• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

أنفاس الانتماء ( قصيدة )

د. نزار نبيل أبو منشار


تاريخ الإضافة: 11/6/2014 ميلادي - 12/8/1435 هجري

الزيارات: 4703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنفاس الانتماء


هزَّ الحنينُ مكامنَ الأشجانِ
وانسلَّ دمعي من ذُرا أجفاني
واغرورقت عينايَ تلفظُ دمعها
حتى استفاق من الشَّذا تِبياني
وتعملقَت فوق الهضابِ قَريحتي
والوجدُ أرَّقني وشدَّ كياني
تلك السويعاتُ التي كنَّا بها
نلهو ونلعبُ في رُبى الأوطانِ
لَبِناتُ بيتي لم تفارق مقلتي
بالقلبِ تُنقَشُ، نَبضُها أحياني
أنا من بلادِ الطهرِ يَعبقُ نورها
يزهو سَناها من حَشا الخُلجانِ
أنا من بلادٍ ذاب فيها خافقي
وترنَّحت لنسيمها أَغصاني
أنا من ترابِ القدس صِيغت مُهجتي
والقلب مِن "يَافا" من الوديانِ
كفِّي تحنَّت من سهولِ عيونها
وتناثرت روحي على بَيسانِ
غارت فلاسفةُ المَقولِ لمدحها
والكل من فرْطِ المديح هَجاني!
إني لأعشق تُرْبها ونسيمَها
وأتيه فخراً بالهيامِ كواني
حرَّكت أوتارَ الليالي نغمةً
علَّ النشيد يحدُّ من أحزاني
دَمعي على الخدَّينِ يحفر خندقاً
يغلي فيحرق ثورةَ الوجدانِ
ما كنت أنسى لحظةً في ظلِّها
ما كنت أسلُو خافقي وجَناني
هامَت بذكر ربوعها كلُّ الرُّبى
واهتزَّتِ الأحزان مِن ألحاني
وأسيرُ أكتم لَوعتي وتألمُّي
وأشاغلُ الآهاتِ بالنسيانِ
وأحثُّ قلبي أن يدوسَ جراحَهُ
وا حسرتي للقلب كيفَ يعاني
يا قبَّةَ المعراجٍ، ما يجدي النِّدَا؟
ماذا أقول إذا الربيعُ أتاني؟
أَأُكابدُ الآهات في لبِّ الحشا
أستنزفُ الإعصار من شرياني؟
أم أُلجمُ النيران تحرقُ بسمتي
كالماء يطفئُ جذوةَ النيران؟
عجزت حروفي عن وصالِ عَرينها
فتسلَّقت روحي جدارَ بَناني
وترنح القلم اليراعُ قصيدةً
بالنظمِ يعصف لوعةً وأماني
وهمَت على خدي دموعٌ عِفتها
وتعانق التفكيرُ بالهَذيانِ
لما ذكرتُ طفولتي وربيعَها
مذ كنت أصفعُ هاجس الأحزانِ
ثارت خبايا الصدرِ من أعماقها
نسَفت بلؤمٍ زهرةَ التَّحنانِ
الفُرقةُ السوداءُ أدمَت مُقلتي
عاثت بجورٍ في نوى أزماني
قد ضقتُ ذرعاً أن أبِيتَ كتائهٍ
ضاعت سفينتهُ على الشطآنِ
البعدُ شقَّ على الضلوع قَبولُهُ
لا شيءَ أقسى من لظى الهجرانِ
كهفٌ بعمقِ الوادِ خيرٌ رتبةً
من ألف قصرٍ مشرَعٍ البنيانِ
ونسيمُ مسجدنا القديمُ يزيدني
شوقاً يصارعُ سطوةَ الهيجانِ
ولَحفنةٌ من تربها في قَبضتي
باتت تَفوقُ مآثر التِّيجانِ
قسماً بمن رفع السماءَ وزانها
سأظلُّ أحفر في الصدى تِبياني
سأصوغ من رحمِ الوداع سفينةً
لأعودَ ألثمُ ثغرها بحناني
لتسرَّ أطياف الرُّبى من عودتي
وتغردَ الأطيار في آذاني
ويعود يشدو بُلبلي في فرحةٍ
فالبلبل الصدَّاح لا ينساني
تبَّت يدُ البعد الظلومِ عن الثرى
سأعيش أعلنُ للأُلى عصياني
الموت أطيبُ نغمةً من غربتي
وألذُّ طعماً من جفا الخلانِ
فأنا أموت بكلِّ يومٍ ههُنا
وأذوقُ مُرَّ الحزن بالحرمانِ
قلبي يموج بخفيةٍ وتضرعٍ
والعشق يعلنهُ مع الخفقانِ
والنظم قد نسجَ القوافي رحمةً
كيلا يعاتبَ بالفراق لِساني
يا رملَ موطننا، ألاَ اشهدْ عهدنا
ملَّ الفؤادُ ضراوةَ الأشجانِ
يا رملَ موطننا، تفجرَ حزنُنا
وتحدُّرُ الدمعاتِ مِثلَ جُمانِ
يا من خلقتَ الكون، كنتَ مَليكَهُ
هذا يميني والهيامُ سِناني
قسماً سأرجعُ أعبقُ النورَ الذي
ضنَّت لمرقده دَواةُ بناني
أما سؤالي للذينَ عرفتُهمْ
في غربتي، في محنةِ الإنسانِ:
أني إذا ما متُّ في أرضٍ هُنا
أن يَدفنوا في مَوطني جُثماني





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة