• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

صيد اليمام

صيد اليمام
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 9/9/2014 ميلادي - 14/11/1435 هجري

الزيارات: 3660

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صيد اليمام


جمع الكاتب أدوات الصيد وخرج للحقول عازمًا على النَّيل مما تداعى فوق رأسه كتداعي اليمام على البُحيرة العذبة، ولسان حاله يقول: تلك البحيرة وذاك الأخضر، ثم التفت حوله يبحث عن الوجه الحسن فلم يجد إلا صورة وجهه التي بدت جميلة على صفحة الماء الرائقة فقال في زهو:

وأنا الوجه الحسن.

 

ثم شرَع يُعمل سنَّ القلم في الورق واحدة تلو الأخرى يخطُّ خطوطًا ويقول:

أبدأ بالمقال ففيه الجد والاجتهاد، ومناظرة العباد، والمناقشة والمداوَلة؛ فيسطِّر سطرًا أو سطرين ثم سرعان ما تطيش به الفكرة فتُسلمه إلى هواه، فيخشى أن يُتَّهم بالانحياز لمن يحب فيرفع سن القلم عن الورق فتغيض الفكرة رغم فيض الأحبار، فيَنصرف إلى القصة ويقول معللاً لنفسه:

القصة أفضل وتلك أجواؤها، وإنها الأولى الآن؛ إذ فيها عُنصرا التشويق والإثارة، علاوة عن ومضتها الجذابة التي تَبهر القراء، حلَّق في عوالم الطبيعة واستجدى الشمس العازمة على الرحيل والسحب والشجر والماء فأعرضوا عنه.

 

وقبل أن يتسرَّب اليأس إلى أنامله النَّشِطة قال:

فلتكن الخاطرة، فهي كالقاطرة نادرًا ما تأتي، سريعًا ما تذهب، إذا لم تجد مَن يُجيد التعامل معها والقنص لها، فاستجداها فما استجابت ولا قالت له: "هيت لك"!

 

تمكَّن الذي كان يخشاه منه، فألقى الأوراق وفيها بقية مما خطَّت يمينه، بدأت تتطاير لتستقرَّ على صفحة البحيرة فيُمحى ما بها من سطور غير آسف عليها، وأما القلم فدكَّه في الطين دكًّا دكًّا، وراح يضرب في الأرض حيرانَ له أفكار تدعوه لصيدها ثم سرعان ما تذهب عنه وتفرُّ فرارًا.

 

أشاح بوجهه عمَّن كان يَستجديهم فإذا بصياد اليمام من بعيد يجهز أداة صيده استعدادًا لمرور السرب الغادي فيصوِّب ناظره على آخر يمامة تخلَّفت وتأخرت عن أترابها، فيجعلها هدفه فتقع في جعبة رزقه المقسوم بإذن ربه.

ابتسم الكاتب وقال: قد أفلح الصياد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة