• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حكاية لم تكتمل ( قصة )

حكاية لم تكتمل ( قصة )
لطيفة أسير


تاريخ الإضافة: 22/6/2014 ميلادي - 23/8/1435 هجري

الزيارات: 6464

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكاية لم تكتمل


استبدَّت به الوحشة مجددًا فآوى إلى ذاك الركن الكئيب الذي اعتاد ارتياده كلما جنَّ عليه ليل الأشواق، يُدبِّجُ ما بقيَ مِن ذكريات، ويستحضر بعنفوانٍ ذاك الماضي الجميل الذي مضى كلمْحِ البصر في حياةٍ تقلَّبت جلُّ مراحلها في بؤس شديد.

 

جرَّب أن يَحيا بغير إرادته، فلم يجنِ من ذلك غير بؤس الحياة وضنكِها، كانت تتراءى له الأشباح نهارًا وهو يطوف بين قومٍ حكَم القضاء بوجوده بينهم، قاسم مشترك كان يربطه بذاك المكان، وهي رحمٌ تعهَّد أن يَبُلَّها ببِلالها، ولا قِبَل له بقَطعِها.

 

تنَفَّس الصُّعَداء بين ركام الكآبة هذا حين منَحه القدَر هِبةً ملائكية، فهبَّت نسماتُ الفرح تُصافحه كلَّ يوم، وكأنها وقودُ الحياة الذي كان يَفتقِده، فدبَّت في أعماقه مُتعة لا قِبَل له بها، متعةٌ كان يعتقد أنها ضربٌ من ضروب حكايات الخيال التي عجَّت بها روايات العشاق التي كان يَلتهِمها التِهامًا، ويَدفن أحزانه بين ثناياها حين لا يجد قلبًا يُشاطره همومه وتطلعاته.

 

ها هو اليوم يكتب اسمه بمداد من ذهبٍ في لائحة المَحظوظين، وها هي الدنيا ترفع عنه ستار الشقاء وتُلبسه زينة من زيناتها، وتَهَبُه كنزًا من كنوزها، أوَليست المرأة الصالحة كنزًا؟!

 

لا زالت ذكرى أول لقاء تغازل مخيلته فـ"وحدها اللحظات الأولى تَستوطِن الذاكرة بجنون"، جلَّلها الحياء يومَها فكانت كلماتها مجرَّد أجوبةٍ على أسئلة فضولية تحاول أن تغوص في هذا الكائن العجيب، لكن مع الأيام أجاد السباحة في ذاك اليمِّ، وكم عشق فنون الحياة في رحابها! وكم كانت أحلامهما بريئةً تُحاكي براءة مَشاعرهما وعُذرية علاقتهما: بيت يأويهما، وقِسط من المال يستعينان به على العيش، وكثير من العمل مِن أجل طموحٍ سكَنَهما وقرَّرا العمل لأجله معًا.

 

ظنَّ لوهلةٍ أنه طلَّق الأحزان طلاقًا بائنًا، لكن نسيَ أن العصمة لم تكن بيده، وكيف تكون بيده وهو ما اختارها يومًا، هي مَن زارته ذات يوم فألِفَت أحضانه، وأبتْ إلا أن تُرافق مسيرته في هذه الدنيا، وقبل أن يتمادى في انشراحه ويُطلِق العنان لفرحة قلبه، هتكَ غراب البين ستار حلمه، وأفاق على حين غفلة من قصة لم يظفَر منها سوى بالذكريات، فغدت بسماته أنينًا يهتزُّ له جوفه كما يهتز المرجل، وأضحى "قَتادًا عِنْدَه كُلُّ مَرْقدِ".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- حكاية لم تكتمل
saida zouhair - Maroc 22-06-2014 08:51 PM

قصة معبرة أختي لطيفة رغم أنها حزينة. نسأل الله التوفيق في مسيرتك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة