• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ثمة موعد ( قصة قصيرة )

تماضر عبدالله علي الحمد


تاريخ الإضافة: 11/6/2014 ميلادي - 12/8/1435 هجري

الزيارات: 4392

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثمة موعد


خرجتُ مع أمي إلى حديقة الحي المجاورة سيرًا على الأقدام، كعادتنا في عصر الخميس من كل أسبوع.

 

هذه المرة شعرتُ أثناء سيري ببعضِ التعب، وكأن زمن السير قد تضاعف مرة أو مرتين.

 

وصلنا إلى الحديقة مع وقت الغروب، دفعَتْني أمي نحو السماء، وأنا جليسٌ في الأرجوحةِ الخشبية.


بدا قرص الشمس ظاهرًا من بين قدمَيَّ كلما رفعتهما عاليًا.

 

ركلتُ القرص ككرة صامدة، وخُيِّل إليَّ أنني دفعتها نحو الأسفل، حتى لم يظهر منها سوى نصفها.


لا أدري لماذا في هذه اللحظة الممتعة بالذات، يشتد عليَّ ألَمُ أسناني.

 

صرختُ: آهٍ.

 

فأوقفتْ أمي أرجوحتي بعجلٍ قائلة: ما بك يا صغيري؟ ماذا جرى؟

 

رددتُ بانفعال: أسناني، وماذا غير أسناني؟!

 

وبحنوٍّ شديد، وضعَتْ أمي رأسي بين كفَّيْها، قائلة: أرني قل: آه، يبدو أنك لم تستعمل الفرشاة ليلة أمسِ!

 

فأجبتُها: قد فرغت أسطوانة المعجون منذ أسبوع يا أمي.

 

وأردفتُ: أمي، لماذا لا تؤلمك أسنانك مثلي، ولم أرك تستخدمين فرشاةً من قبلُ؟

 

أمي كيف سيكون مظهر أسناني حينما أكون في مثل عمرك؟

 

لكنها ككل مرة، تكتفي بابتسامةٍ لطيفة، تشدُّ مني بعض ألمي، بل أكثره.

♦    ♦    ♦


فاجأتْني أمي أثناء قيلولتي حينما قالت: غدًا سوف نذهب إلى الطبيب.

 

لقد قطعَتْ أمي سير أفكاري، (رأيتُني بلا أسنان بعد سنين مضت، كنت لا أملك أي قدرة على المضغ، شعرت بالمغص الشديد، قد كان طعم الحساء مكررًا في كل يوم، لقد سبّب لمعدتي تلبكًا، فلم أعد أشتهيه، حتى إنني هزل جسمي، وفقدتُ نصف وزني، ولم تعد لديَّ أي قدرة على الحركة، كما أن ليس لي نصف قدرةٍ على الحديث).

♦    ♦    ♦


ازدادت نبضات قلبي، وبدأت أعرق، آهٍ، أين أمي؟!

 

(أخيرًا رأيتها، كانت في قمة النشاط، بينما بدوتُ كهلاً بجانبها، وكأنني والدها، وأنها ابنتي، ذات الابتسامة لم تفارقها، وللمرة الأولى استبنت سلسلة لآلئ ناصعة، في مَبْسمِها البهيِّ.

 

سلمت عليها مودعًا، طلبَت مني الحضور معها إلى عيادة الأسنان.

 

قالت: لقد جمعت ما يكفي لإصلاح أسنانك يا حبيبي، لا تخف فالأمر يسير.

 

أخبرتها باكيًا أنني لا أملك من الأسنان ما أصلحه.

 

مدَّت كفَّها بحنوٍّ شديد.

 

(لقد أعادتني إلى صغري، شدَّتني إلى الوراء كثيرًا؛ حيث كنت جليس أرجوحتي الخشبية.

 

دفعَتْني لأعلى، بدا القمر بازغًا من بين قدميَّ، حاولت ركله بقدميَّ الصغيرتين، وقد ازداد علوًّا.


صرختُ بصوتٍ طفوليٍّ: أريده يا أمي واحدًا من بين أسناني، أعدُك بأنني سوف أحفظه إلى الأبد.

♦    ♦    ♦


لا أعلم لماذا تبكين الآن يا أمي؟ ليتني أملك بعض القدرة على سؤالك، أو حتى إجابتك.

 

وكأنني سمعتها تقول بحرقةٍ شديدة: رحلتَ قبل موعد الأسنان، رحلتَ يا صغيري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة