• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حينما يتعطش الورد للندى

حينما يتعطش الورد للندى
حسنية تدركيت


تاريخ الإضافة: 30/11/2014 ميلادي - 7/2/1436 هجري

الزيارات: 5504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حينما يتعطش الورد للندى

 

يا ألله!

ما أجمله من إحساس وهو يطرد خفافيش اليأس من سواد الليل حينما يبزغ القمر أملاً! نوره الباهر يرسم لي ابتسامة أختطفها نجمة تضيء لياليَّ المعتمة.

 

أردد: أحبه، وما ضرَّ مؤمنة عفيفة أن تحب، وتصون نفسها، وتدعو ربها أن يجمعها بمن تحب، هكذا أجيب الأسئلة التي طفقت تطرق ذهني طرقًا عنيفًا:

• أوَيجوز هذا؟

حوار صامت يدور بداخلي، وأنا أرهف السمع إليه، منزعجة تارة، وسعيدة أخرى.

 

• انعمي بهذه الأحاسيس المتدفقة شلالاً من الجمال يغسل روحك من الأحزان، ويعطي الحياة طعمها الخاص.

 

• أوَيصلح هذا؟

اجعليها فراشة تقترب من النور، لا من النار؛ كي لا تحترق، وتتنسم ربيع العمر من خلال لحظاتك الحالمة هذه، تتوق وتشتاقُ لترياق أمل تداوي به آلامها.

 

ولكن أنت مؤمنة، أين إيمانك؟!

لا تتركي الحُبَّ يهدم قيمك، بل لِيَبْنِ فيك إنسانًا رقيقة عفيفة طيبة حنونًا، تنتظر بشغف أن يكتمل الفرح، ويُتوَّج بحلال طيب، يرضاه الله لها.

 

ولكن كيف يحدث هذا؟ سيشغلك عن ذكر المولى، وتبتعدين.

 

وكأنما كنت أتحدث مع شخص آخر، نهرت هذه الخواطر:

صه، إنني إنسان، ولي الحق أن أُحلِّق بعيدًا في أجواء القمر المنير؛ كيما أجلب منه بعضًا من جماله، وهيبته، ودلاله، أستشعر ضعفي بعدها، وتفضحني دموعي التي انهارت كما قطرات مطر تجمعت فجأة.

 

وما زلتِ يأسرك جمال اللحظة، ويبرقُ ثغرك في مشروع سعادة بدت لكِ بوشاحها الليلكي، ترسم لك أحلامًا وردية؟

وعادت الهواجس تطرق بشدة بمطارق مؤلمة:

• أوَنسيت واقعك؟

 

تحسَّسْتُ القدمين، وكأنما أريد أن أعيد إليهما الصحة والعافية، وكنت كمن يخاطبهما:

• أوَتقفان عثرة في طريق سعادتي؟

 

هنا تزلزل قلبي، وانهارت قُواي، إذ انبعث صوت قوي من قلب إيماني العميق بالله:

• لا والله، ولا تقولها مؤمنة، كيف تحرمين نفسك حقك حتى في حلم جميل طاف بذهنك؛ كي يريحك من هموم الحياة؟ أين أنت من سلاحك القوي؟

 

همست والدموع تتساقط:

وأين هو سلاحي وقد فقدت القدرة على المشي؟! مَن يقبلُ بي أوْ.....؟!

 

وكأنَّ شيئًا ما جعلني أصمتُ خجلاً ووجلاً أن أكمل جملة لا يرددها إلا مَن لا أمل له ولا رجاء في الله، وأتى من عميق حبي وامتناني لله صوت ندي شذي رقيق، مغرد كما العصفور المسبح لله، الذاكر له، يردد قوله سبحانه وتعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، حتى اسم السورة بهرني، فاطر السموات والأرض، فاطر المخلوقات على الحب النقي البهي الجميل.

 

فلِمَ أنت دون هذه المخلوقات تسجنين مشاعرك، فلا تطلقينها حمامة سلام تحمل رسالة محبة لكل من تستطيعين أن تسعديه ولو بالكلمة الطيبة ما دمتِ تملكين هذا؟!

 

ولكنني عاشقة !عاشقة لجمال يرتقي بكِ درجات الإنسانية إلى حد الكمال الروحي الذي أراده الله لك قدر استطاعتك.

 

احمرت الورود من الوجل، وأنا أرسم في مخيلتي يدًا تُمسك يدًا بحنان تأخذها إلى حيث الخير والنماء والعطاء، أينما حلتا وارتحلتا تركتا بصمة خير، ومضتا بصمت.

 

ما عدت أخجل أو أخاف من حالتي الوجدانية الحالمة، إذ هي كانت متصلة بالملأ الأعلى النوراني، روح جميلة رقيقة تذكر الله، وتشتاق أن يكون لها رفيق دربٍ، يبادلها حبًّا بحب، يصونها، ويخفيها في زي شرعي؛ غيرة عليها أن تراها الأعين المتلصصة، وكما أن الزوجة الصالحة خير متاع الدنيا، فالزوج الصالح خير متاع الدنيا.

 

ابتسمت، وأخفيت وجهي بين يدي خجلاً، وكأنما أتصوره يتأمل ملامحي، همست خواطري الحالمة تطلب المزيد؛ كي أروي عطشها:

• وهل من مزيد؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة