• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

كالعادة... ولكن

أنس محمد خير يوسف


تاريخ الإضافة: 12/5/2007 ميلادي - 24/4/1428 هجري

الزيارات: 7068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
كالعادة... كنت أزور إخوتي وأحبّتي من الموظفين بمقر عملي السابق...
 كنت كلّما زرتهم أرى الابتسامة تعلو محيّاهم، والسعادة تغمرهم من كلّ جانب، والترحيب يُرمى عليّ من كلّ حدب، فمن قائلٍ: بشّر؛ لعلّها رجعةٌ أبديّة، ومن قائلٍ: لعلّ عملك استغنى عنك لتعود إلينا، ومن قائلٍ: لعلّك تراجعت عن استقالتك...

كان الصّخب، والذهاب والإياب، والسؤال والجواب يعجّ في كلّ مكان.. حتى النادل لم يتغيّر سؤاله العابر: ألن تشرب شيئاً أيها الزائر..

ولكن هذه المرة... رؤوسٌ مطأطئة.. وخطاً متئدة.. وأهدابٌ نائمة.. وروحٌ ناعمة.. صوتٌ خافت.. وجسمٌ راعد.. لاسلام ولا كلام.. ولا ابتسامات على الدوام...حتى النادل.. بابه مغلق؟!

صوتٌ بعيد.. من جسمٍ قريب.. ينادي بحشرجةٍ مؤلمة.. ونفخة ضيّقة، أحسن الله عزاءك يا أخي؟؟

بدهشة ورعشة، سألته: فيمَن يا حبيب؟!

وبجفونٍ ذابلة.. وصوتٍ بارد.. أجاب: في أخينا إسحاق الكشميري..

ويأتيني اتّصالٌ من صديقٍ قديم: أخونا إسحاق مات!..
لقد ترك عندي قارورةَ ماء قبل نصف ساعة.. وقال: سأعود لآخذَها إلى منزلي.. لم يهنأ حتى بالماء في لحظاته الأخيرة؟

وآخر على الدّرَج ذو جسمٍ ذائب، وأصابع ملمومة، يقول: لقد أخذ منّي خطاباً قبل ساعة ليوصلَه إلى أحد الأشخاص.. ولكّنه في الطريق تعرّض لمضايقةٍ من شاب متهوِّر بالسيّارة؛ ففقد التحكّم بمقودها، واصطدمَ بعمود؛ فأصبحت سيّارته كقطعة عجين، وهو يئنّ بداخلها من شدّة الألم، وينظر بحنان إلى الجمهور، وما إن وصلت سيّارة الإطفاء؛ لتطفئ الحريق وتقطع الحديد؛ حتّى فارق الحياة..

آه يا إسحاق.. لقد كنت رمزاً للكفاح في سبيل تأمينِ لقمة العيش لأهلك وعيالك، لقد كنت تفكّر دائماً بعمل إضافيٍّ لتأمين المال لذويك.. وهذا حالنا..

لم أستطع إكمال الجولة على بقيّة الأصحاب؛ فلا أحد في مكانه، والكلُّ مشغول بالخبر، وذِكرُ اسم المرحوم على كلّ لسان وفي كلّ مقام..

عزّيت من أستطيع.. وبخطاً بريئة انطلقت خارج المقر.. وعدت سارحاً محلّقاً في عالم البرزخ أتساءل عن روح الصديق القريب.. البعيد..
وإذا بسيّارة من أقصى الغرب تعكس الطريق باتّجاهي واتّجاه الشّرق.. بتهور عجيب.. ودخول غريب.. تفاديته بإلهام من الرحمن.. فنظر إليّ وأشار بالسلام.. لم أستطع ردّ السلام .. وقلت في نفسي: ألا تخاف أن يكون هذا الدخول كالعادة ولكن..




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- ماذا عساني اقول ؟؟؟
لامعة في الأفق - السعوديـــة 27-06-2010 12:18 PM

من أروع والله من أروع ما قرأت .....سلمت أنامل كاتبها ....أشعر كل كلمة تدخل بأعماقي ...اختيار الكلمات بالنصف الأول من المقال والوصف للمكان والصوت عميق وجدا مؤثر كعبرات وانتقاء تعيشك بنفس المكان....والجزء الأخير كمعنى نغفل عنه نسأل الله الرحمة
..شكرا لكاتب الموضوع وليته يعود ويكتب لنا من روعه قلمة...

6- سأحاول ان استمر
.............. 09-08-2009 04:05 PM

استاذي أنس سلمت اناملك
حينما تجبرنا الظروف على البعد ..... في آخر لحظة نتمنى ان نقول لمن نحب اشياء واشياء لكن اعرف انه لاتوجد عبارة استطيع ان اعبر بها

5- آهات
من ذكرى الماضي الجميل - السعودية 17-01-2009 11:17 AM
قصة مؤثرة
أمد الله بعمرك وأبعد عنك كل أليم
نتمنى ان يعود قلمك لنا على خير

شعور فقد الاصحاب شي يؤلم وخصوصا إذا كان حبهم في الله لا اعتقد ان حبهم سينتهي حب في الله بخصال لايمتلكها غيرهم
عندما كنت اقرأ في قديم ذلك الانسان الذي ملك كل مشاعر الحب في الله تألم قلبي لا اعرف كيف اوصل له تلك المشاعر الصادقة
سأذكر كلمات تصور مشاعري

رحل الكرى عن مقلتي وجفاني وتقرحت لرحيلكم أجفاني

نفسي تتوق إلى اللقاء فإنه يزداد عند لقاءكم أماني

قد كنت أطمع بإجتماع دائم واليوم أقنع باللقاء ثواني

ما قلت زوراااا حين قلت أحبكم ما الحب إلا الحب في الرحمن

يفنى ويذهب كل حب كاذبا وتبدل الأشواق بالإضغان

أما إذا كان الوداد لخالق فهناك تحت العرش يلتقيان

إني لأذكركم إذا نجم بداااا وإذا ترآآآآآآآء الفجر للعينان

وإذا جلست مع الأحبة سامرا وإذا نظرت إلى أخي بحنان

إني لأذكركم فيسقط في يدي فأظل لا أقوى على التبيان

قلى بربك هل صدقت مودتي

فلقد صدقتك منطقي وجناني

ولقد بذلت البعد أقصى قدرتي والعذر عما ليس في امكاني
وهبتك الحب القديم ولم أزل أُعطِيكهُ غض بلا ميزان

4- شكر
أنس يوسف - السعودية 04-09-2007 12:05 AM
أشكر لك مرورك الكريم أخي الحبيب خالد
3- عزائي لك صديقي بأهداب نائمة وجفون ذابلة
خالد عبدالله - السعودية 03-09-2007 04:22 AM
سرد لواقعة أكثر من رائع
وأسأل الله أن يبعدك عن كالعادة ولكن ..
2- شكر
أنس يوسف - السعودية 24-07-2007 10:18 PM
شكراً على التعليق
1- كالعادة ولكن ..!
أمل مطر - السعودية 24-07-2007 01:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

استمتعت بقراءة قصتك رغم بساطتها و قصرها ..

دمت رائعاَ كالعادة ..!
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة