• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

توبة ( قصة )

توبة ( قصة )
ممدوح مصطفى حامد


تاريخ الإضافة: 23/4/2014 ميلادي - 22/6/1435 هجري

الزيارات: 5972

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

توبة

 

في صباح يوم كان يقود سيارته ذاهبًا إلى عمله، كان شارد الذهن كعادته، فجأة انحرفت به السيارة نتيجة انفجار أحد إطارات السيارة، توقَّف على جانب من الشارع، واتَّصل بأحد زملائه في العمل، ليُساعِدَه في إبدال الإطار.

 

جلس في السيارة ينتظر مجيء صديقه، وفي أثناء انتظاره لفت نظرَه خروجُ رجل من إحدى "الفلل" تتبعه امرأة - على قدر كبير من الجمال - لتُودِّعه، استقلَّ الرجل سيارته وانطلق وهي واقفةٌ حتى غاب عن نظَرها، وفجأة.. حدث شيء عجيب..!

 

التفتت المرأة إلى أحد عمال النظافة - الذي كان يَكنس الشارع بالقرب من البيت - فنادته! وسَرْعان ما هرولَ ناحيتها، ثم دخل خلفها البيت!

 

ارتعدت فرائصُه عندما شاهد هذا المشهد، وسبح في بحر مِن الظنون، وأخذ يتساءل: لماذا نادته؟ ماذا تُريد منه؟ استيقَظ مِن تساؤلاته على صوت صديقه يقول:

• هيا.. افتَحْ حقيبة السيارة، وتعالَ لتُساعدني.

 

نزل من السيارة ليُساعد صديقه في تغيير الإطار، ولم يَغِب المشهد عن عينه، ثم ذهب إلى عمله وما زال عقله وفكره مشغولاً بهذا الحدث.. حتى عندما رجع إلى بيته! استحوذ هذا الأمر على تفكيره!

 

في اليوم الثاني تعمَّد أن يذهب من نفس الشارع، ووقف على جانب الطريق بالقرب من ذلك البيت، ويا عجب ما رأى! تكرَّر نفس المشهد بالأمس..! فخرجت المرأة تودع الرجل، وما إن ركب سيارته وابتعد عن ناظرها، التفتَت إلى عامل النظافة فنادته، وسرعان ما دخل البيت خلفها!

 

هنا تأكَّدت له ظنونه، وبدأ يشعر بالغَيرة، كيف لعامل نظافة يتمتع بهذا الجمال، وسبح في خيالات، وزيَّن له الشيطان فعل الفاحشة، وبدأ يحلم أن يكونَ مكان عامل النظافة، ويتمتَّع بهذا الجمال، وكيف لا وهو الشاب الوسيم المتأنق؟! ولكن كيف السبيل للوصول لها؟! وأخيرًا واتتْه فكرة! وعزَم على تنفيذِها..

 

في صباح اليوم التالي اتصل بعمله يُبلغهم أنه مريض في إجازة لهذا اليوم، ثم اتجه إلى نفس البيت مبكِّرًا، وما إن رأى العامل حتى اتجه إليه، وعرض عليه أن يأخذ زيه ومكنسته، ويقف مكانه في هذا اليوم مقابل مبلغ من المال، فرِح العامل بهذا العرض، ووافق على الفور - حيث كان المبلغ مُغريًا بالنسبة له - فأعطاه زيَّه ومكنسته وانصرف.

 

لبِس زيَّ العامل وتظاهر بالكنس أمام البيت، وبالفعل في الوقت المحدَّد خرجَت تودِّعه حتى استقل سيارته وغاب عن ناظرها، والتفتَت له ونادته، سرعان ما هرول إليها، يمشي خلفها وقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة الفرح، لا يستطيع أن يكبَحَ جِماح ضحكته التي ارتسمت على وجهه، تفضح ما تُكنُّه نفسه..

 

ولكن هذه الضحكة أخذت تتلاشى عندما لاحظ وجودَ أطفال في البيت يلعبون هنا وهناك، وهذا كفيل أن يكدر صفو خَلوته، وأفاقَ مِن تخيلاته على صوتها تقول:

• ادخل..

 

وجدَها تُشير إلى أحد الأبواب، وعلى الفور وبدون تفكير دخل! وما إن دخل حتى أصابه الذهول، تفاجأ أنه داخل المطبخ! وهناك أتلال من الصحون والقدور المتَّسخة المُتناثرة في أرجاء المطبخ، وإذا بها تقول:

• أمامك ساعتان لتنتهي منها، اغسلها جيدًا.

 

ثم خرجَتْ وأغلقت الباب بالمفتاح من الخارج، وقف في ذهول وحيرة! كيف له أن يغسل هذه الأتلال من القدور والأطباق وهو الشاب المُتْرَف، إنه لا يذكر يومًا أنه غسل طبقًا، أو أنه ساعد زوجته مرة في شيء حتى وهي مريضة وفي أشدِّ الحاجة إلى المساعدة.

 

وجَد نفسه أمام خيارين، أحلاهما: مُر؛ إما أن يكشف عن هويته ويفتضح أمره، أو أن يغسل هذه الأطباق والقدور، ثم يَنصرِف دون ثرثرة، وبدا هذا الخيار هو الأمثل.

 

وبدأ بالغسيل، وأخذ يتأمل نفسه، لقد كان مُقبِلاً على الزنا وهو مُحصَن، فلو وقع وكان شرعُ الله يُطبَّقُ، لاستحقَّ الرَّجْم! أخذ يتحدث إلى نفسه:

 

• الحمد الله الذي أنجاني من هذه الكبيرة؛﴿ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

 

كان يَغسل ويسمع في الخارج صياح الأطفال ولعبَهم، ويتمنى أن ينتهي من هذا الموقف، لقد أعلن توبتَه إلى الله، وعزم أن يُغيِّر من نفسه.

 

وبعد أن انتهى دخلت المرأة، ونظرت للأطباق المغسولة، فتأفَّفت دليلاً على عدم الرضا، ثم أخرجَت خمسة جنيهات وأعطتها له، أخذها ثم انصرف.

 

ذهب إلى بيته وهو عازم أن يُغيِّر حياته، كان منهك القوى، فارتمى على سريره من شدة الإجهاد، وفي المساء فُوجِئَتْ زوجتُه أنه معها يُساعدها في الطبخ، اندهشت من ذلك، لقد تغيَّرت معاملتُه معها، يا ترى ما السبب؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- إعجاب ورجاء
هارون غزي المحامي. - مصر 25-05-2014 07:50 AM

قصة تزينت بفنيات القص المشوق ، وطابع المغامرة المثيرة، والمفاجأة الصادمة لتوقع القارئ. والنهاية البعيدة كل البعد عن المباشرة.
ليت كتاب القصة ينهجون هذا النهج الملتزم بالقص الموحي بالقيم السامية ومعالجة أمراض المجتمع. عوضا عن القصص الهدام للقيم الداعي للعنف والمروج للمحرمات.
وفق الله الكاتب وجعله مثلا يحتذي.
رجاء:
وددت من هيئة تحرير الألوكة ورواد الموقع وجلهم من العلماء الأفاضل ومنهم فرسان الأدب. أن يتفضلوا علينا بنظرة تضيئ لنا ما يعرض على الألوكة من قصص في إطار فنيات القص وجماليات السرد الأدبي.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة