• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بعدا صديقي

حمزة حرب الرقب


تاريخ الإضافة: 27/5/2014 ميلادي - 27/7/1435 هجري

الزيارات: 4281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعدًا صديقي


لا يفرِّقنا الزمن، ولا يُشتتنا السكن؛ فالأماكن كلها شاهدةٌ على حبنا، وعلى براءتنا، وعلى هَزلِنا، وعلى جدِّنا، وعلى بساطتنا؛ فالمرابع خصبة باجتماعنا، والمساكن ساكنة بحضورنا، والمجالس آنسة بأنسنا.

 

أتذكر وقتما كانت البراءة يافعة فنضجت بين أيدينا؟ أتذكر حينما تربَّى الوفاء ببابنا؟ ألست المتعهد ميثاقًا غليظًا على ثورتك على جل الأمور إلا رواسخ صداقتنا؟ ما لي أراك متنكرًا متبرِّئًا ثائرًا على بضاعتنا؟


جميلٌ أن تُرزق صديقًا منذ ليانِ ضلوعك، تحبه ويحبك، تحفظه ويحفظك، تستره ويسترك، فلا أفقَ للخيانة، فأهلاً ومرحبًا بالدَّماثة!

فتراك ترافقه في كل الأوقات، غير مبالٍ بالمكان! غير آبهٍ بالعواقب!

 

وتراكما تسيران اليوم كله، بمدِّه وجزره، وحُلوه ومُرِّه، ونفعه وضرِّه، حتى إذا ما افتقد أحدكما صديقه، فز الآخر من سروره، فوقع في ظنونِه، فشقَّ طريقَه يبحث عن صديقِه، كأمٍّ تبحثُ عن ابنها الضالِّ، أو كقَسْورة تراقب شِبلها.

 

ولأن الغَيرةَ من متطلبات الحب، ترانا ننظر إلى أنفسنا بذات العين تارة، وينظر أحدُنا إلى الآخر بعينه منفردًا تارة أخرى.

 

وتراك تطبع وإياه على كل الديار بذكريات خالية، حتى تعشقا المكان، فيهيم بكما! فتلتقطا الصور عنده في كل مرة وكرة، حتى تراه يحفظ كل صورة بجوفه؛ عله يذكر أحدكما إذ نسيتما!

 

مؤلم حقًّا أن يُخذل الإنسانُ من أخصب مناطق الأمان! موجع جدًّا أن يقابل الطيب بالخبث، والتجاهل بالإصرار، والمعروف بالإنكار، والتواضع بالتكبُّر!

 

مؤلم أن يصاب قلبُ صديقك برماد، فيعيث بالحب الفساد، فيتخلى عن الوقار، فيبايع النزق في وضح النهار!

 

لكن لا عجب؛ فالمبالغة بالطيب مع من لا يستحقون الطيب، تنتج لنا إنسانًا خليطًا من المعادن الرخيصة، خبيثًا من الرَّوائح النَّتنة.

 

فشكرًا يا صديقي، بل بعدًا وسُحقًا، فلست إلا خسارة في سوق كاسدة، ولست إلا شجرة في أرض بورٍ.

 

وهأنا أزداد تألقًا، وأكبر وأكبر، وأنت ما زلت تقبع وتصغُرُ إلى أن أصاب عين صداقتي الرماد، كما قلبك أصيب من قبل، فاختفيت يا من خِلتُك صديقي، فبعدًا بعدًا صديقي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة