• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

سكين ( قصة )

سكين ( قصة )
عبير عبدالله


تاريخ الإضافة: 25/11/2014 ميلادي - 2/2/1436 هجري

الزيارات: 4984

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سكين


لما ساقوني لم أدرِ ماذا أفعل؟! ولكنني انسقت ولم أستطع أن أمنعهم، كنت خائفة قليلاً، حزينة قليلاً، قانعة بالمكتوب كثيرًا!

ساقوني، ورأيتهم بعيني وإن لم أميِّز أحدًا منهم، رشقوني بالسكِّين في صدري جهة الشمال وغرزوها بشدة، وسال الدم أحمرَ قانيًا ساخنًا، رأيته بعيني، وشممتُ رائحته، وشعرت به يسيل ويُغرق ملابسي، ورأيت مقبض السكين في صدري بعد أن انغرز النصل بكامله، ولم أدر كيف أتصرَّف، ولا كيف أنزعه؟! وأنا أعلم جيدًا أن مجرد تحريكه فقط سيؤلمني، تراخت أعصابي، وشعرت بالوهن يَسري في جسدي كله، فلم يرأَف بحالي أحد، ولم يعطف عليَّ أحد.

 

قلت لهم - وأنا لا أعرفهم ولكنني آلفُهم وكأنني أعرفهم جيدًا -: هل يُمكن لأحدكم أن يُساعدني؟ أو حتى يَجعلني أتسنَّد عليه حتى أصل إلى طبيب أو مستشفى، أو لأي إنسان يمكنه مساعدتي؟

رفضوا جميعًا بهدوء، وكأن الأمر لا يعنيهم!

 

تسنَّدتُ وتحاملتُ على نفسي وأنا أسير في ممر ضيِّق له سور يمكن أن أتسند عليه حتى أصل إلى نهايته، وأنا في شدة الضعف والوهن، شيء ما كان يسري في كياني كله، حزينة أنا، نعم وضعيفة.. ضعيفة جدًّا! ولكنني راضية بما قسمه الله لي!

ظللتُ أنظر لمن حولي في ضعفي ووهني، حاولت أن ألفت نظر أحدهم إليَّ لعله يرأف بحالي ويُغيثني، لكن الجميع تجاهَلوني، وإن نظر إليَّ بعضُهم باشمئزاز، وكأنني لست منهم ولست مثلهم!

تحاملتُ على نفسي ومشيت في طريقي.

 

أمي كانت تنظر إليَّ متجاهلة إياي كأنها لم تَرَني، فقلت لها:

• أنقذيني يا أمي.. الدَّمُ يُغرقني، والسكين في صدري لا أستطيع تحريكه، وأنا خائفة ومرعوبة جدًّا، وضعيفة جدًّا، الوهن والخدر يسريان في كِياني كله، ولا أستطيع إيقافهما ولا أدري ماذا أفعل؟!

 

قالت لي أ مي دون أن تنظر في عيني أو حتَّى تلتفت إليَّ وأنا أستنجد بها:

• عادي.. يعني ما المشكلة؟!

 

أزحت طرف البلوزة لأُريها مقبض السكين المغروز في صدري، والقطن والشاش اللذين أحطت بهما الجرح حتَّى لا يكبر، رغم أن الدماء ما زالت تغطيني، وشعري الذي كانت تتغنَّى بجماله أمام الجيران صار غابة من الأسلاك الغارقة في الدم، فألقت بنظرها عليَّ وهي مضطرة:

وأنا ماذا سأفعل لك؟!


رغم تأكُّدها من عمق الجرح، وأن السكين ما زال مغروزًا في صدري، وهي تعرف هذا السكين جيدًا، وتعرف أنه كبير ومخيف:

• هذه مشكلتك أنت!

 

وتركتْني وانصرفَت.. تحسَّستُ بطني، وجدت الجنين ما زال يتحرك، فحمدت الله وسرت في طريقي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة