• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

التفاحة الدامية ( قصة )

هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 24/11/2014 ميلادي - 1/2/1436 هجري

الزيارات: 3660

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفاحة الدامية


أقبلَت زوجتي مهمومة:

• لبِّ طلبَ جارتنا.

• ما هو؟!

• إقناع زوجها بحرَس السواحل بعدم الانقطاع عن عمله مصدرِ رِزقهم الوحيد.

 

دخل ببذلته العسكرية، ووجهُه الممتلئ يتلألأ بياضًا مشوبًا بحُمرة، رحَّبتُ به، إنه أُميٌّ، شديد الكسوف، يَخجل مِن رفْض أيِّ مُساعدة تُطلَبُ منه، ويسرع في تلبيتِها بكل همَّة وسَعادة بلا أي مقابل، كثيرًا ما سدَّ لهفةَ بيتي فحمل لنا علي كتفه أنبوبة البوتاجاز، وقام بتجربتها، والاطمئنان على سلامتها.

 

قال:

• أنا - وأعوذ بالله من قولة أنا - مُعين حراسة على فم ميناء الصيد بالبحيرة، مهمَّتي ألا أعطي المراكب وبلنْصات الصيد أوراق ترخيصها إلا بعد حصولي منهم على إذنٍ كتابي من قيادة التفتيش.

 

بعد منتصف الليل، وصل إلى نقطة حراستي بحرًا مركب نقل بضائع ضخم لا يحمل الإذنَ بالانطلاق من الميناء، فاعترضتُه، وأغلقتُ ممرَّ الخُروج.

 

فإذا بأربع رتب أعرفها ترأسني، ومن فوقي يهبطون علي، ناوَلَني المساعد الذي يرافقهم تفاحةً "أمريكاني" قانية، وفتح الممر بنفسه.

 

رفع الرجل كتفيه ونزل بهما سريعًا ماطًّا شفتيه كأن لا حيلة له في الأمر، ثمَّ استمر "سلَّمتهم أوراق الرخص مع أنهم ليس معهم إذنُ المرور".

 

مرَّ البلنْص الضخم المثقل بأغلى بضائع المنطقة الحرة، وأجهزتها العالمية لدرجة غوص المركب في الماء لحافته.

 

وبعد دقائق سمعتُ صوت طلقات نارية، وأضواء كاشفة في عمق البحيرة، ثم وصل "لنش" التفتيش المفاجئ، وعليه قيادات أعلى وأكبر، تأكدوا من سماحي للمركب بأخذ الرخصة، والعبور للبحيرة بدون إذن المرور، وتمَّ القبضُ عليَّ، وإرسالي للنيابة العسكرية مكبَّلاً.

 

وقد علمت أثناء الاستجواب أن البلنص، ضُبط بالبحيرة محملاً بالبضائع، خاليًا من الأنفار والرُّتَب الذين فروا من الحملة سباحةً إلى المَجهول في عتمة الليل، وهياج الأمواج.

 

أخبروني أنني متَّهم ضِمنًا، ونصَحوني بأن أكون الشاهد الملك، وأن أكشف الحادث تفصيلاً لعلَّ المعلومات التي أُدلي بها تحسن موقفي القانوني.

 

كشفتُ لهم الحكايات منذ بدئها، وليست هذه المرة فقط بالأسماء، والرتب، والبضائع.

 

وبعد ثلاثة أيام أُفرج عني اليوم، وعند خروجي لكَمني أحد الحراس في كتفي وسارَّني قائلاً:

• قل على روحك: يا رحمن يا رحيم!

 

فأنا إن ذهبت إلى العمل غدًا سأُقتل في سواد الليل، "ولا من شاف، ولا من دري!" وصمت.

 

آلمني الرعشةُ العامة التي يختلج لها بدنه الضخم لاإراديًّا، واللون الأزرق لشفته السفلى لتكراره عضها.

 

مالَ يمينًا مقبِّلاً رأس ولده محمد الذي التصق به، ويسارًا طابعًا شفتَيه على جبين ابنه محمود الذي احتضن أباه يسارًا.

 

• انقطاعك عن العمل يُعرِّضك لوقف راتبك، ومصيرك الفصل، فمَن يَعول عيالك؟

"طبطبَ" على ولديه، واغرورقت عيناه!

 

قلت:

• وما نصيبك في كل مرة؟

• لا شيء!

• كيف؟!

• بالكثير تفاحة أمريكاني فاخرة.

• فقط؟!

• فقط!

 

ألم تُذكِّرك بتفاحة أبينا آدم؟

قال ساهمًا:

• من؟!

• العمر واحد، والرب واحد، ولن يأخذ الروح إلا خالقها، فتوكل على الله، واذهب لعملك، فهزَّ رأسه مستسلمًا، وهو يجفِّف عينيه المحمرتين، ويضغط أنفه البردان.

 

كنت أعمل بالشؤون الصحية حوالي الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي، وجدتُ مفتِّش الصحة يعتمد تقريرًا مفاده أن "العسكري" وجد مُنتحرًا في نوبتجيته.

 

فقلت: يا دكتور هذا جاري، قُتل ولم ينتحر!

 

فقال: لا؛ لأن حزام البندقية ملفوف على يدِه عدة مرات بإحكام، وفوهة البندقية دسها بفمه ثم...!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة