• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ثلاثية الآحاد الخامسة

ثلاثية الآحاد الخامسة
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 10/2/2014 ميلادي - 9/4/1435 هجري

الزيارات: 3756

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثلاثية الآحاد الخامسة


1- الشياه

قال أحدهم لأحدنا يومًا مُستنكِرًا:

ما تقول في الشياه تترك المرعى الخصيبَ ذا الكلأ المباح، والجدول العَذْب الرقراق، لتتحمَّل المشاقَّ في اجتياز الصحارى الِقفار؛ بحثًا عن نبات لا يُسقى إلا بماء الأمطار، لا يُسمِن ولا يُغني من جوع، تَلتقِمه عن غُصَّة ثم تعود أدراجها؟ ولو تراها بعدما أكلته بصحة وعافية كعدَّاء يَخترِق الضاحية.

 

هل هذا بَطَرٌ على نعمة المرعى والجدول العَذْب، أم طَمَع فيما ينفع الطير والنسر؟

 

أحدنا: إن لِفَرط النعمة والعيش الرغيد اليسير أدواءً تتطلَّب الأدوية، حتى ولو كانت صَعْبة المنال بعيدة.

 

أحدهم: صدقتَ والبِطْنة شر تُغيِّب العقولَ والألباب.

 

2- النُّحاة

قال أحدُهم لأحدنا يومًا: ما تقول في النحاة؟

 

أحدنا: أوائل، صُنَّاع للقواعد، عُكُوف على المعاجم، أعمَلوا الفِكْرَ والقرائح في استقامة الكلام والجُمَل، لولاهم لضاع حقُّ المغلوب وانتصر الظَّلوم، أما سمعت مقالة ابن الوردي في الحِكَم واعظًا ولده؟

جَمِّلِ المنطقَ بالنحو فمنْ
يُحْرم الإعرابَ بالنطقِ اختبلْ

 

أحدهم: انتظر على رِسْلك - يرحمك الله - لا فُضَّ فوك، ولا كبت بك الراحلة، بغلة كانت أو حافلة! انتظر حتى أُتِمَّ سؤالي.

 

أحدنا: تفضَّل، أصلحك الله!

 

أحدهم: أقول لمَ تَكاسَل النُّحاة عن إعراب الجمل الاعتراضية؟

أم أنهم قد بيَّتوا النية في اجتناب الحواشي من الكلام والمفردات، التي قد تُطوِّق الأعناقَ، فتَصرِف الناسَ عن مَواطِن استحقاق العقاب والحساب إلى كلمات الرياء والثناء.

 

أحدنا: ليس كما ترى؛ فالجمل الاعتراضية فنٌّ وأدب مع مَن تُخاطِب، رِقَّة مع مَن تُعاتِب، هل يجوز القول في شأن الذات العلية بغير سبحانه وتعالى، جل شأنه، وجل جلاله وكماله؟ أو أن تَذكُر أشرف الخَلْق بغير الصلاة والتسليم عليه وعلى الصحب الكرام وآل بيته أجمعين؟

 

وأما عن العزوف عن الإعراب؛ فهذا لكونها جُملاً لا علاقة لها بما قبلها ولا بعدها، ولا تُغيِّر من سياق الكلام.

 

أحدهم وقد ابتسم: أفادكم الله! وإن من طلاب اليوم لمن يَرجون أن تَصير كلُّ الجمل لا مَحَل لها من الإعراب؛ راحةً لهم من الإقحام في المصادر والمشتقات، والتوابع من: توكيد، ونعت وأبدال، نسأل الله الأبدال من أبي الأسود الدؤلي والزمخشري وغيرهما، ممن لم يَعُد لهم مَحَل من الذِّكر في زماننا، وسبحان الله!

 

3- البر

قال أحدهم يومًا لأحدنا: هَبْ أني لم أرَ جَدًّا لي ولا جدةً، سواء لأم أو لأب، أنَّى لي أن أَعرِف أن والدَي كانا بآبائهما وأمهاتهما برَرة أتقياء غير جبَّارين عصاة؟

 

أحدنا: هل تَبَرُّ والديك أنت؟

أحدهم: قَدْر المستطاع؛ فوالله الذي لا إله غيره، إني لا أستسيغ قطعة الحلوى تَلِج فمي، إلا إذا شاطرتني أمي إياها، وكل سروري يوم أن تُشارِكني طعامي، نأخذ بأطراف الحديث، تواسيني فيما أَهمَّني، وأُخفِّف عنها ما يُحزِنها.

 

أحدنا: إن والديك كانا بأهليهما بَرَرة أتقياء.

 

أحدنا: من أنبأك هذا؟!

 

أحدنا: نبَّأني الذي يقول: ((البِرُّ لا يَبْلى، والذَّنب لا يُنسى، والدَّيَّان لا يموت))؛ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ألا تدري أن البِرَّ ممدود من الجدود إلى الذَّراري، والعقوق مردودٌ حتى في زيارة اللحود، والله المستعان.

 

أحدهم: اللهم اجعلنا بأهلينا بررةً يا رب العالمين!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة