• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الصورة وجمالية النسق في توقيعات نعيمة خليفي

الميلودي الوريدي


تاريخ الإضافة: 12/6/2014 ميلادي - 13/8/1435 هجري

الزيارات: 8372

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصورة وجمالية النسق في توقيعات نعيمة خليفي

 

(1)

نقرة، نقرتان على زجاج النافذة

تنبت على حواف القلب أجنحة

يا لسحر المطر!

 

(2)

في انصهارهما معًا

الوردة و الفراشة

تؤلفان سيمفونية عشق

 

(3)

بالقرب من سريري

قرنفلة صباحية

يوقظ ربيع القلب، عطرها

 

مدخل منهجي:

من الخصائص المتعارف عليها لقصيدة الهايكو، الإيجاز وومضية التركيب، وانضغاط اللفظ، واقتصارها على ما يسند المعنى، وبالمقابل الابتعاد على ما لا يسعف البنية اللغوية والصوتية في علاقتهما الدلالية التخييلية، وكذلك ارتباطها بوصف الملموس وتأثيره على المحسوس، أو الحالة الذهنية للشاعر، أو بمعنى آخر ارتباطها الوثيق باللغة الشعورية المنبثقة عن الحالة التأثرية، من هنا ترتبط قصيدة الهايكو بالصورة الوصفية إن على صعيد الوظيفة الجمالية التزيينية، أو على صعيد الوظيفة التفسيرية الإيحائية، وحضور الوصف يؤدي بالضرورة إلى وجود السرد بتجلياته العامة في الأجناس الأدبية الأخرى المعتمدة عليه: (الشعر، القصة، القصة القصيرة جدا، الرواية، الحكاية....) مع بعض الخصوصيات التي تمتاز بها قصيدة الهايكو عن غيرها.

 

وعلى هذا أيضًا كان اختيارنا لمقاربة النصوص من منطلق الصورة، باعتبارها تجسيدًا لرؤية رمزية، وتعبيرًا عن حالة نفسية معينة يعانيها الشاعر إزاء موقف معين من مواقف الحياة، أو كما عرفت عند النقاد بأنها (هيئة تثيرها الكلمات الشعرية بالذهن شريطة أن تكون هذه الهيئة معبرة وموحية في نفس الآن)، هي إذًا الصورة في تجسُّدها:

1- تشكيل لغوي أسلوبي مرتبط بنسق أو سياق يقتضيه واقع الحال.

 

2- انطباع سلوكي ناتج عن صدمة ذهنية أنتجها الشاعر وتأثر بها المتلقي في انفعاله بالعمل الفني وفهمه...

 

من هنا جاء تصنيف الصورة حسب مادتها إلى (حسية، ذوقية، بصرية، سمعية، أو ذهنية)، وقد تشترك أكثر من حاسة في تكوين صورة تسمى (الصورة المتكاملة)، بالإضافة إلى كونها تجسد تشكيلاً لغويًّا يكونها خيال الفنان من معطيات متعددة يقف العالم المحسوس في مقدمتها، وهذا التشكيل اللغوي أو ما يعرف بـ(الصورة البلاغية) المتشكلة من التشبيه والمجاز، إلى جانب التقابل والموسيقا الداخلية في استغراق مؤسس للحظة الشعرية والمشهد الخارجي؛ لذا وصفها "درايدن" بقوله: (إن الصورة بحد ذاتها هي سمو وحياة القصيدة).


أما النسق أو الأنساق الشعرية، فهي حاضرة في مجمل المنظومة النقدية الثقافية التي تأسست في كل تنظيراتها على نظرية الأنساق المضمرة، وهي في عمومها أنساق ثقافية وتاريخية، تشكل البعد الخفي والمضمر ضمن السياق التوثيقي النصي على مختلف أجناسه، وهي بهذا التمظهر تشتغل على توجيه الجهاز المفاهيمي للثقافة وسيرتها الذهنية الجمالية، من خلال التلاحم المتبادل ما بين النص وآليات التلقي المتعددة والمختلفة، ولفهم نظرية الأنساق نتعرض هنا إلى تعريف الدكتور "طه الهاشمي" للنسق على أنه: (عبارة عن عناصر مترابطة متفاعلة متمايزة، لها دينامية تشتغل على منظومات خارجية وداخلية)، وهنا نلمس التحول الجذري والنوعي الذي يفترق فيه النقد الأدبي والنقد الثقافي، وفي منظورنا أن هذا ليس افتراقًا معرفيًّا، بل تكاملاً منطقيًّا بينهما على أساس أن الأول معني بالنص من حيث اللغة أو الدلالة، أو المجاز وما إلى ذلك، بينما يعنى الثاني بالأنساق المضمرة تضادًّا أو تقابلاً أو محايثة، بعنايته بالمستويات الثلاث للنسق: الدلالة المباشرة الحرفية، والدلالة الإيحائية المجازية الرمزية، والدلالة النسقية الثقافية وهذه هي قيمة نحوية ونصوصية مخبوءة في المضمر النصي.

 

المقاربة النصية:

التوقيعة الأولى:

تنطلق الشاعرة بعفوية طفولية لتتقاسم مع القارئ لحظة محسوسة (نقرة) بلفظة مقروءة ومسموعة في نفس الآن، ثم تثنيها (نقرتان) على زجاج النافذة، تبدو لنا الصورة عادية ومحسوسة من دون تدخل ولا تدبر، ولكنها تثير تمثُّلات مخزونة في وعي ولا وعي كل منا، ولكنها تمثلات تختلف حسب اختلاف البيئة والمعاش، وكأنها استهلال يترتب عنه الآتي، أو هي تقرير لحضور الفصل (الزمني) الذي تعودنا على تلمسه في قصيدة الهايكو التقليدية، تعقبها ألفاظ الشطر الثاني للسمو بالصورة إلى المتخيل (تنبث على حواف القلب أجنحة)، هنا تنتقل الصورة من الملموس العام إلى المحسوس الخاص من المادي إلى الدلالي تتأثر الشاعرة كما تأثرنا نحن بجمالية الصورة اللحظية في الاستهلال، ولكن تأثرها وطريقة تقبلها مغايرة تماما لإحساسنا العادي، ولنقله تختار ألفاظًا تحمل دلالات دقيقة (تنبث) تخرج من الأرض وتنمو، وكأن القلب أرض متعطشة للماء ليحصل الإنبات (على حواف القلب) تبقى الشاعرة مخلصة لنقل الصورة الدقيقة حتى للإحساس، فالإنبات على حواف القلب وليس في القلب، كما الأجنحة على حواف جسم الطير (أجنحة) بدلالاتها الرمزية (الرغبة في الانطلاق .. التحرر ... التماهي .. السمو ... البراءة...)...، ويأتي الشطر الإنهائي (يا لسحر المطر) جملة انطباعية تعجبية تقرر أن للمطر سحر غير عادي في نفس ووجدان الشاعرة، تكتمل الصورتان المادية والوجدانية أمامنا بسيطة ومركبة في نفس الآن، وكأننا أمام لقطة تنعكس واقعًا ورُوحيًّا.

 

ولتكون الصورة مكتملة لا بد من الإشارة إلى النسق المضمر الذي ينكشف كانعكاس للصيغة اللفظية، فالشاعرة تتسق ضمنا مع النسق الديني أولاً؛ حيث يكون حضور الماء كرمز مقدس تبتدئ به العبادات، ويحصل به التطهر المادي والمعنوي إضافة إلى الإشارة إليه من قبل الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30] على أساس أنه أصل الحياة وأصل الأشياء في الوجود الكلي، واقترانه بالإنبات جلي أيضًا في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 57].

 

وثانيًا هناك نسق اجتماعي اقتصادي مضمر أيضًا يتجلى في الإشارة إلى انحباس الماء، فتصبح قلوب الناس جافة كما الأرض لتحيا بعد انهمار المطر، وتنطلق مقبلة على الحياة مطمئنة إلى توفر الأرزاق والمعايش.

 

التوقيعة الثانية:

الاستهلال يؤسس لبداية تشكل الصورة، في العالم المادي المحسوس وإن مجردًا، فهو مجرد انصهار بين شيئين يخصصهما الشطر الثاني (الوردة والفراشة)، وهما رمزان من رموز فصل الربيع يعطيان القارئ صورة جمالية محسوسة في الرؤية ومجردة في الخيال في الرؤية البسيطة هما وردة وفراشة يمكن رؤيتهما متلاحمان في عدة صور، والتجريد التخيلي يضعنا أمام فصل بألوانه وروائحه وأصواته ونسائمه، تقرره الشاعرة في الشطر الثالث تجريدًا بعد أن قررته حِسًّا (تؤلفان سيمفونية عشق)، فالسمفونية ما هي في حقيقتها إلا تداخل منسجم لأصوات حسب إيقاع معين تبعث في الروح شعورًا خاصًّا، ولكنها هنا تحيل على تآلف الألوان والروائح والأصوات والنسائم في انسجام خاص حسب قوانين طبيعية تبعث في النفس كل أنواع الأحاسيس المبهجة.

 

من هنا يتضح النسق الديني من خلال تقرير لا عبثية الخلق والنسق العلمي المؤسس لقواعد الانصهار، ولقوانين السببية، ويحضر النسق الجمالي القائم على نظرية الانسجام والتآلف والتكامل.

 

التوقيعة الثالثة:

الاستهلال لحظة مكانية وزمانية، والاستهلال هنا وإن كان على غير عادة التوقيعتين الأولى والثانية يمتد إلى الشطر الثاني المكمل للمكان بالزمان، يصبح الإطار لقطة صباحية بكل محسوساتها، مخصصة بقبل طلوع الشمس حينما تكون القرنفلة لا زالت متفتحة (يوقظ ربيع القلب عطرها)، فالشاعرة أصبح قلبها ربيعًا سببه سعادة ليلية، أو حلمًا سعيدًا يوقظ عطر القرنفلة، هنا نحن أمام صورة فارقية تنقلب فيها الآيات، فالطبيعي أن يوقظ عطر القرنفلة ربيع القلب، ولكننا أمام صورة تخييلية تصف لنا مدى سعادة القلب، إلى درجة أن تؤثر هذه السعادة في نواميس الطبيعة؛ ليصبح قلبها المثير والطبيعة المثار، ويصبح أيضًا ربيع القلب هو الحقيقة وربيع الطبيعة هو المجاز.

 

وعلى غير العادة أيضًا يتأسس النسق الشعري على جمالية إنسانية هذه المرة .. الروح الجميلة الطيبة تؤثر في ما حولها، وأن جمال الروح هو أصل جمال الكون.

 

استخلاصات:

تنبني توقيعات نعيمة خليفي على الأسس التقليدية لفن الهايكو حيث كل توقيعة تربط نفسها بفصل من الفصول (مبدأ الفصلية)، وقد يكون البعد الفصلي غير مباشر، ولكن تؤسسه الصورة عن طريق توظيف بعض المحسوسات كرموز دالة على الفصول (وردة .. فراشة ... مطر ... عطر .. ربيع القلب...)/ هذه المحسوسات هي مرتبطة تلميحًا أو تصريحًا بإحساس أو شعور إنساني .. وهذا الارتباط يكشف لنا مضمرات مرجعية تنبني عليها الرؤية الخاصة الخالصة للوجود والأشياء، لذلك جاءت الصور البلاغية محيطة بدلالات الصور الحسية، وتميز الوصف بلمحة سردية راوحته بين القصدية الجمالية التزيينية في تآلف مع الوظيفة الترميزية الناهلة من فضاء الرموز البسيطة التركيب والمركبة الدلالة؛ لتصبح اللغة والبنية التركيبية مومضة ومشعة إلى حد احتواء أبعاد إنسانية قد يعجز عن إيصاله المتن السردي الحكائي الطويل، أو المتن الشعري التقليدي بصوره وبلاغاته وموسيقاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- طه حسين وعزالدين المناصرة... التوقيعة
جيهان البردويل - فلسطين 14-09-2016 04:57 PM

التوقيعة الشعرية :
واضع مصطلح التوقيعة الشعرية هو الشاعر الفلسطيني الشهير ( عزالدين المناصرة ) عام 1964. أما التوقيعة النثرية فهي محاولة لطه حسين ( مصر ) عام 1945 في كتابه النثري ( جنة الشوك ).
- أما ماكتبه ونشره الدكتور عزالدين إسماعيل ( مصر )فقد صدرت طبعته الأولى عام 2000.
- أنشد قصائد التوقيعة الشاعر الفلسطيني المناصرة في الجمعية الأدبية المصرية التي كان عضوا فيها عام 1965. بحضور صلاح عبد الصبور والدكتور إسماعيل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة