• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مصادر أمنية ( قصص )

مصادر أمنية ( قصص )
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 16/6/2014 ميلادي - 18/8/1435 هجري

الزيارات: 4480

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مصادر أمنية


1- إقالة

من أقصى القرية جاء رجل يسأل:

أين صاحب البستان؟

قالوا: هناك تحت شجرة ظلُّها وارف يقيل.

فركله مستنفرًا: انهض؛ فإن مناجل الفسَّاق باتت عند نافخ الكير.

فتثاءب قائلاً: ونافخ الكير كسول.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦


2- تمديد

فرض الحاكم الجديد قانونًا لمدة عام يقضي بإلجام الألسنة عما يمدح ويطري، وما يذم وما يهري، وكل ما هو غير ذي جدوى، وفي الذكرى الأولى لصدور القرار، فوجئ الحاكمُ بالعامة تتجمهر عند القصر تطالبُه بالتمديد.

 

3- انفلات

تغافل صاحب الحظيرة عن إحكام الغلق على فصائل طيوره؛ ظنًّا منه أنها لن تغادر مواقعها ولن تترك أماكنها، حتى إذا هبط درجات السُّلَّم تركت الطيور ثكناتها وأعشاشها، واختلطت الأصواتُ من صياح ونواحٍ، وهاج وماج الجميع، وتذأَّب الشرس على الأليف، وتهيَّأ الأليف للنيل من الضعيف، وزغب القطا، وتساجل الجميع العراك والنزال من غير خصومة أو سابقة عداء.

 

نظر (الديك) من حواليه فما وجد أحدًا يناصبه العداء، وما بلغ أحدهم مِعشارَ ما بلغ هو من الجمال فاعتلى قمة الحظيرة، وصاح صيحةً تشبه زأرة الأسد في الغاب، خشعت لأجلها الطيور، فاستكان الأليف، وانزوى الضعيف، وتجمّل الشرس، وانحنت الرؤوس إيذانًا بالولاء.

 

هبَّتْ رياح الخريف في موسم تساقط الريش، فرمقته عيونُ الشرس والأليف وتهامس الجميع:

منذ متى وذاك يعتلي قارعة الحظيرة؟!

 

4- جنون

مجنون! هكذا اعتاد الناس أن يطلقوا عليه، فلا أدري إن كانت تلك كنيتَه واسمه أم حالته، وذات مرة في قيظ الصيف وزفير حروره، رأيته يملأ قدرًا كبير من هذا الحرور الشديد، ثم أحكم على الإناء الغلق إحكامًا شديدًا، ثم انطلق به.

 

لم أعبَأْ بما رأيت، وثبتت عندي دلالةُ الجنون على الاسم.

 

مرَّ الصيف وانصرم، وأقبل الخريف يرفع أشلاء الشجر، وينفض برياحه الجديدة بقايا ما ترك الزمن، مبشِّرًا بحلل قشب تزهو لها الأفنان وتزدهر، إذ ما أقبل الشتاء وغمر الشجر.

 

رأيته هذه المرة أيضًا يحمل نفس الإناء الذي كان بحوزته في الصيف، ثم عمد لقارس البرد والصقيع يدخله إدخالاً حتى امتلأ الإناء عن آخره، وبدا ذلك على محيطِه من الخارج، ثم همَّ بالانصراف، فدعاني التطفل والفضول أن أقبل عليه وأسأله:

رأيتك في الصيف تحمل الحرور واللهيب في قدر عظيمة ثم انطلقت بها، واليوم أراك تحمل قارس برد الشتاء في نفس القدر السالف، فما حيلتك في تلك وما الغرض؟!

 

ابتسم وقال: أخبرك بشرط.

فقلت: اشترط.

قال: لا تخبر أحدًا بحقيقة ما أفعل.

قلت له: لك ذلك.

 

قال: إذا اشتدَّ بنا الشتاء وهممنا بلعنه ومدح الصيف عليه، فتحت الإناء فأحرق أنفي مخزون لهيبه، فحمدت الله، فتوقفت عن لعن الشتاء، وكذلك في الصيف، إذا ما هممت أن ألعنه هو الآخر تنفست صقيع الشتاء وعظيم برده، فامتنعت عن الذم فيه.

 

قلت له: خيرًا فعلت.

 

ثم انطلقت ونقضت عهدي معه، فصرت أقص كل وارد قصته.

 

فأصبح الناس يقولون عني: جُنَّ الفتى، أعزَّكم الله.

تمت بحمد الله...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة