• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ثقافات ( قصة )

ثقافات ( قصة )
حسن عبدالموجود سيد عبدالجواد


تاريخ الإضافة: 21/2/2014 ميلادي - 21/4/1435 هجري

الزيارات: 4336

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثقافات


مزهوًّا أقف أمام قفص النمر، أُوَضِّح لتلاميذي في المدرسة الخاصة التي أزهو أيضًا بالعمل فيها الفارقَ الكبير بين الأسد والنمر، وكيف أن جلد النمر المرقَّط هو الفارق الجوهري بين الحيوانين المفترسين.

 

حينها مر بملابسه المتواضعة يتبعه سربه بملابس أكثر تواضعًا، يحاول دون جدوى تجفيف العرق بمنديله القماشي البالي، بينما يحاول بيده الأخرى أن يرفع بنطاله الواسع الذي يخونه مرة بعد أخرى فيهرب من جسده النحيل، لاحَقه أبناؤه بسيل من أسئلتهم التي انطبع ما فيها من إحراج على ملامحه.

 

جذبني الفضول إلى متابعة موقف معلم الحكومة القروي الساذج، بينما تبارى أبناؤه في حك أنوفهم المحشوة بأطراف أكمامهم الرثة، والتي بدت كمرايا لامعة، بينما انهالت عليه قذائفهم المُلِحَّة من جديد.

 

• ما اسم هذا الحيوان يا أستاذ؟

• ما الذي يأكله؟

• ولماذا.....؟ وأين ...... ؟ ومتى.....؟

 

فيجيب المسكين بشكل مقتضب يكاد لا يُسمع:

• هذا أسد يا أولاد، وطبعًا يأكل لحم غزال، ثم يصمت ليبتلع ريقه الجاف محاولاً تجميع ذاكرته دون جدوى.

 

مسكين، لقد تجسدت صورة المفترسات في ثقافته المتواضعة في شكل أسد، بينما لعب الغزال دور الضحية الوحيدة، تنحيت به جانبًا لأصحح له المعلومة بصَلَف وتكبر لا أنكرهما.

 

• يا أخي، ألا تعلم أن هذا هو النمر؟

يا أخي، ألا تعلم أنهم يذبحون في حديقة مدينتنا الحُمُر الأهلية الهزيلة التي يزهد فيها فلاحوها لضعف أو مرض أو هزال، ثم يُلْقُون لحمها إلى ملوك الغاب التي تُحْرَم قهرًا من مجرد رؤية الغزلان التي يقبع قطيعها في مكان منعزل بعيد تمامًا عن أقفاص الوحوش؟

 

يا أخي...

وهنا قاطعني صوت جَهْوَرِيٌّ لشاب في مقتبل العمر ونضرته، يقف أمام القفص بملابسه المهندمة يشرح لتلاميذه الأكثر هندمة، والذين يبدو من زيهم أنهم ينتمون إلى إحدى مدارس اللغات، وقف معلمهم يشرح لهم كيف أن الفهد حيوان قوي وسريع، يشتهر بكثرة نومه، ثم أخذ يستشهد بالمثل القائل: "أنْوَمُ من فهد"، وأوضح لهم الفارق الكبير بينه وبين النمر.

 

بحثَت يدي المرتعدة عن جيب بنطالي لإخراج علبة مناديلي الورقية دون جدوى، بينما كنت أنظر إليه مذهولاً فاغِرًا فِيَّ كفهدٍ كسول عاوده النعاس، أختلس النظر إلى زميلي الماثل بجانبي فاغرًا فاه كنمرٍ يتوثب للقتال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة