• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

في العتاب والفخر لذي الإصبع العدواني

د. نبيل محمد رشاد


تاريخ الإضافة: 1/5/2014 ميلادي - 1/7/1435 هجري

الزيارات: 81100

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الأمالي لأبي علي القالي

في العتاب والفخر لذي الإصبع العَدواني [1]

 

يا مَنْ لِقَلْبٍ طويل البث[2] محزونِ
أمسى تذَكَّر ريَّا أمَّ هارونِ
أمسى تَذَكَّرها من بعد ما شَحَطَت[3]
والدهر ذو غلظةٍ حينًا وذو لِينِ
فإن يكنْ حُبُّها أمسى لنا شَجَنًا [4]
وأصبح الوَأْيُ[5] منها لا يُوَاتِيني[6]
فقد غَنِينَا[7] وشمْلُ الدار يجمعنا
أطيعُ رَيَّا وريَّا لا تُعَاصِيني
نرمي الوُشَاة فلا نُخْطِي[8] مَقَاتِلَهُمْ
بصادقٍ من صفاءِ الود مكنونِ[9]
ولي ابنُ عم على ما كان من خُلق
مختلفان فأَقليه ويَقْلِينِي[10]
أَزْرى[11] بنا أننا شالَتْ نَعَامَتُنا[12]
فَخَالَنِي دونه بل خِلْتُه دُوني[13]
لاهِ ابنُ عمِّك[14] لا أفضلْتَ في حسب[15]
عني ولا أنت دَيَّانِي[16] فَتَخْزُونِي[17]
ولا تقوتُ عيالي يوم مسغبةٍ [18]
ولا بنفسك في العزَّاءِ[19] تكفيني
فإن تُرِدْ عَرَضَ الدنيا بمنقصَتِي[20]
فإن ذلك مما ليس يُشْجِيني[21]
ولا يُرَي فِيَّ غيرَ الصَّبْرِ مَنْقَصَةٌ
وما سواه فإن الله يكفيني
لولا أوَاصِرُ[22] قُرْبَى لستَ تحفظها
ورهبةُ الله في مولًى يعاديني
إذًا بريتُكَ[23] بَرْيًا لا انْجبارَ له
إني رأيتك لا تنفَكُّ تَبْرِينِي
إن الذي يقبضُ الدنيا ويَبْسُطها 
إن كان أغناكَ عَنِّي سوف يُغْنِينِي
الله يَعْلَمُني، والله يعلمكم
والله يجزيكم عني، ويجزيني
ماذا عليَّ وإن كنتم ذوي رحمي
ألَّا أُحِبَّكُم إذ لم تُحِبوني
عنِّي إليكَ فما أمي براعيةٍ
ترعى المخاض[24]، ولا رأيي بمغبون[25]
إني أَبِيٌّ أَبِيٌّ ذو محافظةٍ
وابنُ أَبِيٍّ أَبِيٍّ من أَبِيِّينِ
لا يُخْرِجُ القَسْرُ[26] مني غيرَ مَأْبِيَةٍ[27]
ولا أَلِينُ لمن لا يبتَغِي لِيني
عَفٌّ يَؤُوسٌ [28] إذا ما خِفْتُ من بلد
هونًا فلستُ بِوَقَّافٍ على الْهُونِ[29]
كل امرئ صائرٌ يومًا لشيمته[30]
وإن تَخَلَّقَ[31] أخلاقًا إلى حين[32]
واللهِ لو كَرِهَتْ كَفِّي مُصَاحَبَتِي
لَقُلْتُ إِذْ كَرِهَتْ قُرْبِي لَهَا بِينِي[33]
إني لَعَمْرُكَ ما بابي بذي غَلَقٍ
عن الصَّدِيقِ، ولا خَيْرِي بِمَمْنُونِ[34]
وما لساني على الأدنى[35] بمُنطَلِقٍ
بالمنكرات، ولا فتكي بمأمونِ
عندي خلائقُ أقوام ذَوِي حَسَبٍ 
وآخرين كثير كلهم دوني
وأنتم معشر زَيْدٌ على مائةٍ[36]
فأجمعوا أمركم طُرًّا فكيدوني
فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا
وإن جهلتم سبيل الرشد فأْتُوني
يا رُبَّ ثوبٍ[37] حواشيه كأوسطه
لا عيب في الثوب من حُسْنٍ ومن لِينِ
يومًا شددت على فرغاءَ فاهِقَةٍ[38]
طَوْرًا من الدهر تاراتٍ تُمَارِيني
قد كنت أعطيكم مالي وأمنحكم
وُدِّي على مُثْبَتٍ في الصدر مكنونِ
يَا رُبَّ حَيٍّ شَديدِ الشَّغْبِ[39] ذي لَجَبٍ[40]
دعوتُهُمْ رَاهِنٍ منهم ومرهونِ
رددت باطلهم في رأس قائلهم
حتى يَظَلُّوا جميعًا ذا أفانينِ
يا عمرُو لو لِنْتَ لي أَلْفيتَنِي[41] يَسَرًا
سَمْحًا كريمًا أُجَازِي من يجازيني


[1] هو حرثان بن مُحرِّث، شاعر جاهلي قديم، عُمِّر طويلاً، ومات قبل الإسلام.

[2] البث: أشد الحزن، والشاعر يأسى على قلبه الذي استولى عليه الحزن والكمد بعد أن تذكر محبوبته أم هارون.

[3] شحطت: بعدت.

[4] شجنًا: الشجن الهم والحزن.

[5] الوأي: الوعد.

[6] لا يواتيني، وفي رواية يؤاتيني، والمقصود أنها أصبحت تخلف الوعد، ولا تفي به.

[7] غنينا: أقمنا وعشنا. القاموس المحيط 4/364.

[8] فلا نخطي: الأصل فلا نخطئ، وحذفت الهمزة لضرورة الشعر.

[9] استهل الشاعر قصيدته بالغزل على عادة الجاهليين ليستميل القلوب، ولتُصغي إليه الآذان، ثم انتقل بعد هذا البيت الخامس إلى العتاب والفخر.

[10] خُلق: تخالق وتعامل بيني وبينه، وأقليه ويقليني: لا أرتاح لطريقته في الحياة، ولا يرتاح لطريقتي فيها.

[11] أزرى بنا: تنقصنا وعابنا.

[12] شالت: نعامتنا: افترقنا لتفرقنا، وذهاب عزنا.

[13] خال: حسب أو ظن، وخالني دونه أي توهم أنني أقل منه رتبة، وذلك لما معه من المال، وخلته دوني أي والحقيقة أنني أراه أقل مني لأنه عار مما أتحلى به من الحلم، والصبر، ولين الجانب للصغير والكبير من أهلي وقومي.

[14] لاه ابن عمك: لله ابن عمك.

[15] الحسب: الشرف الثابت في الآباء، أو الدين، أو الكرم. القاموس المحيط 1/54.

[16] دياني: من دانه بمعنى غلبه وقهره، وفي الحديث والديان لا يموت، والديان هو الله عز وجل لأنه هو القاهر فوق عباده، ولأنه غالب على أمره عز شأنه.

[17] تخزوني: تسيرني، وتسوسني.

[18] ولا تقوت عيالي: المقصود: ولا أنت تقوت: أي تطعم، عيالي: من أعولهم، والمسغبة: المجاعة من سغِب، وسغَب، وفي القرآن العظيم: ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ [البلد: 14].

[19] العزَّاء: السنة الشديدة.

[20] عرض الدنيا: التباهي والتفاخر، بمنقصتي: بتنقُّصي وشتمي.

[21] يشجيني: يوقعني في الحزن.

[22] أواصر قربي: علاقات قرابة، جمع: آصرة.

[23] بريتك: قطعتك.

[24] ترعى المخاض: قال أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري: أي لست بابن أمَة، ويقال: إنه عرَّض به، وكان ابن أمَة، قال الأصمعي: وإنما خص رعية المخاض لأنها أشد من رعية غيرها، ولا يُمتهن فيها إلا من حقُر ولم يُبالَ به؛ شرح المفضليات، نشر مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى، القاهرة 1420هـ/ 2000م، ص323.

[25] مغبون: ضعيف، وتافه، وقد افتخر الشاعر في هذا البيت بأمه، وبآرائه الصائبة التي لا يتجاوزها الناس.

[26] القسر: القهر، والعنف، والشدة.

[27] مأبية: من الإباء، وهو الرفض في شمم وأنفة.

[28] العف هو العفيف، وهو الذي يكف عما لا يحل ولا يجمل، ويؤوس: قنوط، واليأس ضد الرجاء، والمقصود أنه لا يرتجي شيئًا مما عند الناس.

[29] الهُون والهوان: المذلة.

[30] شيمة الإنسان: طبعه الذي فُطِرَ عليه.

[31] تخلَّق: على زنة تفعَّل؛ أي: تحوَّل عن طبعِه، وتكلف ما ليس عنده من محمود الخلال.

[32] إلى حين: إلى وقت معلوم، وزمن محدود.

[33] بيني: فعل أمر من بان يبين، أي فارقي وارحلي.

[34] الخير: المال، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8]، وممنون: مقطوع، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾ [القلم: 3]، يقول الشاعر: لا أُغلق بابي في وجه الصَّديق، ولا أبخل بشيء من مالي عنه.

[35] الأدنى: الأقل رتبة أو منزلة، ولعله يعني بها حفدته وخدمه، وعبيده وإماءه، والشاعر يريد أن يقول: إذا كانت هذه حالي مع هؤلاء، فكيف تكون أخلاقي مع الأتراب والأنداد؟!

[36] زَيْدٌ على مائة: أي تزيدون على مائة.

[37] ثوب: سيف، وقد سمي السيف ثوبًا لأن كل ذي سلاح يثوب إليه.

[38] الفرغاء: الطعنة التي تُحدِث جرحًا كبيرًا واسعًا، والفاهقة التي تفهق بالدم.

[39] الشغب: تهيج الشر.

[40] ذو لجب: ذو صياح وجلبة.

[41] ألفيتني: وجدتني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
مبارك سالم الضرمان - السعودية 28-11-2024 07:50 PM

أشكركم على الاختيارات الرائعة في المدح والحماس..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة