• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

المعتوهة ( قصة )

المعتوهة ( قصة )
سناء سليمان سعيد


تاريخ الإضافة: 17/6/2014 ميلادي - 18/8/1435 هجري

الزيارات: 4458

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعتوهة


رأيته يَترك السيارة ويهرب مسرعًا، لم أدْرِ لماذا يَهرب؟! ولم أعرف سببًا لذلك، ولكني كالعادة التي يستمتع بها الجميع، حب الفضول قتلني لمعرفة ما السبب وراء هذا الرجل؟!

 

وبدأتُ من هنا في الاستمتاع بمراقبته، والتفنُّن في التنصُّت عليه، بل وفي تصويره بهاتفي البسيط، ولكن دائمًا ما تظهر الصورة مُعتمة، لم أتحقَّق منها جيدًا، فأدركت أن التصوير حيلة غير مُثمرة بالنسبة لما أريد معرفته.

 

وقررت المراقبة الفعلية له، يخرج وأنتظر وراء شبّاك حجرتي، يَمشي وأنا أتابعه بدقات قلبي المرتجفة والسريعة جدًّا لدرجة أني أسمعها جيدًا، وصوتها كاد يُغطِّي على تركيزي وسمعي له، أدركت حينها أنني خائفة أكثر من أني متابعة ومراقبة له، ولكني أستمِرُّ - رغم معاناتي الليلية في الخوف والرعب - وأظل ملتصقة في الشباك ومتشبِّثة به، كأنه سيدخل غرفتي ويختطفني منها أو يقتلني أو ما شابه ذلك، وتنتابني الأفكار السيئة رغمًا عني، ومع ذلك أتابع بكل تركيز، إلى أن يَنقطع تركيزي ويزداد خوفي بل رعبي منه حين يدرك باب السيارة ويفتحه ويقف برهة يتنقَّل بنظره يَمنةً ويَسْرةً حوله في كل مكان، وأنا أموت خوفًا من أن يراني، كلَّ يوم على هذا الحال، إلى أن جاء اليوم الفاصل؛ لقد رآني! نعم؛ رآني بالفعل! ماذا يفعل؟ إنه ينظر إلى أعلى! نعم؛ ناحية منزلي وشبَّاكي! يا ويلتي! ما هذا؟ تسمَّرَ مكانه وفتح عينيه على اتساع حدقتها، ومشى بضع خطوات قصيرة لا تُعدُّ، وتحقَّق مني! نعم؛ لقد تحقق من وجودي، وتأكد من متابعتي له كل ليلة وفي نفس الميعاد!

 

تملَّكني الخوف والرعب، وظننتُ أنه سيَقتلني في حينها؛ ولكنه تركني وذهب، وبدلاً من أن يسير بالسيارة، أخرج المفتاح وأغلق بابها، واتّجه ناحية منزله، وقبل أن يدخل اتَّجه إلى ناحية منزلي وكأنه يوجّه إليَّ تحية المساء، ويقول لي: "لقد غيَّرت وجهتي بسببك أيتها المعتوهة"؛ مما جعلني أسترخي في هدوء، وكأنني فزت بالجائزة الكبرى، نعم فعلتها! لقد جعلته يتراجع عما كان يقصده! لقد نجحت بعد طول مراقبة وتعبٍ وقلق، لقد أخفتُه وسبَّبت له الرعب، إذًا هو يسير في طريق الخطيئة، ويخشى من أن يفتضح أمره، تبًّا له! وفجأة شردتُ، وقلتُ: ما الوجهة التي كان يقصدها يا تُرى؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة