• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أماه .. كنت لنا سر الحياة ثم رحلت إلى الله

خميس النقيب


تاريخ الإضافة: 8/7/2014 ميلادي - 10/9/1435 هجري

الزيارات: 19044

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أماه .. كنت لنا سر الحياة ثم رحلت إلى الله

 

أماه أماه، كنت بحق هبةَ الله، وسر الحياة، ونور الجباه، وطريق النجاة.


أماه أماه، كنت بحق منبع الحنان، ونور المكان، وروح الزمان، وفجر الإحسان.


أماه أماه، كنت في الشتاء الحضن الدافي، وفي الصيف المعلم الصافي، وفي المرض البلسم الشافي، وفي الصحة المنجم الكافي.


أماه أماه، كنت متجر الأحلام، ومصنع السلام، وأحلى الكلام، وأولى الأرحام.


أماه أماه، كنت الدرة المصونة، والجوهرة المكنونة، والقوة المعينة، واللؤلؤة الحنونة.


أماه أماه، كنت الروح المتألقة في كل مكان، والشعاع الذي يمنحنا الأمن والأمان، والقلب النابض بالعطف والحنان، والأمل الملهم للصبر والسلوان، كم عانيتِ من أجلنا، وتحملت صرخاتنا صغارًا، وعالجت مشكلاتنا كبارًا، تسهرين لننام، وتجوعين لنشبع، وتشقَيْن لنسعد!


أماه أماه، كنت لنا جنة في الدنيا، تذكريننا بنعيم الآخرة، فكنت لنا السدر المخضود، والطلح المنضود، والظل الممدود، والماء المسكوب، والفاكهة الكثيرة لا ممنوعة ولا مقطوعة، كيف لا وقد جعل الله الإحسان إليكما والاهتمام بكما بعد عبادته مباشرة فقال جل وعلا: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، كيف لا وقد قال من قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددتَ شعبًا طيِّب الأعراقِ

 

كنتِ لنا يا أمي الإحسان الموصول بالإيمان، والجنة الوارفة الظلال، نأكل من ثمارها، ونسرح في أنهارها، ونتفيأ ظلالها، والمدرسة العالية الجودة، تعلمنا فيها الحب والحنان، وعشنا في ربوعها الأمن والأمان، وتخرجنا منها بالعطف والروح والريحان!


أكرمنا الله بدعائك لنا، ووفقنا الله برضاك عنا!


دعوتِ لنا يا أماه حتى كبِرنا، ودعوت لنا يا أماه حتى تزوجنا، ودعوت لنا يا أماه حتى حججنا، ودعوت لنا يا أماه حتى بنينا وفرحنا، ثم رحلت عنا يا أماه، آه، آه والله لولا أنه قدر الله لكرهت الحياة، ولولا أنه أمر الله لفقدت النجاة، إنا لفِراقك يا أماه لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، فهذا مصير الأولين والآخرين، ولِمِثْل هذا فليعمل العاملون!


اللهم إنك تعلم أن أَمَتَك كانت صوامة قوامة، تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، والأيام البِيض من كل شهر، وشهر رمضان من كل عام، وكانت تقوم من الليل خلف زوجها ما وفقتَها، فاجعل كل ذلك في ميزان حسناتها.


اللهم إنك تعلم أنها كانت توَّاقة لزيارة بيتك المحرم، فوفقتها لزيارته، وأجبتها لحجه، فاجعل لها مكانًا مع عبادك عباد الرحمن!


اللهم إنك قبضتها في فجر الخميس في شهر رمضان، فشفع فيها الصيام والقيام والقرآن، واجعَلْها من عتقائك من النار، واجعلها من أهل الجنة، وتقبَّلْها في الصالحين!


اللهم إنك كنت تكرمنا من أجلها ولدعواتها، فوفقنا للعمل الصالح من بعدها تكرمنا من أجله، فأنت الموفِّق، وأنت الكريم، وأنت على كل شيء قدير، اللهم أكرِمْ نُزلَها، ووسِّع مدخلها، ولا تفتنَّا بعدها، ولا تحرمنا أجرها، واغفر لنا ولها!


والدتي الغالية، ما فقدناك؛ فأنتِ روح تسري فينا، وما نسيناك؛ فأنت غنوة لا زالت تنادينا، وما ودعناك؛ فأنت الغطاء لا زال بعد الله يحمينا!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة