• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

مراتب وانكسارات

مراتب وانكسارات
أ. سميرة بيطام


تاريخ الإضافة: 2/11/2014 ميلادي - 9/1/1436 هجري

الزيارات: 6625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مراتب وانكسارات


هل يَحِقُّ لي أن أتساءل عن حال الدنيا اليوم؟ أو أن أصحِّح تساؤلي، وأختار لي مضربًا بثَّ الكثيرَ من القلق والفشل والانكسار؟ فهل أتساءل عن حال الناس اليوم؟

 

أرْقُبُ كلَّ ليلة قمرًا مضيئًا يزيح عني إرهاق اليوم والليلة، وهل يحق لي بالمرة أن أسأل مع كل فرصةٍ: لماذا تغير صفاءُ القلوب هكذا فجأة، وانقطعتْ أواصرُ الوُدِّ والرحمة والتفاؤل الذي كان يحدو الكبير قبل الصغير على حين نظرة؟!

 

في لغة العيد سبَقَ سكونٌ وروتين يخبو نوره عيدًا بعد عيدٍ، فظنَنْتُ أن أحياءً أَضْفَوا للحياة بهاءً وإحساسًا بالعيش السعيد، ثم فجأة رحلوا إلى جوار الله؛ فلم يَعُدْ لنا متعةٌ ولا إحساس بنكهة حياة اليوم بعد رحيلهم؛ لفراغ أماكنهم الطيبة!

 

أُنْصِت لرنين الطير في تغريدةٍ حزينةٍ، بالكاد أستمِعُ لرَوْنَقٍ بسيط جدًّا لا يكفي إبداعي أن يجولَ بي الخاطر إلى حيث أتمنى، فلستُ أبتدئ من منطلقي ولن أنتهي في منتهاي؛ لأني أعشَقُ الإبحار عاليًا وبعيدًا؛ حيث لا أستجيب لنِداء أحدٍ، ما عدا نداء الصلاة الذي يشعرني أن الوجود جميلٌ، فيجب أن أراه جميلاً!

 

هي هكذا نواميس الكون الدقيقة، ومراتب البهاء الحلوة، لكني حزينة اليوم على حالٍ يُنبِئُ بالكثير من المتاعب، ولك يا قلمي أن تُتمْتِمَ فتُخطِئَ، وتُعيدَ الكَرَّة بين أناملي، حتى أجد لي متنفَّسًا يُرضي طموحًا بعد أن قرَّرتُ تجاوزَ كل انكسار!

 

راودتْني تساؤلات عديدة، لكني اخترتُ أفضلَها بقيمةٍ تلبي حاجة أي متسائل: فهل لنهاية الزمان دلالات؟ أو إنَّ ماديَّات الدنيا سيطرتْ على كل النوايا؟

سأغير الكلَّ، وأكتفي بمعظمه لأتركَ قليلاً من الأمل؛ فنحن في أمسِّ الحاجة إلى الأمل - ولو قليلاً - لنَكفَّ عنَّا خطابًا يتلوه خطابٌ، وحوارًا يكفُّه رضاءٌ، واستعدادًا يُلبِّيه احتياجٌ... نعم، احتياجٌ أن نغيِّر ما نَقْدِرُ على تغييره؛ لنستمرَّ في الحياة، ويستمر بنا المسار إلى حيث نريد ونأمل.

 

إن المفاهيم الوافدة، والتقارير الوافية، والشهادات الواعية، تلبِّي فينا فكرةَ التغيير عن قناعة منَّا: أن التمحيص واردٌ لكل شاردة مِن شوارد الفكر المُنْبَثق عن قاعدة: أن ترجماتٍ عديدة تُعطينا لمحةً عما نحن فيه مِن إرهاصات كثيرة، فهل استوعبتَ يا قلمي سفريَّة مميزة تريد منك إنتاجًا نثريًّا يَخترِقُ الملل؟

 

إن كان عليَّ أنا فسَأُضِيءُ شمعتي التي اعتدتُ ملامسة الرِّقَّةَ فيها وشعاع النور بلطفٍ، حتى إذا انعكس بريقُ الإضاءة منها في عيني اكتفيتُ بما أردتُه منها من تنويرٍ للمكان الذي أجلس فيه، فلستُ أختارُ لي مجلسًا واسعًا أو قلمًا قد ينكسر بين يدي على غفلةٍ مني؛ فقد يُسكر النوم فيَّ نشاطًا اسْتَرْسَلَ فجأةً بعد مضاربات عديدة مع مَن سعَوْا لئلاَّ توقَدَ شمعةٌ واحدة بعد اليوم، بعد لحظة التفكير في حال اليأس التي تعيشها أمة لطالما انتظرت خلاصًا مُفرحًا ومُنْهِيًا لكل فصول الخِصام.

 

لطفًا أيها القلمُ، إني في رقَّة المشاعر أستسلم لمقام آخرَ، فيه الكثير من التفاؤل - ولو أنَّ شمعتي تحيط لي حيِّزًا ضيقًا - لكنها نظرة الشوق لغدٍ أفضل، حتى وإن ازداد سوادُ الليل ظلمةً، ومهما ارتفعت نداءات اليائسين فجأةً في أنْ لا حل!

 

عفوًا، هل راجعتم كنوز التقوى، وأخذْتُم زاد المسير الذي يكفيكم لتكملة مشوار البناء الصعب قبل أن تُصرِّحوا أن لا حل؟

قد لا أجيبك يا قلب عمَّا يجول في تخميني حتى الغد؛ لأنه لكلِّ مقام مقالٌ، ولكل سؤالٍ جوابٌ، ولكل حدثٍ مَقاسٌ، ولكل رغبة طموحٌ يكفيها، وبلونِ التألُّقِ سأنتقي أحلى الألوان أزرقَ بلون السماء، ألوِّن به مساحة صفحتي خارجَ نطاق الكلمات الوضيئة، لحين تتفوَّق مراتب التفاؤل والإرادة على لحظات اليأس، بعد أن يُزيِّنها لجام الصبر، ويدفع بها أنينُ التحدي إلى ما فوق رُبوع الجبال الشامخات الراقيات؛ فتجبر كسور اليائسين، بعد أن يستوعبوا درسًا واحدًا: "أن لا شيء يَدُوم على حاله"، فكما للظلمة إشراق، وللنهار ظلام، فإن للعسر يُسرًا، وبتَكْرار اللفظ يكون التأكيد على أن لا شيء يستمر كما هو، وإلا لفَترتِ الأبدانُ، وَلَمَلَّتِ القلوب، ولسكتَتِ الأرواح، ولخرِصَتِ الألسن؛ فتصبح الحياة فعلاً لا معنى لها، لكن ما دامتْ مهمة الطير هي التغريدَ مع كل إشراق، ودورُ الديك هو الصياحَ مع كل إصباح، فلْيَسْتَبْشِرِ الكلُّ بالخير؛ فنواميس الكون منضبطة، ولحظات الفرَح قريبة!

 

فقط، لا داعي لليأس؛ حتى لا ينهارَ الصرحُ المجيدُ، فالإنسانُ ينتهي بداخله وبأفكاره البالية قبل أن تكسره صعوبات وعراقيل بادية في خارجها؛ لذلك كان لزامًا على مراتب التقوى أن تسموَ فوق كل ضعفٍ، وستسمو فوقَ كلِّ انكسار - بإذن الله تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
12- لا شكر على واجب
أ.سميرة بيطام - الجزائر 12-11-2014 09:07 PM

أسيل اماني ..لا شكر على واجب ..بالعكس أنا مقصرة..
دمت طيبة.

11- ما أحلى كلماتك!
أسيل اماني - الجزائر 12-11-2014 08:36 PM

تحياتي لك أيتها الأستاذة المحترمة لأنك جعلت كلماتك في أنفسنا وجود فما أحلاها وأرقاها أنها تعبر عن شتى العواطف الإنسانية وأشكرك جزيل الشكر على مقالاتك الرائعة وأشكرك جزيل الشكر وأكرر شكري لك آلاف المرات

10- لا يأس مع الله
أ.سميرة بيطام - الجزائر 11-11-2014 09:34 PM

أختي نور الهدى من المغرب تحية طيبة و بعد:
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المؤمن بين خمس شدائد: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله، ونفس تنازعه، وشيطان يضله"..و عليه فالمؤمن مطالب أن يتسلح بسلاح التقوى حتى لا يضل الطريق وطريق الحق محفوف بالصعاب ، وعليه فالانكسارات موجودة وحتى يمكن تفادي تاثيرها على إرادتنا لابد من اليقين بالله أن أمر المؤمن كله خير وما عليه إلا الصبر والتوكل على الله وعدم اليأس حتى لا يضعف ومن ثم يفشل وبالتالي يضيع الهدف.. للأسف سند الأخوة ضعيف نوعا ما في هذا الزمن بسبب المادة والمصلحة، ولكن على المؤمن أن يضع نصب عينيه مرضاة الله وأن الله هو المعين له فيزداد قوة وصلابة وباذنه تعالى يتخطى المحن فتتحول إلى منح وفرح لأن مع الصبر يأتي الفرج ولا وجود لنجاح حقيقي ما لم تدفع لأجله ضريبة ولا شيء يأتي بالسهل على الإطلاق وما جاء بالسهل يضيع بسهولة.. ثقي في الله وكل شيء يكون على ما يرام مهما اشتدت العواصف.

9- شكرا لمرورك القيم
أ.سميرة بيطام - الجزائر 11-11-2014 07:48 PM

الأخ الفاضل ابراهيم الحسين أبو بسام شكرا لتعقيبك القيم..ما دامت السنة ثابتة فلن نرضى لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.

8- سؤال لو سمحت
نور الهدى - المغرب 11-11-2014 06:45 PM

أستاذة سميرة المحترمة و المبدعة لي تساؤل :
كيف نحقق الهدف في هذا الزمن و من غير انكسارات فاشلة؟
وشكرا لقلمك المبدع والمميز.

7- ((لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس)).
ابراهيم الحسين ابوبسام - السودان مقيم بالسعودية الرياض 11-11-2014 01:27 PM

أستاذتنا الفاضلة : ( سميرة بيطام) لك الشكر على هذا القلم الرائع المبدع .
إذا اشتد الحبل انقطع , وإذا أظلم الليل انقشع , وإذا ضاق الأمر اتسع , ولن يغلب ...عسر يسرين .
• تفكر في رحمة الرحمن ،غفر لبغي سقت كلباً، وعفا عمن قتل مائة ، نفس ، وبسط يده للتائبين ودعا النصارى للتوبة.
• بعد الجوع شبع ، وعقب الظمأ ري، وإثر المرض عافية ، والفقر يعقبه الغنى، والهم يتلوه السرور ، سنة ثابتة

6- شكرا للشرح الوافي
أ.سميرة بيطام - الجزائر 04-11-2014 06:14 PM

عطر القلم المصري يضفي لقلمي رونقا و بهاءا بفيض الشرح الوافي خاصة لما يستمد الكلام من القرآن و الحديث..شكرا لأبناء الحضارة المصرية على الترتيب محمد عبد الحليم سليمان وأختي المصرية..جزاكما الله عني كل خير..لكما مني كل التقدير.

5- صياح الديك
مصرية 04-11-2014 04:27 AM

على ذكر قولكم :"ودورُ الديك هو الصياحَ مع كل إصباح".
أحببت أن أشارك بذكر ما جاء عن الديكة في السنة الشريفة، فقد أخرج البخاري(3303)، ومسلم (2729)عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا". قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 353):"
قوله:" فإنها رأت ملكًا"، بفتح اللام، قال القاضي عياض: كان السبب فيه رجاء تأمين الملائكة على دعائه واستغفارهم له وشهادتهم له بالإخلاص".
وعن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة". أخرجه أحمد (21679)، وأبو داود (5101)، وابن حبان (5731). قال النووي في "رياض الصالحين":"رواه أبو داود بإسناد صحيح". قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 353):"قال الحليمي: يؤخذ منه أن كل من استفيد منه الخير لا ينبغي أن يسب ولا أن يستهان به بل يكرم ويحسن إليه. قال: وليس معنى قوله:"فإنه يدعو إلى الصلاة"، أن يقول بصوته حقيقة: صلوا أو حانت الصلاة؛ بل معناه: أن العادة جرت بأنه يصرخ عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله ".
وقال أيضاً:"وللديك خصيصة ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطًا، لا يكاد يتفاوت ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده لا يكاد يخطئ سواء أطال الليل أم قصر".
تقبلي تحياتي ودمت على خير.

4- « بورك في هذا القلم »
محمد عبدالحليم سليمان - جمهورية مصر العربية 03-11-2014 01:51 PM

دائمًا نتعلم منكِ أستاذتنا الفاضلة : (الأستاذة سميرة بيطام) ؛ شكر الله تعالى لسيادتكِ ، ولا حرمنا الله منكِ ومن قلمكِ المميز ؛ تقبلي تحياتي وشكري .

3- تنبيه
أ.سميرة بيطام - الجزائر 03-11-2014 11:37 AM

أرجو من القراء الأفاضل التفاعل مع مقالاتي و فهم العبرة و الحكمة و توجيه تساؤلات إن لزم الأمر.. فقلمي لكم و تحت طلبكم حتى في كتابة نوع المواضيع التي ترغبون لأني خصصت وقتا لكم من أجندتي المكتضة بالالتزامات ..و لكم مني ألف شكر و تقدير و احترام وإن كنت لست أفي حقكم من كل ذلك..

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة