• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

نصائح زهير بن أبي سلمى للأمة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ( قصيدة )

عبدالله بن عبده نعمان العواضي


تاريخ الإضافة: 27/5/2014 ميلادي - 27/7/1435 هجري

الزيارات: 11540

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نصائح زهير بن أبي سلمى للأمة الإسلامية

في القرن الواحد والعشرين

 

أمِن أُمةِ الإسلام عند التكلُّمِ
مشاهدُ عزٍّ بين أهل التقدمِ؟
فقد كانتِ الأمجادُ هَطْلَ سحابِها
وما هي عنها بالحديثِ المرجَّمِ[1]
وكانت رياضًا للقلوب ومنظراً
أنيقًا لعين الناظر المتوسِّمِ
ودوْحاتِ سعدٍ يبتسمن بروضةٍ
عليها هناءُ الصالح المُتنعِّمِ
وظلَّت هي الشمسَ المضيئة في السَّما
وأنوارُها تبدو على كل مَعلَمِ
لها الفخرُ والسادات يمشون خلفةً
وأبطالها الأفذاذُ في كل مجثمِ[2]
فما لي أراها اليومَ تدنو وتختفي
وتُسلِمُ آفاقَ السماء لأَظلَمِ
وقفتُ على أحوالها بعد حقبةٍ
من الدهر في أفْقٍ مُنيفٍ مكرَّمِ
فألفيتُها في الناس يُرثى لحالها
فَلأْياً تَبيْنُ الشمسُ بعد تَوهمِ[3]
فلما عرفت الشمسَ قلتُ لوجهها:
ألا انعمْ عتيقًا أيها الوجهُ، واسلَمِ
تبصَّرْ - خليلي - هل ترى العزَّ باقيًا
لدى أمة الإسلامِ بعد التهدُّمِ
أناخت بباب الذلِّ واصطبغَت بهِ
فكان لها في الناس كاليَدِ للفمِ[4]
فأقسمتُ باللهِ الذي عز بيتُهُ
وطاف به جمْعَا مُحلٍّ ومحْرِمِ
يمينًا لقد ضلَّت عن المجد أمةٌ
أضاعت لها دينَ العُلا والتسنُّمِ
تُخَلِّي عِداها ثم تقتلُ بعضَها
وتفخر في سُوح المذلة بالدمِ!
تفرِّقُ ما قد كان منها مُلملمًا
وتزهو بإتيان العظيم المحرَّمِ
وترجو عناق النصرِ في الأرض بعدما
تفانَوا ودقوا بينهم عِطرَ منشمِ[5]
ولو أنها أرست دعائم دينها
على أرضها والله لم تتثلّمِ
وأضحت مع الأيام في خير موطنٍ
وشأوٍ بعيدٍ عن عقوقٍ ومأثَمِ
ألا أبلغنْها من زهيرٍ رسالةً
مغلغَلةً تُتلى على كل مسلمِ[6]
ألا تتقون الله حين لقائهِ
وتخشون يومًا من ورودِ جهنمِ؟
وقد بانَ سعيُ الأكثرينَ عن التقى
وحادوا عن الدربِ المنير المقوَّمِ
وسالت دِماهُم بينهم في مآربٍ
تَقضَّى بأمر السلمِ قبل التندُّمِ
فما الحربُ إلا ما علمتمْ وذقتمُ
وما هو عنها بالحديثِ المرجَّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
وإن أُضرمت بالسعي منكم تَضرَّمِ
فتعرككم عركَ الرحى بثفالها
وتوردكم هلكَى إلى أمِّ قشعمِ[7]
تقضَّت أماني الطائشين فأصدروا
إلى كلأٍ مستوبلٍ متوخمِ[8]
حروبًا أقاموها ولو كان حاضراً
نُهى الحُرِّ يوم الجهل لم يتقدَّمِ
ولا خاضَ في شأنٍ لإزهاق مسلمٍ
بلا موجبِ الشرع الحنيفِ المعظَّمِ
سيندمُ أحلاسُ الفساد ومن يعِشْ
أخا الجرم يومًا لا أبا لكَ يندمِ[9]
شجانيَ ما في اليوم والأمسُ سرَّني
وعِلمُ غدٍ ما زال غيرَ مكلميِ
رأيتُ المنايا بينكم في تزاحمٍ
تروحُ وتغدو لم تَريَّثْ وتسأمِ
ويمسي عِداكم آمرين عليكمُ
وعزُّكمُ في الذل لم يتجَمجمِ[10]
وليس يطيلُ العمرَ رقٌّ لظالمٍ
ويصرمهُ عزمُ الشجاع المصممِ
فمن هاب أسبابَ المنايا ينلنهُ
ولو رام أن يرقى السماء بسلمِ
ومن يعص أطراف الزِّجاج فإنهُ
يطيع العوالي رُكِّبت كل لهذمِ[11]
ومن لا يذُدْ عن حوضهِ بسلاحهِ
يهدَّم، ومن لا يدفع الظلم يُظلمِ
ومن هان لا يطمَعْ بخصم يعزهُ
ومن لا يكرِّم نفسَهُ لا يكرَّمِ
ومن يجعلِ الخضعَ القبيح سياسةً
أُهينَ، ومن لا يتقِ الذمَّ يذممِ
ومن لا يزل يسترحلُ الناسَ نفسَهُ
ولم يعفها، بالحقرِ يُعرف ويوصَمِ[12]
ومن يختبل يحسبْ عدوًّا صديقَهُ
ومن يحذرِ الأعداء يأمَن ويَسلمِ
ومن لم يصُن أحسابَهُ وفَخارَهُ
يُضرَّس بأنياب ويوطأْ بمنسمِ[13]
ومن يوف لا يذمم ومن يُفضِ أمرهُ
إلى شرعةِ الرحمن لم يتألمِ
تسودُ على هام البرية أُمةٌ
تلوذ بربِّ العالمين وتَحتمي
وتبني على الجد الأشمِّ حياتَها
وتأبى خضوعَ النفسِ للمُتهكِّمِ
بذلتُ لكم نصحي ودُرَّاتِ حِكمتي
ومن يسمعِ النُّصاحَ يعقلْ وَيفهمِ



[1] الحديث المرجم: الذي يرجم فيه بالظنون.

[2] (خلفة) أي: يخلف بعضهم بعضاً، إذا مضى بعض منهم جاء آخرون، ومنه قوله تعالى :"وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة"، (مجثم) المجثم: المكان الذي يجثم فيه أي: يُسكن.

[3] اللأي: البطء وقيل المشقة، والمعنى: لم تبن إلا بعد جهد؛ لتغير حالها ودروس أعلامها.

[4] معنى كاليد للفم: أن الذل لم يخطئها كاليد القاصدة للفم لا تخطئه.

[5] منشم، قيل فيه: إنه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها جفنة من العطر وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا آية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الذي تحالفوا على قتاله فقُتلوا عن آخرهم، فَتَطَيَّرَ العرب بعطر منشم وسار المثل به، وقيل: بل كان عطارًا يشترى منه ما يحنَّطُ به الموتى فسار المثل بعطره. وقال أبو عبيدة: منشم: اسم وضع لشدة الحرب وليس ثم امرأة، كقولهم: جاءوا على بكرة أبيهم وليس ثمة بكرة.

[6] الرِسالَةٌ المُغَلْغَلَةٌ : المَحْمُولَةٌ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.

[7] أم قشعم: كنية الموت.

[8] استوبلت الشيء: وجدته وبيلًا، واستوخمته وتوخمته: وجدته وخيمًا.والوبيل والوخيم: الذي لا يستمرأ.

[9] الحلس: كساء على ظهر البعير، وإنما قيل له حلس للزومه الظهر، والعرب تقول: فلان حلس بيته إذا كان يلزم بيته.

[10] التجمجم: عدم الإبانة في الكلام.

[11] الزِّجاج، جمع زُجّ، وزج الرمح: هو الحديد المركب في أسفله، واللهذم: السنان الطويل.

[12] (يسترحل...) أي: يجعل نفسه كالراحلة للناس يركبونه، ويذمونه.

[13] يعني من لا يفعل ذلك يمضغ بضرس، ويوطأ بمنسم، والضرس العض على الشيء بالضرس والمنسم خف البعير. وهو كناية عن الإهانة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة