• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

المساحة الضيقة والمساحة المتاحة ( قصة )

المساحة الضيقة والمساحة المتاحة ( قصة )
د. أسعد بن أحمد السعود


تاريخ الإضافة: 20/11/2014 ميلادي - 27/1/1436 هجري

الزيارات: 4197

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المساحة الضيقة والمساحة المتاحة


أمام بحيرة تملؤها المياه العكرة؛ نتيجة اختلاطها بمياه سيول الأمطار، التي جرفت معها كل ما صادفت في طريقها، من نفايات، وأتربة معجونة بزيوت السيارات، وجثث، وهياكل الحيوانات النافقة والمتعفنة، أمام هذا المشهد المذهل وقف (المدير الجديد) - الذي لم يمضِ على وجوده بمنصبه الحالي بضعةُ أشهر - يتأمل تيارات الماء التي تجوب سطح البحيرة، وهي تمر من أمامه كل تارة بشكل يختلف عن سابقتها، سواء بلون الماء، أو بما تحمله من تحف الأرض الواسعة، تذكر اليوم الخميس وهو قادم إلى مركز عمله في ساعة الصباح الأولى، كيف نجا هو وسيارته، عندما حاصرته مياه الأمطار بسيولها الجارفة، في بحيرة عظيمة في أحد الشوارع المنخفضة، وكاد يكون في عِداد الذين يُسجَّلون يوميًّا مع الكنوز التي تحتويها أعماق البحار منذ مئات السنين، سرت ارتعاشة هزت كِيانه، وتراجع بضع خطوات إلى الوراء، ربما كان ذلك من جرَّاء مقارنته بين المشهدين، أو ربما كان من قتامة المشهد الثاني، وحيوية الحركة والفعل فيه، تنبه إلى الوقت من خلال النظر إلى ساعة يده، وتحفز للعودة إلى مكتبه، ولكنه عندما جلس خلف مِقْوَد السيارة رأى الورقة الصفراء، وكأنها ورقة شجرة في خريفها مستلقاة على المَقعَد بجانبه، ومع أنه تذكر ما تحتوي تلك الورقة إلا أنه آثر تناولها، وأخذ يقرأ ما جاء فيها، وذلك بعد تَكرار قد وصل العشرات، ولفت انتباهَه التوقيعُ المتكلف لرئيس مجلس الإدارة.

 

ما أهمية وجود هذه الورقة؟! سؤال طرحه كثيرًا منذ أول دقيقة من صباح هذا اليوم الذي استلمها فيها، بل وأسئلة أخرى لم يحصرها تراكمت، وأجوبة تزاحمت على مداخل كل سطر، كانت مساحة العمل تبدو وكأنها حالةٌ عسيرة بضوابطها الزمانية تحيط بهيكل المدير، وهو يتقمص مساحة الكرسي الذي يدور في كل الاتجاهات، ولكنه راسخ في مسام كتيم لا تنبت فيه حياة!

 

آثر العودة إلى مكتبة، نعم، وتذكر الستارة التي كانت مُسدَلة على وجه النافذة الوحيدة الموجودة في غرفة المكتب، تساءل باندهاش غريب: لماذا لم تنقشع هذه الستارة من قبل؟! أو لِمَ لَمْ تنقشع منذ الأيام الأولى لاستلامه منصب المدير؟! وسأل: ما الفائدة من عودته الآن إلى المكتب؟! وابتسم قليلاً، ثم ما لبثت الابتسامة أن تحولت إلى قهقهة أطلقها إلى عنان السماء، قال في قرارة نفسه: ربما حتى ولو كانت ساعة واحدة، سأفعل، وسأعمل، وسأطبق كل الذي رأيته من خلال النافذة بعد انقشاع الستارة! مضى مسرعًا ينفث ضبابة سوداء كثيفة من عادم سيارته، ربما كان يسابق الزمن، وربما كان يلاحق خيوطًا متلألئة مضيئة، بدت له من أفق السماء الداكن، ولكن مع كل هذا وذاك لن يجد سوى مساحة ضيقة، أتاحها انقشاع الستارة في متناول يديه!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة