• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

تتار ولا قطز ( قصيدة )

سلطان إبراهيم


تاريخ الإضافة: 26/4/2014 ميلادي - 25/6/1435 هجري

الزيارات: 7649

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تتار ولا قطز


ما ببين عشية وضحاها يقتحم تتار العصر حياض بغداد المسلمة، ولا أحد يذود..

 

الذئبُ يحمي الدارَ.. عذراً سيدي
والحق ضاعَ وأرضُنا للمعتدي
يا ربِّ، جلَّلَتِ الهزيمة رأسَنا
بالعارِ نحيا فِي الحضيضِ الأَوهَدِ[1]
وتحطَّمت آمالنا فِي لحظةٍ
سُحقَت بشؤمِ خيانة المستأسِدِ
قدمَ التتارُ وليس يوجد بَينَنا
قُطُزُ المظفَّر والخميسُ المُهْتَدي
ما ثَمَّ معتصمٌ يجيب نداءنا
ما من صلاحٍ فِي البقاع بمرشدِ
قد مُرِّغت فِي الوحلِ راياتٌ لنا
بعدَ التنائي عَنْ سبيلِ محمَّدِ
والناسُ غرقى فِي ملذَّاتِ الدُّنى
سكَنوا كهوفَ الخائف المترددِ
بغدادُ قد سقطت، تهاوى نجمُها
وهو الذي قد كانَ فوق الفَرْقَدِ[2]
أفلَتْ شموس المجدِ، أظَلمَ وجهُها
وتلفَّعَت بدثارِ حزنٍ أسودِ[3]
بكَتِ الدماءَ، تقرَّحت أجفانُها
ذبحت بأيدي الظالمِ المستعبدِ
طمست حضارتها وأقفرَ رَبعُها
نعقت بها بومُ الخراب الأرعدِ[4]
سُحُبُ الرزايا قد أظَلَّت شعبَها
فِي مسمعٍ من عَالَم متبلِّدِ
أين المبادئُ والقوانين التي
ترغُو حلوقُهمُ بها كي نقتدي؟
قد غالها الأوغادُ، لا لم يرحموا
دمعاً بَدَا فِي خدِّها المتورِّدِ
فلم اسْتُبِيحت بلدَتي بوقاحةٍ
ولم اسْتُذلَّ شموخُ كُلِّ مُشيَّدِ؟
لمَ قد تَبدَّل لونها واسْتُهجنت
وغدت تُداسُ بكُلِّ نعلٍ أجحدِ؟
هُتِكَت خدورُ نسائها يا لوعتي
صرنَ الفريسةَ للَّئيمِ المُفسدِ
بنت الرشيد لَكَمْ يُحرِّقُ مهجتي
ذُلُّ الحرائر بعد عهدِ السؤددِ
ويذوب قلبي حين أسمعُ صرخةً
لكريمةٍ تسبى وما من مُنجدِ
قد طاش لبِّي، لم أعُدْ متحملاً
وقْعَ البلاءِ العاصفِ المتجددِ
الكبْدُ يغلي والجَنان معذَّبٌ
ومع المآسي كم يروحُ ويغتَدي
مع كُلِّ طفلٍ قد تدرَّج بالدِمَا
وممزقِ الأوصال أو متشردِ
مع كُلِّ شيخٍ قد تهدم دارهُ
وبنوهُ بَينَ مُقَتَّلٍ ومُصَفَّدِ[5]
مع كُلِّ ثَكْلَى أقعدَتْها نكبةٌ
بدمِ العيون بكَتْ فراق الأوحدِ[6]
مع زوجةٍ ستظل فِي أحداقها
ذكرى الحبيب وقد غدا فِي المَوقدِ
مع وأدِ عزٍّ واغتيالِ كرامةٍ
مع مقتلٍ للصامد المتمرِّدِ
مع كُلِّ فوضى أو ضياعِ هويةٍ
وخيانةٍ من فاسقٍ ومُعربدِ
الروح تحيا فِي متاهات الرَّدى
واللحنُ تاهَ على شفاهِ المنشدِ
ودمي يسيل مع الفراتِ ودجلةٍ
ويصبُّ فِي بِيْدِ السَّماوَةِ مَوردي[7]
والريحُ سفَّت فِي عيوني رملَها
خارت قوايَ، عَميتُ، يا لَلمشهدِ!
ظمئي تضاعف فِي مسافات الأَسى
وتعمَّد السُّرَّاقُ سَلْبَ المزْودِ
يا حلميَ الموءودَ، هل من وثبةٍ
من تحت أطنانِ الثرى والجَلْمَدِ؟[8]
هل يا ترى سيعودُ فِي خَفَقاتنا
بعد الردى نبضُ الحياة فنَهتدي؟
أتجودُ أرحامُ النساء بفارسٍ
يحيا على نهجِ التُّقاةِ السُّجَّدِ؟
أيهبُّ فِي أرض العراق أماجدٌ
ويُلَملمونَ شتات كُلِّ مشردِ؟
أتدبُّ فِي أوصالنا روحُ الفِدا
أيعادُ تنظيمُ الصفوف لنَبتدي؟
حُلْمٌ.. ومن يُرجى لتحقيق المُنى
غير المليكِ فما لنا من مقصدِ

 


[1] الأوهد: المنخفض شديد الانخفاض.

[2] الفرقد: نجم قريب من القطب الشمالي ثابت الموقع تقريباً لذا يهتدى به.

[3] تلفعت: اشتملت به وتغطت. دثار: الثوب، الغطاء.

[4] الأرعد: الشديد التوعد بالشر.

[5] مصفد: أسير موثق بالقيود.

[6] الأوحد: ابنها الوحيد.

[7] بِيد السَّمَاوة: أي صحراء السماوة في العراق.

[8] الجلمد: الصخر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة