلبٌ من الجامعة الأمريكية ببيروت؛ للتدريس بالجامعة، ولقد كان هذا بواعزِ سياسة جديدة لتعيين عددٍ من الشُّبَّان المسلمين من مُتَخَرِّجيها الْجُدد؛ لمدِّ جسور بين الجامعة والمجتمعات العربيَّة، وبخاصة الخليجيَّة، وقَّع إبراهيم عقدَ العمل ومُدَّته ثلاث سنوات، ولقد كانتْ هذه العودة بمثابة منحًى مؤثِّرًا في حياته، فبيروت الطالب تَختلف عن بيروت المدرِّس، وتَعرَّف هناك على الدكتور "نيكل البوهيمي"، وساعدَه في تحقيق كتاب "الزهرة" أو نصفه الأول المتاح وقْتها.

 

• في عام 1932 عاودَه المرضُ مرة ثانية؛ مما أثَّر على انتظامه في عمله، ودفَعه لتقديم استقالته.

 

• عاد إبراهيم إلى الوطن ليعملَ مدرِّسًا بالمدرسة الرشيديَّة بالقدس عدَّة أشهر، ومع استهلال عام 1933 أُجْرِيَتْ له عمليَّة جراحيَّة خَطِرة، تأكَّد بعدها استحالةُ ممارسة مهنة التعليم.

 

• ما بين عامي 1934- 1935 أقامَ في نابلس خَدَم خلالها في دائرة البلديَّة، وكان يُباشر الدفاتر الحسابيَّة لمصبنة أبيه وعمِّه، ثم ما لبثَ أنْ ترَك العمل الحكومي وتفرَّغ للمصبنة.

 

• في عام 1936 تأسَّستْ إذاعة القدس التي كانتْ تبثُّ برامجها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، واخْتيرَ إبراهيم مديرًا للبرنامج العربي في مصلحة الإذاعة اللاسلكيَّة بفلسطين 1936، وفي هذا الموقع كشَف إبراهيم عن قُدرات هائلة في العمل الإعلامي الموجَّه بذكاء، وكذلك قضَى أطولَ مدَّة وظيفيَّة في مكان واحدٍ؛ إذ استمرَّ في موقعه خمسةً وخمسين شهرًا.

 

ولقد استقرَّتْ حياة إبراهيم الصحيَّة والماديَّة عند عمله في الإذاعة، ومِن ثَمَّ أخَذ يفكِّر في الزواج، فتزوَّج من فتاة تُدْعَى سامية بنت قاسم عبدالهادي، تخرَّجَتْ في كلية البنات الإنجليزيَّة، وبعد ذلك تَمَّ عزْلُه من الإذاعة بسبب مواقفه الوطنيَّة ضدَّ اليهود.

 

جاءتْ له دعوة من قُنصل العراق في القدس؛ ليعملَ معلِّمًا في بغداد، فقَبِل على الفور متجاهِلاً حالته الصحيَّة ومَشقَّة السفر، وهناك كانت المفاجأة؛ فقد كان الاتفاقُ على العمل بالمدرسة العُليا ببغداد، ولكن وجَد نفسَه - بفِعْل الوشايات - مدرِّسًا بدار المعلِّمين الريفيَّة في ضاحية الرُّستميَّة، التي تَبعد عن العاصمة عدَّة كيلو مترات، وقد أدَّى هذا إلى انتكاس صحَّته وتدهورها.

 

عادَ إبراهيم إلى فلسطين، واستقرَّ في المستشفى الفرنسي في القدس لعدة أيام.

 

توفِّي إبراهيم طوقان مساء يوم الجمعة 2 /5 /1941 وترَك ثلاث ودائع: جعفر، وعريب، وديوان شعر.

 

مِن أهمِّ الدِّراسات التي تناولتْ حياة وشعر إبراهيم طوقان: الكنوز؛ للمتوكِّل طه، شاعران معاصران؛ لعمر فروخ، إبراهيم طوقان حياته وشعره؛ الدكتور محمد حسن عبدالله، وقدَّم لديوانه في إحدى طبعاته الدكتور إحسان عباس، وأيضًا دراسة أُخْته "فدوى" بعنوان: "أخي إبراهيم".

 

قال عنه عبدالعزيز سعود البابطين، الكويت 27 ربيع الآخر 1423هـ - 8 /7 /2002م: أجْمَعَ العديد من كبار النقَّاد العرب على أنَّ إبراهيم طوقان هو أكبر شعراء فلسطين في العقود الأربعة الأُولَى من القرن العشرين، ولَم يأتِ هذا الإجماع من فَرَاغ، وإنما من حيثيَّات موضوعيَّة تمثَّلَتْ في شخصِ إبراهيم وتفرُّد إبداعه وشموليَّته، فهو شاعر وناقد وأديب، ومعلِّم وكاتب، وصحفي وإذاعي، وإعلامي بارز، رصَد أحداث فلسطين على مَدَى عُمره الذي لا يُحْسب بعدد سنواته؛ لأنه رحَل عن هذه الدنيا مُبكِّرًا، ولكنَّه عُمرٌ طويل في عَطائه وإبداعه، وأنَّى للمبدعين أن يموتَ ذِكْرُهم بفَنائهم الْجَسدي؟!

 

لقد تصدَّى إبراهيم طوقان لقضيَّتين استغرقتا جُلَّ شعره، إنْ لَم يكنْ كله:

القضية الأولى: هي قضية فلسطين التي اعتبرَها إبراهيم - وهو مُحقٌّ - حجرَ الزاوية في كلِّ ما كتَب، لا أقول في شعره فقط، ولكن أيضًا في نثره ونقْده، وأحاديثه الإذاعية، وفي قصائده القوميَّة، وبعض أشعاره الغزليَّة، ففي كلِّ ذلك لا بدَّ لإبراهيم من أن يُعرِّج على قطب الرَّحَى، متعرِّضًا إلى سلبيَّات الأوضاع حيث يراها، وإلى إيجابيَّاتها حيث وُجِدَتْ، وكان صائبَ النظرة في كلِّ ما قاله عن قضية فلسطين.

 

أما القضية الثانية: فهي قضيَّة شخصيَّة - إنْ جازَ التعبير - تمثَّلتْ في انصرافه في الشطر الآخر من شعره إلى المرأة والغزل والحب؛ وقد عبَّ من هذا الحوض كثيرًا، فقد كان يستشعر قِصَر العُمر، ولا غَرْوَ فمرضُه المزمن كان يؤكِّد ذلك، ويدفَع به بشدَّة نحو التشبُّث بالحياة واقتناص كلِّ لحظة منها؛ حيث كان السباق محمومًا بين المرض والعُمر، والوطن والشعر والحب.

 

كان إبراهيم طوقان عَلَمًا قضَى في شرْخِ الشباب، ولكنَّه خلَّد قضية وطنِه في: "الثلاثاء الحمراء"، و"الفدائي"، و"الشهيد"، و"موطني"، و"اشتروا الأرض"، وغيرها من القصائد التي قالَها في أبطال وشخصيَّات وطنيَّة وقوميَّة معروفة، ودبَّج قصائدَ الغزل في الكثير من الْحِسان، وذَهب الشاعر مع حِسَانه، وبَقِي الشعر؛ فلا بدَّ لدارسِ إبراهيم طوقان أنْ يتلمَّسَه بين هذا وذاك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة