• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لمن أخفضت رأسي؟!

عبادة بن رضوان الزوادي


تاريخ الإضافة: 23/7/2009 ميلادي - 30/7/1430 هجري

الزيارات: 8092

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(أتحدث فيه عن اللحظات والدقائق التي تمر على الطالب أثناء الامتحان)



ذات يوم ٍجاء إلى الدنيا شخص كان هو أنا...
نشأت وترعرعت في بيت عز ورفعة..
كنت أمشي رافعاً رأسي.. باسطاً قامتي..

ولدت عزيزاً أبياً.. قولي قول.. وفعلي فعل.. والكل يهاب كلمتي..
لم ينخفض رأسي لأحد..
ولم ينحن ِظهري لأحد..
ولم أركع لأحد..

ولكنني في ذلك اليوم ..
أخفضت الرأس مليا ً..
وانحنى الظهر أيما انحناء ..

ومر وقت.. ومر دهر.. ولم يُرفع رأسي!..
وليس فوقي سجّان يضربني!.. ولا جلاد يعذبني!..
حتى رن ذاك الجرس اللعين..
فرُفع الرأس مندهشاً!.. وكأنه يريد أن يظل مخفوضاً!..
والقلب رسم التوتر والغضب في ذلك الوجه!...
فأنزل الحاجبين.. ونفخ الخدين..
وكشرت جبيني.. وجحظت عيني..

رفعت رأسي..
فإذا بشخص خُيِّل إليَّ أنه شبح أسود!..
يمر على هذا وهذا وهذا..
والدور قادم!!..

فأخفضت رأسي.. جالسا ًعلى حافة الكرسي..
وأقدامي ترتعش.. وشعري ينتفش..
أصبحت خطواته تحادثني مقتربة مني!..
 فأبتلع ريقي.. وأتجاهل واقعي.. وأخفض رأسي أكثر!..
ولكن قرقعة كعبه يعلو صوتها!..

 أسمع.. أسمع فحيحا ًيدوي من كل جانب!..
حتى جاءت اللحظة التي امتدت فيها يد كنت أعرفها بيضاء ناعمة!..
لكني رأيتها سوداء كالحة!.. أظافرها طويلة!..
تريد أن تنتزع مني قلبي وعقلي..

وفجأةً... عقد لساني!..
وأصبحت أصرخ في أعماقي بصمت لا.. لا..
ولكن..
قضي الأمر..

رفعت رأسي.. واستيقظت من حلمي الذي هو الواقع!..
وما أصعب أن يكون الحلم واقعاً!..
فالحلم تعرض فيه أحداث علينا.. ولا نستطيع أو نؤثر فيها.. ولا حاجة أصلاً لذلك.. لأن ما يحدث فيه من خير أو شر.. ينتهي بافتراق الرموش عن بعضها!..
والواقع أحداثٌ تساق إلينا.. مع كامل الحق في تقبلها أو معارضتها..
ولكنه في لحظات كهذه التي تمر عليَّ داخل....
قاعة الامتحان!!...
يعانق الحلم الواقع بحيث أكون في الواقع حقاً..
ولكني لا أستطيع مقاومته!!!!....

عجبت ليوم ٍفضلت فيه الخضوع عن الرفعة التي ولدت منها!!..
صرخت: لماذا خضعت؟!... لمن خضعت؟!...
التفت يمنة ويسرة ... فلم يجبني إلا الصمت!!... حيث تلاشى الكلام!!...
وحلق الصراخ في ذاك الظلام!!... ليعود إليّ خاليا ً من أي رد!!...

عندها!.. وعندها فقط!.. أخفضت رأسي وقلت......
لمن أخفضت رأسي؟!... لمن أخفضت رأسي؟!...
لمن أخفضت رأسي؟!...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- ما شاء لله
أمير - .. 18-01-2010 11:33 PM
ما شاء لله يا ابن الخاله
انت اروع من رائع
ننتظر جديدك بشوق
4- رائع ..
fafo - Kuwait City 30-10-2009 05:35 PM
ما شاء الله ..

كتابات رائعهـ ..

و كلمات أروع ..

و الى الأمام إن شاء لله ..
3- يالا خيانة البشر
كسر قلبي 25-07-2009 04:11 PM

كلامك ينطبق ............. لماذا خضعت؟!...لماذا خضعت؟!...لماذا أخفضت رأسي؟!.
جميل أن يقرأ الانسان منا شيء يعكس واقعاً حوله

2- ارفع راسك
hoopoe - الكويت 25-07-2009 03:07 PM

ماشاء الله عليك

ارفع راسك فانت كاتب موهوب اتمنى لك مزيد من النجاح والابداع

وفقك الله

1- مقالة أروع من الرائع
أسماء محمد - السعودية 23-07-2009 01:08 PM

مقالة أروع من الرائع.
إنها كلمات رائعة.
شكرا للكاتب الكريم عبادة بن رضوان الزوادي على هذه المقالة الرائعة.
وأتمنى لهذا الكاتب الكريم كتابة المزيد من هذه الكلمات الرائعة.
وأدعو له بمزيد من التقدم والنجاح.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة