• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الوشاح الأسود ( قصة )

السيد راشد الوصيفي


تاريخ الإضافة: 24/11/2014 ميلادي - 1/2/1436 هجري

الزيارات: 8828

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوشاح الأسود

 

(1)

أشار الرقم [7] على لوحة الأرقام، الساعة تشير إلى الثامنة صباحًا داخل المستشفى العام، دلفت من الباب سيِّدة في عقدها الثالث منتقبة، وعلى وجهها وشاح أسود شفاف، وفي يدها ورقة مكتوب عليها رقم [7] تابعتها الخادمة تحمل صغيرًا لها، أشارت إليها بالتوقف، انتظرتها بالخارج، أغلقت الممرضة الباب.

 

نهض طبيب العيون، نظر إليها، اهتزَّ قلبه، تفرَّس عينيها.

• مرحبًا، تفضلي على هذا الكرسي.

 

جلست منتصبةً بعدما وضعت حقيبتها الخاصة على المكتب المقابل، أضاء الطبيب لوحة بيضاء لقياس النظر.

• لو سمحت سيدتي، هل يمكن رفع الوشاح وخلع النقاب؟!

• لا يمكن ذلك!

• إذًا؛ كيف نقيس النظر؟ سيدتي، هذا إجراء لا بد منه للتأكد من أن قياس النظر صحيحٌ.

 

صمتت، نهضت واقفةً، وقالت: لابد من خلع النقاب؟

• نعم سيدتي، وإلا كيف نفحص النظر جيدًا؟

 

صمت الطبيب وتلعثم!

• سيدتي، هل من الممكن وضع إحدى يديك على العين اليسرى، وتفتحين العين اليمنى.

• سيدي، أرجو أن تعافيني من قياس النظر!

• لماذا سيدتي؟ فنحن وصلنا إلى نهاية الطريق.

• أي طريق؟!

• طريق قياس النظر.

 

ابتعد واقترب إلى الشاشة، حروف تظهر كبيرة، ثم صغيرة، فأصغر، يسأل وتجيب بصوت خافت.

• صوتك سيدتي.

• ألم تسمع يا دكتور؟!

 

يبتسم، أريد أن أتأكد، ينقطع التيار الكهربائي.

• ما اسم الحرف الآن؟

• لا يوجد حروف، فالشاشة سوداء.

 

(2)

تخرج من الحجرة يتدافع الواقفون خلف الباب يزمجرون الساعة تشير إلى العاشرة وعشر دقائق، يجلس الطبيب واضعًا رأسه بين كفيه، تتعارك الممرضة مع المراجعين، تخرج السيدة بصعوبة وقد نسيت حقيبتها الخاصة والوشاح والنقاب، تبحث عنها الشغالة في كل مكان تتأملها تعرفها السيدة، تربّت على ولدها، يصرخ: ماما!

• أنا أمك يا فهد، مالك؟!

• يتفرس، فيها!

• ماما. ما بك؟! sorry mama .. لم أعرفك.

 

(3)

وصلت البيت يتأملها كل الواقفين متسائلين: عمال، خدم، أطفال

• من، من؟!

 

ينظر كل إلى الآخر يدفن نظراته صامتًا.

 

في حجرتها تلمح سيدةً غريبة في المرآة، تصفَعُ خدَّها بكفها الأيمن، قائلة: أين النقاب والوشاح؟! أحست بدوار، وبشيء أفقدها عذريَّتها!

 

(4)

اليوم الميعاد الثاني، انتظرها الطبيب على أحرَّ من الجمر، نظر لقائمة الأسماء، رقمها 8 وضع بجواره بجرة قلم 6 فصار الرقم 68 دون أن يدري!

 

جلست أمام غرفة الطبيب تتابع الأرقام على الشاشة العلوية، ترتدي نقابًا، وتتوشَّح بوشاح أسود شفاف، قرأت الشاشة 8 نهضت تمد ورقتها، تعتذر الممرضة وتحرك رأسها يمينًا ويسارًا مبتسمة قائلة: ليس رقمك سيدتي!

 

تضغط على أنيابها، تزمجر في نفسها بصمت مطبق، تتراجع وتجلس، تضرب الأرض بقدميها، يصرخ ولدها، تتلفت "بؤبؤتا" عيني الشغالة خوفًا ووجلاً!

 

استلت من مخبئها تليفونًا محمولاً ككفِّ اليد أو أكبر، ضربت بإصبعها على الشاشة تابعت الصور تبتسم عندما رأت ولدها عند الميلاد يضحك، يصرخ داخلها نداء الانتظار، نفسها تتحدث: زوجي لا تقلق فإني في أمان، تنتقل إلى الألعاب تسلي ولدَها، يؤذّن الظهر تشير الساعة إلى الثانية عشرة ظهرًا، تنادي الشاشة الرقم 68 تفتح الممرضة الباب، لم يوجد أحد سوى الطبيب، الكل ذهب ليصلي الظهر جماعة.

 

(5)

دخلت حجرة الطبيب تنظر من تحت الوشاح بنظرات تقدح شررًا، يجلس الطبيب لم يحرك ساكنًا، طلبت راجية منه الاستعجال.

• لم تستعجلي سيدتي، فالوقت طويل، والمكان أمان؟!

• أرجوك أيها الطبيب لو سمحت ...please if allowed

 

نهض الطبيب واقفًا، طلب منها أن تجلس، وترفع الوشاح وتخلع النقاب، أضاء لوحة الأرقام، أشار.

• ما كل هذه الأرقام.

• لم أرَ شيئًا!

• إذًا لابد من فحص النظر تحت المجهر.

• لو سمحتِ اجلسي على هذا الكرسي، ضعي ذقنك هنا؟!

 

دس عينيه في العدسة يطلق شعاعًا يتفحص عينيها، يراقب بؤبؤها، الخطوط الحمراء، الخطوط الزرقاء، الشبكية، القزحية، العصب البصري، يشم رائحة عطرة.

• سيدتي، خيرًا إن شاء الله.

• ماذا رأيت أيها الطبيب؟

• أشياء لا يُحمَدُ عُقباها، علينا أن نتأكد.

• كيف؟!

• عليك سيدتي أن تتمددي على هذا الكرسي، لأفحص قدميك؟

• يا دكتور، ألست طبيب عيون؟!

• نعم، ولكن ألا تعلمين إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء..

 

أليس كذلك؟ ربما يكون هناك نقص في فيتامين أو.. أو.. وبذلك نستطيع تحديد العلاج الناجع.

 

جلس الطبيب القرفصاء ليتفحص قدميها بعدما خلع الحذاء، انتظرته برهة وهو ينظر ويتأمل ويدقق النظر، كاد يلتصق وجهه بقدمها، فسحبتها وأطلقتها قذيفة في وجهه؛ فسالت عيناه دماء!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة