• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

جند فرعون ( مسرحية )

د. أحمد أبو اليزيد


تاريخ الإضافة: 6/4/2014 ميلادي - 6/6/1435 هجري

الزيارات: 10734

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جند فرعون ( مسرحية )

عندما ينحاز الجنود إلى الفرعون، فالكل سواء

 

المشهد الأول

يدخل أحد الجنود إلى قصر فرعون وهو يَلهَث من شدة الركض، يجثو الجندي على ركبتيه أمام فرعون، ثم يقف منتصبًا على قدميه بعدما يأذن له فرعون.

 

فرعون: ما بك أيها الجندي؟!

الجندي (وهو ما يزال يلهث): سيدي الفرعون.

 

فرَّ موسى مع بني إسرائيل.

فرعون (ضاربًا بصولجانه الأرض): وإلى أين يفر هذا الجاحد المعانِد؟

تربَّى كريمًا في كنفنا أميرًا.

ثم فرَّ قاتلاً فعاد ساحرًا، ومكث سنين فاسدًا...

 

(ثم يصيح بِهامان): هامان، أَعِدَّ الجيوشَ لنخرج وراء هؤلاء الملاعين.

 

أحد الملأ: سيدي الإله العظيم، أخشى أن يَنضمَّ إلى موسى وقومه بعض الفاسقين من أهل مصر.

 

فرعون: أيها الملأ، أشيروا عليَّ، ماذا أفعل؟

أحد الملأ: ننادي في أهل مصر جميعًا:

أن شرذمةً من بني إسرائيل قد أغاظوا الفرعونَ الأكبر.

 

أحد الملأ (معقِّبًا): وصبؤوا عن عبادتك.

أحد الملأ (معقِّبًا): وسرقوا الأموال.

أحد الملأ (معقِّبًا): وأفسدوا دين العباد.

أحد الملأ (معقِّبًا): وعاثوا في أرض مصر الفساد.

أحد الملأ (معقِّبًا): فالويل ثم الويل لمن خرج معهم، أو عاونهم، أو أمدَّهم ولو بقطرة ماء.

 

هامان: سيدي الفرعون، الجيوش على أُهْبَة الاستعداد، فمتى الخروج؟

فرعون: الآن.

 

تستمع زوجة فرعون من وراء حجاب إلى هذا الحوار.

ثم تُتمتِم: سلِّم يا ربي ولدي موسى من بطش فرعون وهامان.

 

(يُسدَل الستار)


المشهد الثاني

في صحراء مصر الشرقية، جيش عرمرم يُطارِد تلك الفئة المؤمنة من بني إسرائيل مع موسى عليه السلام.

 

يسير ثلاثة جنود (بخيا - بساش - مصريم) من فرقة الرماة بإنهاك شديد بعدما أعياهم الإرهاقُ من طول المسير، وأجهدهم الظمأ من أثر الشمس المُحرِقة.

 

بخيا: إني ظمآن.

بساش: إني جائع.

مصريم: لم يأمر بَعدُ إلهنا الأعظم بالراحة.

 

بخيا: أما زلتَ تعتقد أنه إله؟!

مصريم: هو إله وابن إله، بل أنت الذى آمنتَ بموسى وهارون وبربِّهما المزعوم!

أقسم إنه لولا أنك صديقي منذ أمد بعيد، لأخبرت الوزير هامان.

 

بخيا: لم أؤمن بموسى، لكني أعلم أنه صادق.

بساش (ضاحكًا): فرعون إله!

موسى نبي!

 

بخيا: ولماذا تُمارون في صِدْق موسى؟!

ألم تروا الآية تِلو الآية؟

بساش: ساحر عظيم.

 

بخيا: وما الفرعون إذًا؟ إله؟!

بساش: بل ظالم أحمق مُستَبِد.

مصريم: ويحكما ... ألم تعلما أن فرعون له ملك مصر.

 

وتلك الأنهار، ألا ترونها تجري بأمره!

بخيا: أحمق..

ألم تر أن النهر صار دمًا.

وعندما دعا موسى ربه رفع عنا هذا الرِّجز والعذاب.

 

مصريم: ساحر كذاب، مَهِين ولا يكاد يُبِين، ملأ بسحره البلادَ بالجراد والقُمَّل والضفادع.

بساش: وبسحره قتَل قارون.

(مستطردًا مغتاظًا): وضاعت كنوز قارون.

 

مصريم (في سعادة شديدة): الأسبوع المنصرم قتلتُ من بني إسرائيل ثلاثة رجال.

بساش (ضاحكًا): وبين أحضاني قبَّلتُ نساءهم.

 

بخيا (محتدًّا): وما ذنب بني إسرائيل؟!

مصريم: أعوان الهكسوس.

بساش (ضاحكًا): قوم يتطهَّرون!

مصريم: أيها المؤمن بموسى، لم تخرج معنا إذًا لقتل موسى وبني إسرائيل؟!

 

بخيا (متحسِّرًا): أخشى من بطش فرعون.

بساش (ضاحكًا): وأنا أرجو ذهب فرعون.

مصريم: أما أنا فأرجو رضا الفرعون.

 

صوت يرتفع في الجيش... ها هو موسى مع بني إسرائيل على مرمى البصر يَفِرون جِهة البحر.

مصريم: أين تذهب يا موسى؟

لنقتلنَّك أنت وبني إسرائيل.

بساش (يجري لُعابه): وأحصل على الذهب والمال.

 

بخيا (محدِّثًا نفسه): ماذا أفعل؟!

قائد فرقة الرماة: (وهو يمتطي صهوة جواده): فرقة الرماة تُسرِع وتقترب حتى تُطلِق السهام.

مصريم: لبيك سيدي.

يسرع الجنود الثلاثة...

 

بخيا: ألا عقل لكم؟!

موسى صادق!

ألا تدرون أنه يُكلِّم ربه؟!

 

بساش: أمؤمن أنت حقًّا بموسى؟!

بخيا: كلا .. لكني أعلم أنه صادق.

 

مصريم (ناهرًا بخيا): فارِقْنا إذًا.

لِمَ تتَّبِعنا؟!

 

بخيا: أخشى من بطش فرعون وهامان.

بساش (مستهزئًا): ولا تخشى من رب موسى؟!

 

بخيا (يَختلِس النظرَ حوله): إني سأهرب..

بساش: هلمَّ صاحبي..

إنها حياة واحدة.

(ثم مازحًا): ورب موسى وهارون غفور رحيم.

 

بخيا: حسنًا.

سأتابع، ولكن لن تمتد يدي على أحد من بني إسرائيل.

يتراءى الجمعان ..

قائد الفرقة: أطلقوا السهامَ الآن.

يَنتصِب الجنودُ استعدادًا لإطلاق السهام.

 

مصريم: بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون.

بساش: لي بكل رأس أوقية ذهب.

هكذا وعدني هامان.

بخيا: ماذا أفعل؟

 

بساش: فقط أَطلِق السهام.

ألا تخشى بطشَ فرعون؟!

مصريم (موبِّخًا ومستهزئًا): ولكن حذار أن تَقتُل أحدًا من بني إسرائيل!

 

بساش: أو موسى أو هارون!

موسى عليه السلام يضرب بعصاه البحر.

يَنقسِم البحر فيكون كلُّ فِرْق كالطَّود العظيم.

يَمُر موسى داخل البحر ..

 

بخيا (مشيرًا إلى البحر): انظرا .. انظرا ..

البحر يَنقِسم لموسى وبني إسرائيل!

بساش (مندهشًا): يا إلهي!

 

مصريم: وعزة فرعون، إن هذا لسحرٌ عظيم.

بساش: ألا نترك موسى ونعود.

 

مصريم: نعم نعود، حيث الجنات والعيون.

بساش: والمال؟!

 

قائد الفرقة: بأمر فرعون الإله ...

سنخوض البحرَ خلف موسى..

مصريم (متردِّدًا): لبيك سيدي.

يتقدَّم الجنود نحو البحر..

بخيا: أمجنون فرعون؟!

وماذا عنكما؟!

ألا عقل لكما؟!

 

مصريم: إنه أمر الفرعون.

بساش: أرى الذهب في يدي هاتين.

 

بخيا (يقف): لا، لن أخوض البحر.

بساش (ساخرًا): ألا تخشى من بطش فرعون؟!

 

على حافَة البحر ..

بخيا (متردِّدًا): سأخوض ...

لا .. لا، لن أخوض ..

بساش: انظر ها هو مصريم يَنطلِق كأنه في فلاة.

 

بخيا: حسنًا ... سوف أخوض ...

ولكن لن أُصيب أحدًا من بني إسرائيل.

يدخل بخيا وبساش إلى البحر اليابس ...

بخيا (وهو يرى جبال الماء تتحرَّك): أسرع بساش ...

سوف نغرق...

نغرق

نغرق

 

يُسدَل الستار...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة