• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عرق العافية! ( قصة )

هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 25/5/2014 ميلادي - 25/7/1435 هجري

الزيارات: 8239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرق العافية!


رسَب الولدُ؛ لعدم إعطائه الدروس الخصوصية، والطعام لا يُشبِع، والكساء مُرقَّع، "والصندل" بالٍ.


وقد استيقظ اليتيم مُبكِّرًا كعادته، وقرفص يُفكِّر واجمًا، لا حلَّ إلا في التجارة.


لكن، أين رأس المال؟ هل تَملِك أمه خمسين قرشًا؟

جاءته أُمُّه بطبق ملوخية جافَّة، ذائبة في الماء (وخبز بايت).


فجعل يأكل، وهو يُحدِّثها ماذا أعمل في الإجازة؟

سأُكلِّم أبا عزة يُشغِّلك معه.


ابتَهَج وسرح مُتخيِّلاً وقوفه مع أبي عزة على عربة الخضروات؛ يُنادي على الطماطم والبطاطس والبصل.


ويُرسِله أبو عزة ليحمل "الوزنة" لزبون في الدور العلوي، ولأخرى وراء باب موارب، ويقود الحمار الساحب للعربة، ويُقرِّب منه سَطْل الماء، ويُعلِّق له مخلاة "العلافة" في رقبته.


عادت أمه مكتئبة، وانشغلت في كَنْس الغُرْفة المُعتِمة (سكنهم).


فاستفاق من أحلام يقظته، وسألها:

كلَّمتِه؟

ردَّت بحزن: رفَض.


لِمَه؟

قال: إن العربة لا تَصرِف على بيتين.


فكَّر بصوت ليُسمِعها:

• العربة والميزان تؤجَّران بقرشين.. لكن أين ثمن (السبوبة)؟

استلِفي لي ولو خمسين قرشًا من أم أحمد.

لا، سأكلِّم أبا أحمد؛ لتعمل معه صيَّادًا.

••••


عادت مُبتهِجة لتقول:

نَمْ مُبكِّرًا الليلة؛ فسيُوقِظك بعد منتصف الليل.


وعليك حينئذ أن ترتدي ثقيلاً، وتتحزَّم بهذه "الخلاوة"؛ حزام من المشمع العريض الثخين مُنْته في طرف بحلقة من الحبل الغليظ، ومن الطرف الآخر بحبل مفتول ذي رأس معقود كالكرة الصغيرة.


وراحت أُمُّه تشرح له كيفية ارتداء "الخلاوة" وطريقة استعمالها:

تَلُفُّها على وسطك هكذا، وتُشبِّك طرفها في حبل شباك الصيد لتَجذِب العدة "الشباك" مع غيرك من الصيادين شيئًا فشيئًا من البحر إلى البَرِّ؛ حتي يَنجذِب كيس الشبك الملآن بالصيد المتنوِّع الوفير إلى الشاطئ بإذن الله".


وأين تعلَّمتِ ذلك يا أمي؟

عاد الصبي مبلولاً، حافيًا، مزكومًا، يرتعش من البرد؛ تَرُجُّه الكُحَّة حتى احمرَّ وجهه جدًّا، لكنه سعيد بهذا العمل.


ناوَل أُمَّه الكيسَ الذي كانت علَّقته في رقبته منفوخًا إذ حوى نصيبه من الأسماك الموزَّعة "عشاء الصياد".


ساعة العصاري ذهب عند مركب الصيد، حيث اجتمعت مجموعة الصيد "الماجية"، نَفَرٌ منهم مُنكبٌّ على إصلاح وترميم الشباك، والبعض يشون على المركب ما جفَّ وأُصلِح من الشباك، فشارَكهم في ذلك العمل،كلهم جاؤوا لقبْض حسابهم من حصيلة صيد اليوم.


وكان نصيب الصبي خمسة قروش ورقية بالية (مهرية) بهتت طباعتها من كثرة التداول.


طار بها فَرِحًا لأمه، التي بشَّت له، ووعدته بأن تُحوِّشها إدخارًا له.


قدَّمت له أمه طعامَ يومه: شوربة سمك موسى الساخن، وطبق الأرز الأبيض، وحُزْمة الفُجْل المرعرع.


وقالت: الشربة الساخنة تدفئك وتهدئ الكُحَّة.


ولَمَّا حان وقت النوم زادت نوبات الكُحَّة، وارتفعت حرارة الولد، فدفَّأت أمه زيتًا دهنت به صدرَه وظهرَه، ولفَّت صدره وظهره بورق جرائد تحت جلابيته؛ بُغْية تعريقه، وهيَّأته للنوم.


وقد غمَّها القلقُ على حياته، فكثَّفت غطاءه قائلة:

لتَعرِق عَرَق العافية، وتذهب عنك الكحةُ.

سمعها تدعو له بالشفاء، وطول العمر في سجودها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة