• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

عصفوران محلقان في خفة بين الشرق والغرب

عصفوران محلقان في خفة بين الشرق والغرب
نادية كيلاني


تاريخ الإضافة: 20/4/2014 ميلادي - 19/6/1435 هجري

الزيارات: 3682

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عصفوران محلقان في خفة بين الشرق والغرب


تحكي رواية "عصفوران بين الشرق والغرب" قصةَ (مارتينا) الفتاة الفَرَنسية، التي ضاقت بحياة الحرية الزائفة المَهِينة، التي هي سِمَة مجتمعها، فبحثت عن حريتها الحقيقية في ظل الإسلام، ولكنها تُصدَم في الشابِّ المسلم (يوسف) حين تكتشف ضحالة ما يعرفه عن دينه؛ لكنه يخجل ويُغيِّر من نفسه؛ حتى لا يكون أداة يقدحون في الإسلام من خلاله.


ونعرف أن يوسف هذا جاء هاربًا من حياة كرِهها، لا يعرف فيها غير الاستهتار واللهو اللَّذينِ تفرضُهما حياة الغنى ومصادقة الكبار.


ونعرف قصة كاميليا التي تريد أن تُغيِّر دينها، فتقابل باضطهادٍ حرَمها من مواصلة تعليمها، وتسلّط عليها شقيقها بطرس المتطرف دينيًّا، فتظل في كنفه حتى تنقذَها مارتينا منه.


ونتعرف على "شوشو" شقيقة يوسف، وكيف أنها أيضًا كارهة لحياة الاستهتار عندما وجدت الحب الحقيقي مع عمر، الشاب الرياضي المتدين الشهم، الذي خلّصها من اللصوص، وعرَفت بذلك الفرق بين الرجولة والميوعة.

♦     ♦    ♦


في خفَّة ورشاقة تنقَّل عبدالحميد ضحا في روايته (عصفوران بين الشرق والغرب) من فصل إلى فصل، شرح فيها حقيقة الإسلام بالدليل وحقيقة الغرب وحقيقة الليبرالية والعلمانية، وحقيقة المسلمين اسمًا.


وعرَّفنا أن حرية الغرب هي حرية الجنس والعُرْيِ فقط، وهناك تقييد وعدم حرية لمن يتمسَّك بالمظهر الإسلامي؛ فالزي الإسلامي مرفوض ومحارب ومتَّهم، كذلك من يتمسك بالطعام الإسلامي، فهو محل استهزاء وسخرية، وهناك تدخل في الأفكار إذا لم توافقِ التوجهَ العامَّ للدولة.


ورأينا كيف الفراغ يُوصِلهم للجنون والشذوذ، وينعكس ذلك على سلوكياتهم حين تتزوج فتاة من حمار أو كلب، وهذا دليل فقد الثقة في البشر، خاصة الرجال.


كما عرَّفنا الفرق بين مسيحيي الغرب ومسيحيي مصر، وما يحدث في الكنائس، وكيف يربُّون أولادهم على مفاهيمَ خاطئة مع عجزهم عن إقناعهم بتلك المفاهيم؛ مما يضطرهم لأن يتعامَلوا بعنف وقسوة مع مَن يجادلهم.


معظم المعلومات استقاها الكاتب من قصص حقيقية، قرأنا عنها من تجارب أناس دخلوا في الإسلام وحكَوا أسباب ذلك.


ولم ينسَ الكاتب أن يُرِيَنا نموذجًا من الشباب المهاجر، المفتون بسحر الغرب، ثم يجده خواءً، فتكون النتيجة أنه ضائع هنا وضائع هناك، والبركة في الحيتان الذين لا يتركون لغيرِهم فرصةَ العيش الكريم، فيتحوَّل (حسن) المثقَّف إلى أفَّاقٍ؛ لكي يعيش في بلاد الغربة؛ ليجمع المبلغ الذي اقترضه لكي يسافر في رحلة غير مضمونة، كان من الممكن أن يفقد فيها حياته كغيره.


والرواية أيضًا تفضح رجال الأعمال وعَلاقتهم بالحكومة، وكيف يبيعون البلد لمن لديه الاستعداد، ويقسمونها فيما بينهم، بمساعدة البنوك المتواطئة معهم.


ويفضح أسلوب الداخلية، كيف تستقي معلوماتها من البلطجية، فتظلم البريء وتُحوِّله إلى إرهابي، حسب المزاج؛ فلا يمكن إنهاء هذا الموضوع؛ لأنه أصبح رأيًا عامًّا، ولكن بعد الحصول على الرِّشوة فالموضوع يمكن حلُّه، وإلهاء الناس بأخبار أخرى.


وفضح الإعلام عندما يكون بُوقًا للحكومة يُروِّج لِمَا تريد أن تُذِيعه على الناس بأسلوب مفبرك، ثم يصمت حينما تطلب منهم الصمت.


ويفضحُ المجتمعات التي تسمى مخملية، فهي مجتمعات تائهة متمسحة في الغرب زيًّا ولغة، خصمًا من هُوِيَّتهم، فكبيرهم تائهٌ، وصغيرهم تائه، فأنى يجني تائه من تائه غير الضياع؟!


حتى وصلنا إلى نهاية جميلةٍ؛ لأنها غير تقليدية وغير متوقعة، ولكنها مناسبة للعنوان، وهو اكتشاف "مارتينا" استحالةَ زواجِها من يوسف؛ لإدراكها أن المجتمعات مختلفة، حتى لو اعتنقا دينًا واحدًا، فاتفقت معه على أن يحلّق كل منهما داخل سربه يهدي على قدر جهده.


كما أجاد الكاتب الدخولَ في الرواية بحذف المقدمة الطويلة وأدخلنا في صلب الحدث من أول سطر، ثم بالفلاش باك عرَّفنا تاريخَ جميع الأبطال فزادها تشويقًا، وتتميَّز الرواية مع الأسلوب السهل بخفة الظل الذي أضفاه الكاتب عليها من روحه، فلا نستطيع القول: إن كاتبَها شخصية متزمِّتة، أو متطرفة، أو شخصية وعظية تهدفُ للنصح والإرشاد فقط، أو شخصية لديها مفاهيم خاصة تريد أن تصبَّها في أذهاننا دون فنية وسبك للأحداث، وتسلسل طبيعي لمنطقية الأحداث؛ فقد نجا من هذا الاتهام بجدارة.


فرغم أن هذا هو هدفُه فعلاً، فقد قال كل ما يريد من خلال شخصيات تتحرَّك أمامنا بحرية ومنطقية، شخصيات تحمل الخير والشر، وعلى اختلاف معادنها ومشاربها، فهرب بذلك من اتِّهامه بأن الموضوع مُعَدٌّ سلفًا، وقد وظَّف أبطاله لخدمة هدفه.

وإلى مزيد من أعمال ناجحة وهادفة





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكرا لكاتبة المقال
إبراهيم عوض - مصر 21-04-2014 05:51 AM

شكرا للكاتبة على هذا العرض الجميل بأسلوبه البسيط السلس وتلخيصه الرواية تلخيصا سليما رشيقا، وحرصها على تشجيع المؤلف

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة