• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

غياب ( قصة )

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 2/7/2014 ميلادي - 5/9/1435 هجري

الزيارات: 3439

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غياب


إن التي كانت تزاحمه طعامَه وتنغِّص عليه لذة الأكل بعد جوع ويوم طويل، ليست موجودة الآن، وإن طبق السمك الشهي هذا لا يقوم به غيري، هكذا سولَّت له نفسه.

 

تربَّع يلتقط أولى اللقيمات ويعيش لذة التذوق، ويحيا حلاوة الإشباع، تذكرها، فإذا هو محبَط، فأعاد اللقمة ثانية إلى موضعها بالطبق ليسأل:

أليس غريبًا أن تختفي تلك الشقية المتعِبة في الوقت الذي أدركت وتعوَّدت على أنه وقت طعامي، تراها أين ذهبت؟!

 

سلَبه الشغف، وكذلك القلقُ، بعضًا من كياسة ورشد، فنزل الشارع بحذاء ممزَّق وثياب لا تليق بالخروج، تحسّس يمينًا ويسارًا قبالة الدار وعلى جانبَيها، يكاد الشغف والقلق يستوليان على ما تبقى له من فِطنة وتماسك، ليسأل عن مفقودته، لكن سرعان ما استعاد فِطنتَه، وتجمَّل من بعد شغف، وأظهر عدم القلق، وتنحَّى عن السؤال عنها لما أحس في ذلك من مَعرّة له فيما بعد ينقلها عنه الوشاة النمامون، عاد للدار وما زالت اللقمة التي كادت تلج فمه متروكة تنتظر.

 

استدعاه اللذان ظن أنه ناجٍ منهما فانصاع مِطواعًا لما سألاه:

أتراها لن ترجع ثانية؟!

يستنكر: لا

ويجيب:

ربما تعرفت لبيتٍ طعامه أزكى وأشهى، أو لدار أهلوها كرماءُ حتى ولو كانوا معها اليوم كرماء وسوف يحسنون ضيافتها، فغدًا سيملُّون أفعالَها وتكديرها ساعات الصفو، ليس لها غيري، ولن يتحمَّل أحد متاعبها إلا أنا، وما زالا يحلِّقان فوق أمِّه ليصفعاه صفعةً يرد بها إلى الواقع، فبحث في ملفاته القديمة معها يحاول أن يعثر على ذكريات تبرِّرُ لها الهروب إن كان قد نهرها مرة، أو حَرمها طعامًا، فلم يجِدْ ما يستدعي الهروبَ.

 

استسلم للواقع وما التفت لطعامه الذي سمج.

 

فجأةً أبصرها من خلف زجاج النافذة المموج، همَّ سريعًا يفتح لها الشباك، يخشى أن تكون شبحًا للمشتاق فيرجع كاسفَ البال.

 

قفزت في طبقه الشهيِّ، التقمت اللقمة التي كانت تنتظره، تنفَّس الصعداء، وشرب شربة ماء بعدما أكلت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة