• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

هواجس ( حتى لا تموت الأفكار بموت الجسد )

ابتسام الكحيلي


تاريخ الإضافة: 6/2/2014 ميلادي - 5/4/1435 هجري

الزيارات: 5824

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هواجس

حتى لا تموت الأفكار بموت الجسد


وقبل أن تقبر بقبر روحك، حتى لا تتفلَّت اللحظة وتمرَّ التجربة... أَسطُرُها ليست غريبة أو أخاذة، ولكنها هواجس لمن أحب قراءة الهواجس.

 

فاليوم الأول في الوظيفة الجديدة يَكتنِفه زخم من المشاعر والأفكار والتساؤلات، سواء اخترتَ الانتِقال أم اختير لك، فلستُ ممَّن يُهوِّل البسيط، ولكني ممَّن يتهيب الجديد ويضعه في ميزانه، فانتقالك من منبتك الأول هو كاقتلاع شجرة عملاقة من جذورها الراسية في اتجاهاتها الأربعة، تَستهلك الكثير من الزيت الحار لكي تموت هناك لتُزرع في مكانها الجديد؛ فالشجرة لكي تُعاوِدَ الإنبات من جديد وبثمار أخرى تحتاج إلى تربة ومشرَب غير المشرب السابق، فلا الهواء هو الهواء، ولا الضوء يُماثِل الضوء، هو الكينونة المختلفة بكل نواميسها، فلن تطرح نفس الثمار السابقة؛ فالثمار المطلوبة للاستهلاك اختلفت باختلاف المهمَّة الوظيفية الحالية، والهاجس الآخر.

 

ليس من الهيِّن أن تَحملك قدماك إلى المكان الذي قضى فيه زميلُك السابق نحبَه، وأفرغ كأسه، وأسدلت الحياة ستائرها الرمادية عليه هناك، فهاجس الموت يظل يلح عليك... أهذه محطتي الأخيرة؟ ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34]، أم أنها فاتحة لمحطَّات مُتتالية؟ ثم إن المدير هنا هو نفسه زميلك السابق، ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 54]، لا جدالية في ذلك، ومهما كانت درجة الزمالة هو مُديرك، وأنت موظَّف في دائرته، ففروض الولاء والطاعة مستحقَّة، فلك أن تنظر إليه من مكانته هو لا من مكانتك أنت، وقد يُفاجئك بدَمَاثة الخُلق وكريم المنطِق، ويَجلس أمامك لا خلف مكتبه، ويستمع إلى هَذْرمتك غير المتسلسلة عن مشاريعك وآمالك التي تُريد تحقيقَها في عملك الجديد؛ فالفقاعات أثارها رجُّ القارورة بعنف، فالمشاعر المتضارِبة مِن هيبة اللحظة، وهاجس الأمس، والموت، وسرعة التغيير، وغموض الجديد، تتطاير فقاعات أفكار وطموحات عمشاء لا تدل على الوجهة ولا تعرف الزمن، فتلقّاها - لحظوتك عند الله - مدير خبير وظَّف ذكاءه لخدمة هدفه، ومُهمَّتُه الأولى - في اليوم الأول لك - امتصاص قلقك، وترك انطباع إيجابي عنه وعن البيئة المُحفِّزة التي ستعمل بها، وتناسى أو تجاهل تحذير مُديرك السابق منك أو ثناءه عليك، فكل إناء بما فيه ينضح، هذا مما اعتاده بعض المُديرين من ملاحقة الموظَّف في مقره الجديد.



أما هاجس الزملاء فقانوني الأعظم في التعامل مع الآخرين: "أحبِب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبَك يومًا ما"، الحذر وحسن الخُلق رافدان في التعامل مع الزملاء، ومنجاة.


كل تلك الهواجس تُمطر، وذكرى اللقاء الأول في أول وظيفة تُلحُّ بظُهورها، فلاشات مُتكرِّرة تظهر وتختفي، حُشر في زاوية من مكتب المدير، ووضع كومة من ملفات التعاميم، والتقارير أمامه، عهدها قبل أن يُخلق لقراءتها دون ذكر هدف تلك القراءة، لعلَّ صغر سنِّه وضآلة حجمه أغريا المدير بالتنكيل به، وقطع رأس القط - إن كان له رأس... أوشك الدوام أن ينتهي وما أنهيت القراءة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- ابداع في خبرة
سعاد بالقاسم - المملكة العربية السعودية 07-02-2014 03:11 PM

نضوج فكري وإبداع كتابي يأخذك بكل مشاعرك إلى هناك... أشاركك مشاعر الانتقال والدماثة والحذر.. ولكن هذه سنة الحياة تتكون فيها خبراتنا بهكذا انتقالات في مجالات الحياة.

2- رائع
ظل الياسمين - السعودية 07-02-2014 04:12 AM

لا أعرف لهذا المقال اسما إلا أنه إبداع بل سمفونية رقيقة عزفها خبير وفقك الله

1- رائع
شعاع الخليفة - عنيزة - السعودية 06-02-2014 10:55 PM

رائع دكتورة...أفكار جميلة ...قريحة راقية ...ثروة لغوية...سلاسة أسلوب...سلمت يمينك .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة